عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2012, 10:04 PM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الجزء الثاني ( في وداع أمي )

ماتت أمي .. ولم تغادر بعد
راحت روحها .. لكن جسدها لا زال هنا
الجو لا زال يبشر بمزيد من البرد الجاف
الأشبه بتنهداتي الليلية الممزوجة بحرقة الوجع
اقتربت من أمي ومددت نفسي في سريرها كما عودتني
حتى التصقت بها أنشد شيئا من حنان لا زال يرقد في جسدها البارد ..
عانقتها و بكيتها .. بكيت غربتي ..
بكيت وحدتي
بكيت حتى لم يعد في عيوني دموع أستعين بها على حزني
فقد جفت عيوني
فأغمضتها لاستدعاء مزيد من الدمع
لكنني رحت في نوم عميق
وأنا أقبع في غرفة ليس فيها سوى جسد بارد الأطراف
شاخص العيون أحمق لا يعي ما أقول !
وأنا وحزني .. كلنا في هذه الغرفة
صحوت في عمق الليل أتفقد الجسد الهامد
اقتربت من أمي وصرت أهمس لها علها تسمعني
أمي حبيبتي .. أين تذهبين وتتركينني وحدي أين ؟
اجيبيني .. يقولون ان الميت لا يذهب سمعه بسرعة
اذن لا بد أنها تسمع كلماتي ولكنها لا تجيب !!
وصرت ألاعب جفنيها وأداعب شعرها الأبيض
وأتحسس وجهها الذي غزته التجاعيد بلا رحمة
رتبت نفسي قليلا ورحت كالمجنونة أبحث في محتوياتها
علني أجد شيئا يربطني بها أكثر قبل أن تغادر
كان الليل قد أوشك أن يغادرهو الآخر
فأسرعت ألملم نفسي من جديد قبل أن يهرع الجمع لوداع أمي
ارتديت ملابسي بسرعة
وذهبت أستقبل خالتي الوحيدة
انها خالتي مديحة
كم حدثتني أمي عنها ..
ها هي تدخل بجسدها الممتلئ وتمشي على عجل
وكأنها تتكئ على بعضها وهي تجهش بالبكاء
وتضمني الى صدرها
فاسترجعت شيئا من دموع ضاعت مني في ليلة فائتة ..
وكأنها اعتصرتني وأفرغت ما بي من دموع
فبكيت من جديد
وأحسست بضمتها لي دعوتي للاقامة معها
مما أضفى على روحي شيئا من الراحة
لأني وجدت اجابة على سؤلي
أين أذهب ؟
لم تطل اقامة أمي في البيت
فها هي في نعشها تنقل الى بيتها الجديد
يا ليتها أخذتني معها
وما هي الا دقائق حتى امتلأ البيت
والكل يأمرني بالكف عن البكاء
فزممت الدمع والقلب يشتعل
وقبل أن تغادر البيت وجدتني أصرخ وأصرخ
أين تذهبين وتتركينني وحدي
وهجمت على الجسد المسجى
فمنعني النسوة من الاقتراب منها
فأرخيت ما تبقى من أضلاعي المنهكة
بين أحضان خالتي مديحة
وطالت اقامتي بين يديها ..
الآن لم يتبق شيء.. بل انتهى كل شيء
راحت أمي جسدا وروحا .. راحت الى الأبد
وانفض الناس كل الى حال سبيله كأن شيئا لم يكن
.............
لملمت حاجياتي التافهة وكأني على سفر


للقصة بقية ...