عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2014, 01:14 PM
المشاركة 32
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
ايـــــــــــاد
استيقظت فى هذه اللحظة على صوت رنين الباب فوجدت بسام وقد عاد ويبدو أن لديه ضيف .. ضيف غير عادى على الاطلاق
فم الذى يجعل راهبة تزورنا بعد منتصف الليل؟ ! .. كنت مازلت أطرد النعاس عن عينى وأنا أتوجس الشر فقد كان بسام بين الحياة والموت منذ فترة وجيزة نتيجة اعتداء حرس خورى عليه ولم تسلم فدوى هى الآخرى ..هما صديقاى منذ زمن بعيد وأنا أدرى الناس بما واجها وظروفهم العسيرة وليسا بحاجة لمشاكل فوق مشاكلهم .. لكن يبدو أن شادن التى لم أرها حتى هذه اللحظة استحوذت على حواسه ومشاعره لقد حيرنى كثيرا تقبل فدوى للأمر وحيرنى جنون بسام بها وإنه ذهب للقاهرة وكنت واثقا أنه يطارد أوهامه ..طردت هذه الأفكار من رأسى وبسام يشير لى أن أجلس وهو يقدم لى ضيفته الغامضة
لوسيا خورى هززت رأسى غير مصدق
وهل لديها قرابة ما بهذا الأرعن خورى .. لكنها حينما رفعت إلى عينيها المتورمة من البكاء ندمت على كلماتى .. ثمة خطب ما بهذه الراهبة الجميلة التى مازلت فى ريعان شبابها وقد انفجرت الكلمات من بين شفتها بنحيب متقطع
لقد انهارت شادن .. ابنتى ضاعت ... إنها ترقد متخشبة حينا وتهذى حينا وقد أعطى لها الأطباء حقنا مهدئة كى تنام .. تركتها فى المستشفى
لقد دمرها خورى أبى فى سبيل حلمه لصنع خورى آخر
كان بسام يذرع الغرفة كالليث الجريح وهى تحكى مشهد المذبح الكئيب ثم ضرب يده فى الحائط حتى كاد يحطمها ..هتفت به رويدك يا رجل رويدك
اجلس بسام .. اجلس .. أرجوك وسط رنين الجرس مرة آخرى لتطالعنى فدوى قلقة متسائلة وهى تهرع نحو بسام
قائلة
بسام لقد وصلت ..ماذا حدث هل تيقنت ووو ... بترت عباراتها على مشهد لوسيا خورى الراهبة الباكية
وألف سؤال وسؤال يرتسم على وجهها
وسط أكواب الشاى المعطر بالهيل التى صنعتها على أخفف قليليا من التوتر الذى يخيم علينا والوجوم يسيطر على وجوهنا
انتفضت فجأة لوسي وهى تكاد تسقط من الإعياء كل هذا الشر من أجل ماذا
خطف شادن وسجن سميح وضربكم وطرد جوجى
كل هذا حتى يعيد ناتالى الضائعة ... ألم يكفه ما صنع بنا .. ألم يكتف .. جاوبها بسام بصوت عميق يغلب عليه الإنفعال
إن غسان خورى طاغية حقيقى يصم سمعه ويخبو بصره عن مطالب الآخرين لا ينظر ألا إلى مطالبه وخططه فقط
أغفرى لى سيدتى إن قلت أن طغيانه يقارب الجنون وفى سبيله لن يتورع عن القتل والذبح ..اعتاد أن يبنى مجده بالدماء
غصت لوسى كثيرا وهى تضع كوب الشاى
لا عليك .. أعرف أبى .. وقد خبرت معه أهولا جعلتنى أنزوى عن الدنيا لكن شادن بحاجة إلىّ مثلما سميح بحاجة إلى ...قاطعها بسام إننا فى حاجة إلى مليون دولار لأخراج سميح من السجن
ارتسمت على شفتى لوسى ابتسامة حزينة وهى تقول
لا تقلق سأوفر المال . تطلعت إلى ملابس الراهبة البالية متعجبا ألا أنها قالت
لم أحمل اسم خورى عبثا ثم اكملت على أحد ما الذهاب للقاهرة لدفع النقود وأحضار سميح لبيروت وحده يخرج شادن من هنا سيفاجئ خورى كثيرا
هتف بها بسام وهل تسمح حالتها بخروجها من المستشفى
قالت لوسى لست أدرى ... لكن أعلم أن وجودها هنا سيقتلها ثم نظرت إلى فدوى ويبدو أنها تعلم الكثير من مصدر ما خمنت أنه خديجة طاهية القصر
وجودك بجانبها بسام سيساعدها كثيرا فقد هتفت باسمك كثيرا وهذا ما جعلنى آتى إليك
نظر بسام بحيرة لكن من سيذهب إلى القاهرة الأمر سيستغرق فترة على الأقل
كنت أتابع حديثهما منصتا وإذا بثلاثة أزواج من العيون تتجه إلى ..تنحنحت
علىّ أن أقدم إجازة غدا و احتضننى بسام بشدة نعم الصديق أنت بينما اغرورقت عينا فدوى ولوسى بالدموع
أعرف أى عدو سأوجه ...ابتهلت من قلبى ألا يعلم خورى بما سأفعله .. فالرجل صعب المراس شديد الخطورة ولن يتوانى عن تقطيعى أربا وشى أجزائى بكل مرح .... خفق قلبى على منظر الشواء وكلاب خورى تنظر .. لكن كل هذا هيهات أمام حرية انسان وحياة فتاة .. بالإضافة هل هناك من يرفض زيارة القاهرة
القاهرة التى استقبلتنى بأمطار رقيقة حالمة مشبعة بالأمل فى الصباح الباكر بعد يوم من جلستنا هذه وبمساعدة من دكتور كارم الذى كان يملك هناك علاقات شتى استطعت أخراج سميح خلال أسبوع على الأكثر وحزمت أمرى على عودتنا لبيروت على طائرتين مختلفتين حتى لا نثير الشكوك
لكن أحلامنا تبخرت تماما ونحن نقف فى المطار لنعلم بغلق مطار بيروت .. بيروت التى دكها الطيران الإسرائيلى دكا فصارت أشلاءا وانقطع اتصالى ببسام أما سميح فقد وضع يده بين رأسه وقد زاده الهم على مصير ابنته سنوات وسنوات