أطْلِق الآهَ ، واستعرْ في لظاها
بُهرةُ الفجرِ هاجرت ، لن تراها
كلّما امتدّ في الفضاءِ شُعاعٌ
أدلج الليل ، كي يسُدّ مداها
أنبت الظّلمُ في رُباك جذورا
عُمقُها في الأديمِ لوّى وتاها
أطلق الآه ، فالضّلوع تهاوت
كتلة الغيظ جاوزتْ مُنتهاها
واكتبِ الشّعر ، فالقوافي زفيرٌ
يَجْلدُ الرّوحَ كيْ يعيدَ هُداها
ملْجأُ الشّعر قد يُضيف ارتِياحًا
في زمان به الضّلالُ تماهى
أطلق الآه ، كي تزيد احتمالا
فالشّناعات لم تصل مُنتهاها
ليس في الأفق من حلول سِواها
ما وجدنا تحرّرًا بانتِفاضٍ
لم يُفدنا ربيعها أو شِتاها
أطلق الآه ، واسترقها بصمتٍ
لا تُشِعها ، بلِ الْتَحِفْ في صداها
لو أحسّوا بِرَجْعها أوثقوها
ليس للعُربِ من دواءٍ عَداها
رُبَّ آهٍ تسبّبتْ في نزيفٍ
أو أراقت من النّفوس دِماها
أطلق الآه ، إنّك اليومَ ناجٍ
من شظايا تفتّتَتْ في سماها
ألفَ نفسٍ ، ولا نرى من رحاها
صعقةُ الموتِ عشّشتْ في رُبانا
واستقرّتْ ، ونفّذت مُبتغاها
أطلق الآه ، بعضُ أصحاب رأيٍ
ساندوا القتلَ ، شجّعوه ، تباهى
من سيشكو ، إذا ذبحنا شياها
كلّ نفس أصابها الموت ظلما