عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2013, 09:43 AM
المشاركة 29
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....فضل الحضاره إلإسلاميه على النهضة الأوربية ...بقلم الدكتور رضا العطار


كان العرب يجوبون بسفنهم الشراعية بحار الدنيا السبعة معتمدين على الرياح الموسمية وعلى ابرة القبلة – البوصله – التي اخترعوها، مما جعلهم يتفوقون في فن الملاحة البحرية وصناعة السفن التجارية السريعة والأمينة كان يقودها ربان افذاذ جابوا بها ارجاء المعمورة ووصلوا الى مواني الدنيا بأسرها (7)
لقد كتب عرب اسبانيا عن قياس الوقت وصنعوا الساعة ذات الرقاص المستطيل وبنوا اولى المراصد في اروبا، كما نقلوا الى اسبانيا من بلاد المشرق العربي ابتكارات علمية مهمة كمفهوم الصفر الذي اقتبسوه من الهند والذي استعمله الخوارزمي في بغداد اثناء اكتشافه علم الجبر واخيرا نقلوا صناعة الورق من الصين عبر سمرقند عام 712 ميلادية والتي لم تنتشر هذه الصناعة في اروبا الا بعد مرور خمسة قرون على التاريخ المذكور.

اما في مجال انتقال القيم الأخلاقيةللمشرق الإسلامي الى الأمم الأوروبية بوسائل ثقافية، يخبرنا التاريخ ان مشاهير الفكر في فرنسا امثال فولتير وجان جاك روسو كانوا قد درسوا المعارف العربية المترجمة واستوعبوا مفاهيمها الروحية من قبيل:

وامرهم شورى بينهم

في حينها كان الشعب الفرنسي يدرك بفطنته الواعية مغزى النداءت التحريضية لهؤلاء الكتاب العظام قبل قيام الثورة الفرنسية بعقد واحد من الزمن.
لقد كثفت سلطة الخلافة في اسبانيا من رعايتها الصحية للمواطنين، فكان المسلم اذا ما مرض ذهب الى اقرب مركز طبي للعلاج بينما كان المواطن المسيحي يذهب الى الكنيسة عندما يمرض ينتظر الشفاء على يد الرهبان، اما بالنسبة الى حكام الأقاليم الأوروبية فاذا ما احتاج احدهم الى المعالجة الطبية فإنه كان يشد الرحال ويسافر الى العاصمة قرطبة ليكون تحت اشراف طبيب مسلم.

قبل دخول الإسلام الى اسبانياكان عامة الناس لايعرفون القراءة والكتابة وكانت الثقافة الأولية مقتصرة على الرهبان المتسلطين على جميع مرافق الحياة، وقد حرموا على الناس ثقافة العلوم المبنية على العقل والمنطق، فكانت الأمراض تفتك بالناس وتداوى بالصلوات، وكان محرما ان يدعى طبيب لمساعدة امرأة في المخاض بينما كان الكاهن هو من يجوز له التقرب منها (8).
وبعد قرنين من انتقال الحضارة الإسلامية الى اوروبا عبر الأندلس، كان هناك معبرا اخرا لإنتقال الحضارة وهي جزيرة صقلية. ففي عهد الإمبراطور فردريك الثاني طاف كونستانتين عام 1060 بلاد الشرق الإسلامي وتعرف على بعض مراكزها العلمية وبعد رجوعه تأسست مدرسة لدراسة الطب في مدينة ساليرنو في صقلية واخرى للطبيعات في مدينة نابولي الإيطالية، وكان سنحارياس اول الأطباء المتخرجين على ايدي اساتذة مسلمين، الذي قام بترجمة كتاب لأمراض العيون لمؤلفه العربي جراف الى اللغة اللاتينية، وقد حث هذا الحكيم بني جنسه على تعلم اللغة العربية ليتسنى لهم الإطلاع على علوم العرب. وعلى هذا النهج انشئ معهد لترجمة التراث العربي عام 1085، ومدرسة للطب في مدينة مونت لير في فرنسا عام 1137 والتي تطورت فيما بعد الى جامعة. (9).

اما خط التماس الثالث فقد تم عن طريق الحروب الصليبية التي دعا اليها البابا اريان الثاني مسيحي اوروبا عام 1095 من كنيسة مونت لير في فرنسا للزحف بإتجاه بيت المقدس لإنقاذه من ايدي المسلمين، هكذا اعلن رسميا، لكن المؤرخ كلود كاهن ابدى شكوكه تجاه الأهداف الحقيقية لهذا التصريح، كون ان المنخرطين في هذه الحملات والذين زودتهم الكنيسة بصكوك الغفران لتدخلهم الجنة بعد موتهم، كانوا ينهبون ثروات المسلمين بعد قتلهم وحرق ممتلكاتهم بشكل منهجي. (10)
نعم لقد نقل المحاربون والمرافقون لهم جميع المنجزات العلمية والتقنية لدىالمسلمين والعرب الى بلدانهم، كانت في مقدمتها صناعة الزجاج الملون التي نقلت الى جنوه في ايطاليا وكذلك فن صياغة الذهب والفضة من المدن السورية الى مدن اوروبية كثيرة مثلما اقتبسوا صناعة طبع النقوش الفنية على الأنسجة بطريقة الكبس من الديار المصرية. نعم لقد انتهت الحروب الصليبية بعد زهاء قرنين من الزمن دون ان تحقق اهدافها المعلنة لكنها حققت اهدافا غير معلنة.

لقد توثقت العلاقات الثقافية في فترات الهدوءالنسبي التي تخللتها سنوات الحرب الطويلة بين البلدان الإسلامية المتحضرة، المطلة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط وبلدان اوروبا الجنوبية المتاخمة للجزء الغربي لهذا البحر، كانت اولى ثمراتها تأسيس جامعة باريس عام 1160 ثم جامعة اكسفورد كفرع لها، ثم جامعة كامبرج عام 1209. والجدير بالذكر ان المناهج الدراسية لهذه الجامعات كانت هي نفسها التي تدرس في المعاهد الإسلامية دون تبديل او تجديد او تعديل.