عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
15783
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
10-07-2010, 11:12 AM
المشاركة 1
10-07-2010, 11:12 AM
المشاركة 1
افتراضي أمير الشعراء وقاعدة الأفعال الخمسة
أمير الشعراء وقاعدة الأفعال الخمسة


فى علوم النحو والصرف تقع قاعدة اسمها قاعدة الأسماء الخمسة , وهى التى يعرفها النحويون بأنها " أبو , أخو , حمو , ... " ولها قواعدها الإعرابية الخاصة
وهى خمسة معدودة حصرا
وهناك قاعدة أخرى اسمها قاعدة الأفعال الخمسة ويعرفها النحويون بأنها هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة
وهى تختلف عن الأسماء الخمسة فى كونها ليست معدودة بخمسة أفعال فقط بل إنها تنطبق على عشرات بل ومئات الأفعال التى يتوفر فيها شرط المضارعة مع الإسناد إلى ألف التثنية وواو الجماعة وياء المخاطبة
وسميت بالأفعال الخمسة لكونها تستند إلى خمسة أوزان ,

تذكرت قاعدة الأفعال الخمسة عندما سمعت بمسابقة أمير الشعراء الذائعة الصيت والتى دخل فيها عالم المال والأعمال إلى مجال الأدب والشعر
وبالرغم من اختلافنا حول المسابقة وانتقاداتنا لها فى بعض الأمور الإعلامية إلا أن هذا النقد لا يمكن أن يتطرق إلى شيئين هامين للغاية

الأول : أنها مسابقة جادة بكل المقاييس وتحتوى تجربة تستحق النظر والنقد والتحسين فلم نسمع من قبل عن دعم هائل بمثل هذه الأرقام لأنشطة ثقافية أو أدبية خارج حدود الدعم الحكومى الرسمى
الثانى : أنه لا مجال للطعن فى كفاءة لجنة التحكيم ولا كفاءة المشاركين من الشعراء ,

وإنما النقد الجاد يجب أن يتعرض للتجربة ذاتها وبعض أوجه الإعلام السلبية التى لا تخدم الأدب فيها وكان السبب فيها أن المسابقة عبارة عن مشروع إعلامى هادف للربح بالطبع
غير أن هذا المشروع لم يولد عشوائيا أو يتاجر بالأدب متاجرة دفع الأمر لغير أهله
وإنما قدم بالفعل شعراء أساطين فى مكانتهم الأدبية وتفوقهم الإبداعى ونهجهم الشعري الأصيل البعيد عن التزييف المعاصر ولوثات الحداثة القيمة ,

ولهذا كان غريبا بالنسبة أن أصادف هجوما متعنتا رافضا ومتسلطا على بعض الشعراء المشاركين فى المهرجان والطعن فى شخوصهم ـ لا أقلامهم فقط ـ رغم أنهم شعراء يقفون على حدود وتخوم اللغة التى فقدت فى الإعلام جزالتها فى عصر من الضحالة والتفكك تعيشه أجهزة الإعلام منذ عقود وذلك مثل الشاعر كريم معتوق والشاعر الصديق تركى عبد الغنى
ومن أكثر المتعرضين للهجمات كان كريم معتوق الذى يجمعه مع تركى عبد الغنى أنهم أصحاب موهبة شعرية خارقة بلا جدال ومسألة الاعتراض على طريقة التحكيم أو المسابقة لا تقدح فيهم كشعراء متميزين حتما

وهذا يعيدنا إلى نظرية الأفعال الخمسة وعلاقتها بفكرة أمير الشعراء
فليسمعنى وصف أمير الشعراء هنا هو الحصر ولا أعتقد أن الفائزين باللقب أنفسهم يعتقدون للحظة هذا الاعتقاد
فالأمر فيه سعة فعندما يتم تقييم أحد الشعراء أنه أمير للشعر فليس معنى هذا أن بقية الشعراء غير ذلك أو أنهم رعايا
فقد مضي عهد الشاعر الأوحد الذى تتخطى موهبته حاجز المنافسة برحيل امرؤ القيس أمير شعراء العصر الجاهلى
والمتنبي أمير شعراء العصر الإسلامى
وأحمد شوقي أمير شعراء العصر الحديث
فهؤلاء الأفذاذ عبروا فوق القمم المعاصرة لهم فاعترف لهم معاصروهم بالإمارة بلا جدال
ومن باب أولى أن نقر نحن بذلك

وقد قامت قناة المستقلة الفضائية بتجربة لاحياء الشعر العربي أطلقت عليها اسم " شاعر العرب " وفاز فى المسابقة الكبري الشاعر السورى د. نجيب المراد ولم يعترض أحد على اللقب ولا على المسابقة التى تعد حاجز المائة ألف دولار

الغرض من كل هذا أن نعمل على النقد البناء لتلك التجارب قدر المستطاع لأننا فى أشد الحاجة لركوب موجة الإعلام فى عصر لم يعد يعترف بالقراءة .. على أن يكون اتباع النهج الإعلامى مطابقا لجلال الأدب ورسالته
أما العبث الصبيانى بتوجيه الانتقادات الشخصية لشخوص المشاركين هنا أو هناك فما هو إلا تعبيرات مرضية نفسية لا أكثر ولا أقل ولست أدرى ما الذى يعنيه الطعن بالأشخاص ازاء نشاط أدبي عام
وهل هؤلاء المنتقدون كانوا سيظلون على نفس رأيهم لو كانوا هم مكان الفائزين ؟!
هذا هو السؤال

،،