عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2014, 02:45 PM
المشاركة 33
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
انفصام

بسام يروى
آه يا شادن روحى ...هل تأخرت كثيرا.. يؤلمنى مشهدك خلف الزجاج غائبة عن الدنيا ترنو عينيك بنظرة لا متناهية للا شئ
امنت لى لوسى رؤيتك رغما عن إرادة العجوز ..هو لن يدعك بسهولة
يفضل أن يضعك جثة هامدة باسم ناتالى خورى على أن تعودى شادن مرة آخرى لكن يبدوأن للوسى سطوة عليه وقد أمدتها أمومتها بالقوة لمواجهة الطاغية من أجل ابنتها
كنت أحدثك كل صباح أحكى لكى قصصا عن حياتى فى الناصرة ثم ذهابى للمخيمات فى صبرا وشاتيلا مع أمى وفدوى ونادر
أخبرتك عن فدوى وأنى ظلمتها كثيرا لكن لا تقلقى سأصحح أخطائى.. لست ملاكاً...
اليوم تلقيت اتصالا من اياد أن الأمور تسير بشكل صحيح ...لا تعرفين اياد ولكنه صديق عزيز وسيساعدك كثيرا
سألت الطبيب عنك فأخبرنى أنك فى حالة من حالات الانفصام النفسى النادرة والتى تحدث فقط تحت ضغوط قا هرة.. و.لكنك ستعودين يا شادن الصغيرة ... سأضرب نادر وغسان وكل من ضايقك يا صغيرتى
كنت أحكى وأحكى وأنت كما أنت لا تحركين ساكنا متجمدة فى صمتك الرهيب غارقة فى بحر من الظلمات ..تعيشين فى مكان آخر بروحك .. دائماً لوسى بجانبك وغسان يزورك من حين لآخر ولكنه لا ينبس ببنت شفة
حينما سرحت لك لوسى شعرك هذا الصباح تسارعت نبضات قلبى وطلبت منها أن تعيده للونه الأصلى ففعلت ولم تخش غضب خورى البارد
حاولت أن أطعمك بيدى فلم تستجيبي .. إنى متعب يا شادن روحى .. متعب والوقت قصير.. سامحينى يا صغيرتى فقد وعدتك لكنى تخاذلت
وصدقت هراء كونك ناتالى .. احضرت لك اليوم بعض أزهار الأوركيد البرتقالية كنت ألاحظ ولعك بها ... فلم تهتمى بالأزهار الندية... جلست بجانبك هذا النهار وقد اكتسى وجهك مسحة من الحزن ...آه لو طعنونى بألف خنجر لكان أخف ألماً من أن أرك هكذا.
اليوم يا شادن هطلت الأمطار على بيروت بشدة .. أمطار غاضبة صاخبة .. هكذا هى بيروت فى يناير ترقص مع المطر بينما أنت فى سكونك صامدة تمسك لوسى بيدك تغنى لك
إنها السابعة مساءا وسأذهب ، لكن لوسى باقية وقد اخبرتها أن اياد سيكون فى طريقه هو وسميح غدا ولكنها همست محذرة أن أخفض صوتى فدائما هناك نادر يذرع الممر المؤدى لغرفتك.. آه كم أود لو أدق عنقه .. دائما يدير ظهره لى وأنا أمر بجانبه ولكن هذه المرة وقفت خلفه فى تحدى فاستدار وقبل أن يتفوه بكلمة حدث الإنفجار وارتج المبنى بشدة وتكسرت النوافذ بعنف وتطايرت المقاعد والأشياء وأزيز طائرات مدوى .. صرخت وأنا أحتمى بالحائط وقد تكوم جسدى فوق جسد نادر الذى أفاق سريعا وهو يحاول باستماتة الوصول لحجرتك وأنا فى أثره كنت متكومة هناك وقد انقلب السرير بينما لوسى تصرخ ماذا يحدث !!
حملتك يا صغيرتى وثمة نظرة ملتاعة تظلل عينيك ورغم الظلام والخوف والألم وقصف الطائرات العنيف خفق قلبى بشدة وأنت تقولين بضعف وحيرة :-

بسام
يتبع...........