عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2019, 03:26 AM
المشاركة 3
زكرياء بوغرارة
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي




هز رأسه بحزن مكتوم...
قال بصوت لا إضطراب فيه .. أبدا ..
{{ ها قد عدت إلى نقطة البدء من جديد}}
تحسس عكازيه ذات اليمين وذات الشمال.. حاول ان يقتحم العقبة ليصل الى الباب يطرقه بقوة... لكنه شعر بغير قليل من الوهن والخور والضعف وربما الخجل... الخجل من المفاجئة ربما يكون خاله مولاي أحمد قد رحل... عن الدنيا..
إنه لايعرف عن هذا العالم إلا ما يراه اليوم.. سنوات سحيقة وهو في الغيابات العميقة يعيش ويتعايش مع العتمة والسجن والسجان..
الآن .. هنا من جديد ..
يحمل جرحا عميقا.. وذكريات يملؤها الصدئ مع الصديد..
وسنوات من العتمة والسجون وخيبات كثيرة وانكسارات عميقة

خال نفسه تلك اللحظة كورقة في مهب ريح عاصفة... بل ربما كسؤال فارغ يمتلئ كل يوم بشيء ما ليصبح كالرمح يوغل في اختراق الجسد
سؤال حائر خائر يمتلئ بالتفاهات والخيبات التي لا بطولات فيها..
سنوات طويلة والسؤال كسهم مسموم يخترقه يطارده.. –احيانا- يحاصره ومرات كثيرة يحمله على كاهله.. وهو يتحرك..إلى ان صار يمقت الاسئلة وانتفاضتها ..
وحرقتها واحتراقها الكبير...
أعاد النظر في باب الدار الموغل في القدم..
{{ ياه لازال يقاوم الزمن .. إنه اكبر مني بعقود.. ولازال شامخا متماسكا .. رغم أنه يبدو كوجه كهل عجنه الزمن...}}هكذا قال بحزن شفيف.. وقد تحجرت مقلتاه بدمع عصي..
ثم عادت به الذاكرة من جديد الى الزمن الجميل..
كأنما كان يتصفح ورقاته ويخترقها بنظراته يستنطقها كالمحقق الذي ظل يستنطقه ويمارس عليه ساديته الى أن خانه الجسد المنكل به وخار .. بل خارت قواه.. ثم إرتطم بالارض... معلنا نهاية مقاومة الجسد في حفلات القهر اليومية هناك في المعتقل السري..


حاول من جديد أن يطرد عنه ذكرى الوجع.. وهو يبتلع ريقه.. كانت نظراته زائغة قلقة.. مضطربة تحمل معها الآلاف من مشاهد من الأوجاع وحسوتها المتواصلة ....
هي عصارة الزمن الذي غابت فيها الشمس..عنه غيابها الطويل


يتبع