عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2014, 10:35 PM
المشاركة 1160
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم - 52- حكاية زهرة حنان الشيخ لبنان


- حنان الشيخ تحكي أزمة المرأة العربية في «حكاية زهرة وهذه المحاولة كانت في رواية «حكاية زهرة» الصادرة عن دار الآداب في طبعتها الثانية، من خلال مكانين متباعدين، وأزمنة متداخلة متقاربة، بين مكان الولادة .

- وهنا كانت الكاتبة ترمي من ذلك إبراز أزمة الإنسان العربي الحالم بالزواج الذي يكشف له عذرية زوجته، فهذه زهرة بعد ما أرادت التخلص من معاملة خالها لها غير الراضية عنها فكرت في الزواج من ماجد الذي يكتشف فض بكارتها قبل الزواج من دون أن يعرف الشخص الذي أقدم على هذا الفض.

- ومن خلال هذه الأزمات تبرز الروائية أهمية الإنسان في الغربة وكيفية بناء العلاقات الإنسانية مع الآخر، أو العلاقات التي تسهم في بقائه في بلد المهجر، أو العلاقات التي تسد جزءاً من شغفه الجنسي وتعطشه الشهواني الموقت، مما يقع الإنسان من دون أن يعي في بعض الأمراض الجنسية أو النفسية أو العصبية.

- وإذا كانت الأزمات تتكالب على الإنسان العربي من خلال العلاقات المتعددة في طبيعة الحياة، فالكاتبة وقفت في القسم الثاني على الحرب الأهلية اللبنانية، لتكشف عن سوء استخدام السلاح، ودور الأحزاب وتعددها، ورغبة الناس في الهروب أو الهجرة أو البقاء في ظل الهدوء والسكينة،

- هذه الحرب التي صورتها الكاتبة، وصورتها المحطات المتلفزة والصحف المقروءة وكأنها أفعى تأكل وتلتهم ما تراه أمامها، فهي الحرب والدمار والموت والحزن وقتل البسمة التي كانت ترتسم على شفاه الأطفال.

-وهنا تأتي الأزمة واضحة في قراءة واقع الحرب وكيفية التخلص منها، إذ تصور الكاتبة هذه الأزمة على لسان زهرة التي ما عادت تطيق الحياة في ظل هذه الأوضاع « كنا نفكر ونقول، بل الجميع يفكر ويقول عندما يتسلم كرامي رئاسة الوزراء سوف تنتهي الحرب، عندما يتراجع كمال جنبلاط عن طلبه تأديب الكتائب ستنتهي الحرب، عندما يتنازل رئيس الجمهورية عن منصبه سوف تنتهي الحرب ص 156».

- حاولت الروائية حنان الشيخ أن تجعل الفتاة اللبنانية أنموذجاً لأزمة الفتاة العربية التي تعاني جبروت العادات والتقاليد والنظرة الذئبية من قبل الرجل، هذا الرجل الذي لا يعرف من المرأة إلا مدى ما تقدمه من لذة جنسية وجسدية له، أليس هناك حبيب لأم زهرة، وهناك مالك الذي مارس مع زهرة من دون أن يتزوجها، وهناك ماجد الذي يرى عفاف المرأة وكرامتها في بكارتها، وكأن هذا الغشاء الرقيق هو عنوان المرأة العذراء، أليست زهرة التي أجهضت أصلحت هذا الغشاء، بمعنى أن الغشاء ليس دليلاً على العفة والشرف، ألم يقل الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري «أترى العفاف مقاس أقمشة... ظلمت إذاً عفافا... هو في الضمائر... لا يخط ولا يقاس ولا يكافا... من لم يخف حكم الضمير... فمن سواه لن يخافا».

- كما ان زهرة التي أخذت صورة الفتاة العربية، هي أيضاً لبنان، فالاثنتان اغتصبتا من قبل الآخر/ المسيطر، الذي يملك الكثير لأجل الحصول، زهرة التي هجرت لبنان، هي لبنان التي لم تعد تعرف أهلها في الحرب، ولم يعد أهلها يعرفها لما يقومون به من قتل وقنص ودمار، فالكل بات غريباً عن الآخر، زهرة التي تشظت بين لبنان بلد المولد والمنشأ، وأفريقيا بلد الغربة والهجرة والزواج، والتي تشظت بين الواقع المرير وما تحلم به كل بنت، بين الجمال التي تراه لبنان في فتياتها وبين البثور التي نثرت على وجه زهرة،

- وتقول «وها أنا أصبحت كلبوه جرحت جروحاً طفيفة في كل أنحاء جسمها. ثم لبوه جرحت جروحاً عميقة في قلبها ص 154»، وكذلك لبنان هو أيضاً كان مجروحاً من أهله وناسه، مجروحاً في بنيته التحتية، في تكوينه النفسي والاجتماعي.