عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4888
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
03-06-2011, 11:55 PM
المشاركة 1
03-06-2011, 11:55 PM
المشاركة 1
افتراضي رِسالةُ اعْتِذَار
هذه القصيدة هي رسالة اعتذار من الشعوب العربية إلى الشعب الليبي الصامد في وجه الهمجية. هذا الشعب الذي حوصر 40 عاماً خلف أسوار من الشعارات الزائفة حتى أصبح منسياً يعاني وحده من الظلم والفقر في بلد يعوم على بحر من النفط.


رسالة اعتذار


د. طاهر عبد المجيد




قلِّـــبْ أيامــــكَ فــــي النــــارِ
وتطهَّــــر مـــن هـــذا العـــارِ

واخلـــعْ طاغـــوتاً لـــــم يعبأْ
بوصــــايا عمــــــر المختــارِ

طاغــــــوتٌ يحيـــــا كإلــــــهٍ
فــــي يــــدهِ كــــــلُّ الأقــــدارِ

يهـــذي فـــي النـــومِ بأقــوالٍ
يجمعهــــا صبحـــــــاً بقـــرارِ

هــــذا المتنكّــــِر فـــي بشـــرٍ
يتكشَّــــف عـــن وحشٍ ضـارِ

يمكنـــــه أن يقتـــــل شعبــــاًً
ببساطـــــةِ قتـــــل الصرصارِ

أو يحـــــرق إن شــــاء بلاداً
كـــي يشعلَ أرخصَ سيجـــارِ

ويقـــول لمـــن أحــرق روما
نيرانـــــك ثلــــجٌ فــــي ناري

ثـــــوريٌّ لكـــن لــــم يكتـــبْ
سطـــراً فــــي سِفْـــرِ الثُّـوارِ

بــــل جنَّـــد كـــــلَّ مواهبــــه
فــــي حشـــدِ جميع الأشــرارِ

وأعـــــدَّ لصورتــــه منهـــــم
جيشــــاً مرتزقــــــاً كإطـــــارِ

قــــمْ وابدأْ خطـــوتك الأولــى
ممتطياً صهـــــوة إِعصـــــارِ

وتوغــــلْ فــــي الليـــل بقلبٍ
يتوهَّــــجُ شُعلــــةَ إصــــــرارِ

ليبــــيٌّ أنت فــــــلا تبحـــــثْ
فـــــي ليلكَ عــن نصفِ نهارِ

واسفـحْ مــن عمرك ما يكفي
كـــــي تكمـــلَ كــــلَّ المشوارِ

الآن بوسعـــــك يا شعبــــــي
أن تنجــــز شيئــــاً فحـــــذارِ

أن تصغـــــــــي إلا لنـــــــداءٍ
آتٍ مــــــن بلــــــدِ الأحــــرارِ

دمـــــكَ المتفجـــــرِّ أنهــــاراً
سيغيــظ ميـــــــاه الأمطـــــارِ

وسيجعــــلُ كـــــلَّ صحارينــا
سكــــرى بعبيـــــرِ الأزهــــارِ

وسيعمـــرُ أرضــــاً مــا زالتْ
لعصــــــورٍ قيْــــدَ الإعمـــــارِ

هـــــا أنت الآن علـــى مرمى
حجـــــرٍ من عصــــرِ الأنوارِ

فتقــــــــدَّمْ بخطــــاً ثابتـــــــةٍ
تتدفَّــــــق كالنهـــــرِ الجـاري

واطردْ من أرضك من زرعوا
فــــي الأرض خبيث الأزهــارِ

واتخـــذوا الأخضـــر عنوانــاً
حبَّــــاً فــــي لـونِ «الدولارِ»

* * *

يا شعبــــي المنســــيَّ عقوداً
أربعـــــةً خلــــفَ الأســـــوارِ

ووراء ضبــــابٍ مـــن زيــفٍ
ثــــوريٍّ ونفـــــــاق شِعَـــــارِ

أعتــــــــــــذرُ الآن ولا أدري
إن كنــــتَ ستقبــــلُ أعـذاري

أو كانت أعــــذاري ترضـــى
أن تحمـــــلَ عنّـــــِي أوزاري

أخطأت بحقِّـــــكَ إذ شُغِلــــتْ
بي عـــــن أحزانــــكَ أفكاري

وتركتــــكَ وحــــدكَ مصلـوباً
في الشمسِ على جُرفٍ هــارِ

أخطــــأتُ لأنـــــي لـــم أبصرْ
فـــي جفنكَ دمعــي المتواري

لم أُحدِثْ في سجنكَ صــــدعاً
يُفضــــــــي لجــــدارٍ منهـــارِ

لـــــم أبــــذل جهــــداً لأربِّــي
أحلامـــــكَ ما بيــــن صغاري

لـــــم أسكبْ حزنكَ في فرحي
لأعبِّـــــرَ عنــــــه بأشعـــاري

لـــــم أجعــلْ مـــن ثأركَ يوماً
وخيـــــاركَ ثأري وخيــــاري

إن كنــــتُ خذلتــــك يا شعبي
كـــأخٍ فــــــي عــــزِّ الأخطـارِ

فامنحنــــي الفرصـــة ثانيـــةً
واجعلنــــي ضيفكَ فــي داري

فعســــاك بهـــــذا تعطينـــــي
درســــــاً فـــــي فــــنِّ الإيثارِ

ولتهنـــــأْ يا شعبـــــي بـــــدمٍ
سيكلِّلُ رأســــــــكَ بالغـــــــارِ

ما عـــــدتَ اليـــومَ بمحتـــاجٍ
إلا لـــدعـــــــاء الأخيـــــــــارِ





د. طاهر عبد المجيد