عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
6395
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
08-31-2011, 09:10 PM
المشاركة 1
08-31-2011, 09:10 PM
المشاركة 1
افتراضي أنستاس الكرملي ( 1866 - 1947)
[justify]

بدايةً، يرجع نسب أسرة اللغوي والأديب، الراهب أنستاس ماري الكرملي إلى قبيلة بني مراد العربية. اتخذ شيخ من شيوخها لبنان مستقراً له وتحديداً في قرية بحر صاف. وفي هذا البيت ولد ميخائيل عواد، الذي نال قسطاً وافراً من التعليم وأتقن العديد من اللغات، وأصبح ترجماناً لأمير من أمراء آل بونابرت، وجال معه لنستين في مصر وسوريا والأناضول وإيران والعراق. لكنه آثر العيش في العراق واستوطن بغداد وعُرف فيها باسم ميكائيل الماريني، وهناك تزوج بفتاة عراقية أنجبت له خمسة ذكور وأربع إناث، كان أحدهم بطرس، الذي عُرف أيضاً باسم بولس عبد الأحد، وماري، وأنستاس الكرملي. وقد ولد في الخامس من آب/أغسطس 1866.


ولما بلغ الثامنة من عمره، دخل مدرسة الآباء الكرمليين، وخلال الأعوام التي قضاها في المدرسة ظهرت عليه علامات النبوغ والتفوق، إلى درجة أن اختاره مدير المدرسة شخصياً مدرساً باللغة العربية في نفس المدرسة. وفي سنة 1886 ترك بغداد وتوجه نحو بيروت لتدريس اللغة العربية في المدرسة اليسوعية الإكليركية والتفرغ لتعلم اللغتين اللاتينية واليونانية في الوقت نفسه.


وبعد فترة وجيزة قضاها في بيروت، اتجه إلى بلجيكا ومن ثم إلى لاغنو، قرب نيس فدرس الفلسفة، وأنجز الدراسة اللاهوتية في مونبيلييه. وعاد إلى بغداد سنة 1893 بعد أن رُسم كاهناً باسم الأب أنساس ماري الإلياوي. فأُسندت إليه مهمة إدارة المدرسة الكرملية مع قيامه بتدريس اللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى واجب الوعظ والإرشاد في الكنيسة.


وفي العام 1898 قرر ترك هذه المهام التعليمية والانصراف للكتابة والتأليف والوعظ. فشرع يكتب المقالات اللغوية والعلمية والتاريخية، وينشرها في المجلات العربية والفرنسية ولكن بأسماء مستعارة منها: الشيخ بعيث الحضرَي، فِهْر الجابري، ابن الخضراء، أمكح، كِلْدة، محب الفجر، وكثير غيرها بلغ(27) توقيعاً مختلفاً. ومن المجلات العربية التي نشرت له: (المشرق) (المقتطف، (الهلال)، (الزهور)، (المقتبس)، (المباحث)، (المنهل) وغيرها. وأُحصي عدد مقالاته فبلغت ألف مقالة.


وإلى جانب دراسته وتمكنّه في الفلسفة واللغتين العربية والفرنسية، درس اللغات الأجنبية المختلفة كاللاتينية والتركية والإنكليزية والإيطالية واليونانية والحبشية والفارسية والآرامية والصابئية، وتوغل في دراسة علاقتها باللغة العربية، فجاءت أبحاثه في هذا المجال نادرة وفريدة من نوعها.


عرف عن الأب أنستاس شغفه باللغة العربية حتى العشق والهيام، ووقف حياته في خدمتها وحرصه عليها وعلى مبادئها وقواعدها، وفي هذا يقول: (إن اللغة العربية أسمى اللغات وهي مفتاح اللغات جميعاً لأنها قادرة على تصوير كل ما يدور في الفكر البشري وفي الطبيعة الإنسانية، وهي قادرة على مسايرة كل عصر وكل جيل لما فيها من قابلية الاشتقاق الذي لا يوجد في لغة سواها. إن التقصير هو في أبنائها الذين أُترِفوا ولا يريدون أن يتجشّموا في سبيل لغتهم أي جهد).


[/justify]


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)