عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2011, 12:59 PM
المشاركة 149
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نبيل سليمان

ولد نبيل سليمان في صافيتا عام 1945، وتلقّى تعليمه في اللاذقية، وحصل على إجازة في اللغة العربية عام 1967. عمل مدرّساً وأسس دار الحوار للنشر في اللاذقية، حيث تفرّغ للكتابة منذ عام 1990.
- عمل مدرساً وأسس دار الحوار للنشر في اللاذقية- متفرغ للكتابة منذ عام 1990.
- في صيف 1959 كنت قد أنهيت الدراسة في المرحلة الإعدادية وذهبت مع صديقي إلى قريته في ريف طرطوس وهناك اشتريت دفتراً صغيراً وبدأت أكتب حكاية أو رواية حتى انتهت صفحات الدفتر وأسميتها (حكاية مها) وعلى شكل روايات الأدباء المصريين كانت قصة حب والبطل له اسمي وكانت مليئة بأحداث كالانتحار وغيرها ...
- درست بعد ذلك في الثانوية الصناعية و بعد ها أعدت الدراسة في الثانوية العلمية وكان كل توجهي وحلمي أن أدرس الهندسة ولم أفكر يوماً في أن أدرس الأدب لكن قراءاتي في الأدب ابتداءً من السير الشعبية ( ألف ليلة وليلة – سيرة عياض – سيف بن ذي يزن - ..الخ ) ورغم نظرة الاستعلاء التي ينظر بها بعض المثقفين إلى هذه القصص فهي كنوز .
- العجز المادي اضطرني إلى أن أعمل في التعليم إلى أن أدرس الأدب العربي في الجامعة بانتظار أن يتحسن الوضع المادي لأتابع الدراسة في الهندسة، وهذا لم يتحقق إلى الآن.
- عدا إلى هزيمة 1967 ، فاكن الشعر والرواية والقصة والمقالات وغيرها في صخب الهزيمة و كان أن كتبت رواية عنوانها ( ثلج الصيف ) استلهمت فيها الهزيمة ،ولكن دون أن أذكرها مباشرة بحرف واحد ، فقط في الإهداء الذي جاء فيه إلى خمس حزيران 1967 اعترافاً بالفضل.
- في رواية المسلة عرفت بدرجة أكبر ماذا تعني السيرة الذاتي في الرواية ،و فيها حملت شخصيتها المركزية اسمي الأول وكانت هذه الرواية سانحة لي بالتفكر في المشهد السياسي السوري في السبعينيات .
- قيض لي خلال حياتي أن أسافر كثيراً والسفر عامل أساسي في تكويني وخصوصاً أن نشأتي كانت موزعة بين عدة قرى وعدة مناطق في بلدي ، وهذا ما أزعم أنه قد أغنى علاقتي بالفضاء أو بالمكان داخل سورية لكنني لم أكن لأجرؤ على أن أكتب عن ما وفره لي تجوالي فغي أنحاء العالم حتى جاءت رواية ( في غيابها ) عام 2003 وهي أول رواية أصف فيها واحدة من رحلاتي التي كانت إلى أسبانيا ، وحيث اشتغل السؤال الأندلسي وسؤال الاستعمار الاستيطاني وسؤال الحضارة و سؤال التعايش والتسامح والتلقي بين الديانات والثقافات ، فهذه كانت المرة الأولى التي استثمرت إحدى أسفاري ، وعسى أن أكمل ذلك .
- عندما عثر الوالد على كرّاسة حزب البعث العربي الاشتراكي تحت سرير ولده البكر، حتّى ضربه وأرهبه، وقد ظهر هذا الحدث جليّاً في عمله «هزائم مبكّرة»، والتي لم تكن إلا سيرة ذاتيّة للرّاوي منذ بداية تعلّمه، وحتّى نيله شهادة الدّراسة الثانويّة الصّناعيّة، ووصفاً لتنقّله بين القرية والبلدة والمدينة، وللأحداث الهامّة التي مرّ بها الوطن، والمظاهرات الطلاّبية التي اكتسحت الشّوارع مطالبة بالوحدة والإصلاح، حيث كانت الثانوية الصّناعية، حينذاك، وكراً من أوكار البعثيّين والنّاصريّين الّذين يسيّرون التّظاهرات بهتافاتهم: «بدنا الوحدة باكر باكر مع هالأسمر عبد النّاصر». هكذا حلّق نبيل سليمان في فضاءات عبد النّاصر، ثمّ تأثّر بالماركسية، دون أن ينتسب إلى الحزب الشيوعي.
- تزوّج والده بامرأة أخرى، وهجر أمّه وإخوته وأرسلهم للعيش بعيداً كي يظلّ مع زوجته الشابّة، ممّا ترك جروحاً، ربّما لم تبرأ، حتى الآن لدى الكاتب، الذي ما زال يتحدّث عن تلك المرحلة بألم.
- بنى الروائي في بداية الثمانينيات، قصراً في قرية البودي التي تقع على بُعد عشرين كيلومتراً من جبلة وترتفع 600 متر عن البحر مطلةً على شواطئ بانياس إلى اللاذقية، ونقل مكتبته إلى هناك: «أعيش فيها عزلتي منذ عام 1987 متفرغاً للقراءة والكتابة. ولا يعرف لذة القراءة والكتابة إلا المتفرغ». ونبيل سليمان يعرف هذه اللذة منذ عام 1982 حتى اللحظة.
- كان يسافر مراهقاً مع والده ليعيش فترات بين عامودا البلدة الكردية في منطقة الجزيرة، ثم عاش في قرية شركسيّة في عين صاف، إلى أن انتقل إلى الدريكيش. وعن ذلك يقول: «هذا الخليط جبلني تعددياً، وانفتاحياً وحوارياً». هكذا هي عوالم رواياته المتعدّدة والجدليّة.
- يعكس الروائي نبيل سليمان الواقع الاجتماعي في تماسكه وتناقضاته وظاهره، لا انعكاساً بسيطاً ومباشراً، بل تعبيراً عن الطّموحات التي ينزع إليها وعي الجماعة التي يتحدّث الأديب باسمها.
- رواية «مدارات الشرق» قد استوعبت في ثناياها الكثير من الأحداث التاريخية وصاغتها صياغة روائية ـ تمثيلاً وتخييلاً ـ عبرت بالأزمنة والأمكنة الحدود الروائية التقليدية في إطارها العام، وتعاطفت مع الشّخصيات التي عانت ما عانت، من جراء خذلان أصحاب الزّعامات لها وهي تبحث عن ممكنات عيشها الرّغيد على حساب الطبقات المسحوقة، في نمط خفي من الصّراع الطّبقي المهيمن على ذهنيّة مجتمع تشكّلت نسقيته على هذا الأساس.
- تجاوزت الرواية في هذا السياق السمات السردية التقليدية الجاهزة، لتخلق لها سمات مبتكرة تفرضها الطبيعة الملحمية للحدث الروائي، وصياغة حوارات ذات وظائف انفعالية وتفسيرية وإشارية، لتؤسس عبرها لغة روائية خاصة يندمج فيها المديني بالرّعوي والشرقي بالغربي، مع ما فيها من صدامات ومشاحنات وتنافر تصل حد الإذلال المتعمّد والمهين لكرامة الإنسان واستحقاقات وجوده الطبيعي في الحياة عبر كشف أساليب تعذيبية وحشية.
- الرواية على وفق هذه الجدلية زاخرة بالمقابلات الضدّية مادياً ومعنوياً: الحياة والموت/الاتصال والانفصال/الثورة والرضوخ/السلطة والاستعباد/المقاومة والعجز، حيث التضاد شكل من أشكال الصراع الملحمي العنيف.
- تتمحور اعماله حول موضوعات مثل "احترام الإنسان، والدّفاع عن المظلوم، وتخليد البطولة المنسيّة، بلغة حوار جذابة، قوية، وصور لا تُمحى من الذاكرة.

عزلة في الريف، بحر في الجوار، جبال شاهقة، وسفر متكرر، مظاهرات في المدرسة، عجز مالي، هزيمة عسكرية شنيعة اصابت الوجدان بمقتل، اب عسكري متسلط يهجر الزوجة ليعيش مع إمرأة اخرى شابة، فيترك الما لا يزال يؤلم.... ولا غرابة ان تكون اول رواية ( حكاية مها ) عبارة عن سيرة ذاتية لذلك الالم حيث ينتحر البطل...
هذه هي حياة نبيل سليمان المأزومة بأختصار شديد، وهذا هو النبع الذي فجر في ذهنه طاقات ابداعية غزيرة وعميقة... واضح ان هجر الوالد للوالدة كان بمثابة يتم اجتماعي.

يتيم اجتماعي.