عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
28

المشاهدات
7848
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
01-19-2011, 01:46 PM
المشاركة 1
01-19-2011, 01:46 PM
المشاركة 1
افتراضي لـصّ سـرق قلبــي
لـصّ سـرق قلبــي:




في ليل شتائي أستجلب من فم الزمن


حزمة ضوء تجمهرت بين دروب الذاكرة


وتكومت الأبجدية مورقة المعاني


في الجزء الأخير من السحر


والحب الأبدي ينصب خيامه


تحت شجرتي المجعّد جزعها


وهامت روحي همساً دافئاً


تستقر فيك فأحبك أكثر


رفقاً بثنايا القلب فالنبض زاد عشقاً


وتطايرت الأفكار ولم تغب يوماً عن النظر


ومآقي عيوني سكبت قطرات من الشوق


اخترقت الآهات جسدي


وفقد الصدر في داخلي شهقاً


لأرسمك لص سرق قلبي


أصفه للبشر


فيّاض بالعطر كالمرجان لكنه أنضر


مطبوع على الإخلاص والصدق والحنان عنوانه


سلب اللبّ واستولى على الفكر


ملاكاً في صورة إنسان على الأرض ماشياً


ينثر عطر الياسمين والزهر


ففاحت الأجواء بعبقه وأضاء قلبي


أعاد صياغة شبابي بعد أن شاخت شطآني


ترنّح جدار فؤادي واصطفت الشمس شغفاً


فأبرقت عيناي وألبسني حلّة بيضاء من نور القمر


عبر أروقة طيفه الذي جنح للسطوع


باغت شوقي وأطفأ ظمأي


كغيمة مطر تروي حنيني


عينان حزينتان وثغر يشيع


من ضحكة الفجر تبراً


وخدود شرقية رمادية غفا على سفحه الزرع


يراودني في الأحلام وطيفه المنتظر


قد أفلح في نسج الشراك لقلبي


ولم أتعظ وآخذ العِبَر


تركني في الهزيع الأخير


وقلبه أصبح في مكان آخر


أطلق رياح الشوق عبر عجلات تدور


على مدار كل الفصول


ترانيم خلود ويهطل شوقه أمطار


ليصل إليّ قبل كل البشر


نجم لكل السفن الهائمة ونوره يجمّل النهار


وحروف وكلمات ترسخت في بقاياالروح


كموج بحر يعانق صخور


نما في فؤادي وامتزجت حروفه بدمي


لوّنها بالأحمر


وتهادى رويداً في خلاياي وأوردتي


وأصبحت ممتلئة به وتوّج عقلي


حملت أثقال الانتظار في قلب يئن


بعد انكسارات الرحيل


تنعي بقايا الصبر وتداعيات الذكرى


تجر أذيال الفراق لرفيق العمر


ودعتك كنجمة أضاءت أيامك


وحكاية من المطر ورواية من الخريف


بعطاء السماء يعصمنا من بعض تعثر


قفز قلبي مذعوراً من ألم الفراق كتبه المطر


أيها اللص الجميل أستذكر عبقك


لأجدِّد عنوان سطوري



فقد هرم الانتظار وتراكمت حوله أوراق الخريف




وأجدبت ساقيتي وعودة رجل يفهم همسي


من غيوم عزفت تراتيل الصبح المطير


أشهري عجوز وأرضي قفار


وتهاوت قامتي ولم يعد لي أثر


لا أمتلك شيئاً من حروف السرور


فأمسك لغة شعرك بين أصابعي


وألقي القبض على حواسي وألتحف بالسكون


لأزداد بك شوقاً عند الحضور


أدعو لك بطول العمر


وحياتك ربيع على مدّ النظر

_ _ _ _


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)