الموضوع: في ظلال القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2020, 11:41 PM
المشاركة 64
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: في ظلال القرآن
ابتداء من هذا المقطع في السورة يواجه السياق بني إسرائيل ، أولئك الذين واجهوا الدعوة في المدينة مواجهة نكرة؛ وقاوموها مقاومة خفية وظاهرة؛ وكادوا لها كيدا موصولا ، لم يفتر لحظة منذ أن ظهر الإسلام بالمدينة؛ وتبين لهم أنه في طريقه إلى الهيمنة على مقاليدها ، وعزلهم من القيادة الأدبية والاقتصادية التي كانت لهم ، مذ وحد الأوس والخزرج ، وسد الثغرات التي كانت تنفذ منها يهود ، وشرع لهم منهجا مستقلا ، يقوم على أساس الكتاب الجديد . . هذه المعركة التي شنها اليهود على الإسلام والمسلمين منذ ذلك التاريخ البعيد ثم لم يخب أوارها حتى اللحظة الحاضرة ، بنفس الوسائل ، ونفس الأساليب ، لا يتغير إلا شكلها؛ أما حقيقتها فباقية ، وأما طبيعتها فواحدة ، وذلك على الرغم من أن العالم كله كان يطاردهم من جهة إلى جهة ، ومن قرن إلى قرن ، فلا يجدون لهم صدرا حنونا إلا في العالم الإسلامي المفتوح ، الذي ينكر الاضطهادات الدينية والعنصرية ، ويفتح أبوابه لكل مسالم لا يؤذي الإسلام ولا يكيد للمسلمين!
ولقد كان المنتظر أن يكون اليهود في المدينة هم أول من يؤمن بالرسالة الجديدة ويؤمن للرسول الجديد؛ مذ كان القرآن يصدق ما جاء في التوراة في عمومه؛ ومذ كانوا هم يتوقعون رسالة هذا الرسول ، وعندهم أوصافه في البشارات التي يتضمنها كتابهم؛ وهم كانوا يستفتحون به على العرب المشركين .
وهذا الدرس هو الشطر الأول من هذه الجولة الواسعة مع بني إسرائيل؛ بل هذه الحملة الشاملة لكشف موقفهم وفضح كيدهم؛ بعد استنفاد كل وسائل الدعوة معهم لترغيبهم في الإسلام ، والانضمام إلى موكب الإيمان بالدين الجديد .