عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2013, 10:04 PM
المشاركة 51
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


تحية صادقة لأستاذنا الكبير محمد غالمي

حقيقة أن تشارك قامة سامقة من طينة الأستاذ محمد غالمي في المعرض فهو تكريم وتشريف بالغ الأثر للأخت صفاء الشويات و كذا لكل المشاركين في المعرض بإبداعاتهم ونصوصهم سواء حظيت بالعرض أو تنتظر فرصتها للظهور ، هي أيضا إعلاء لهذا المنبر الشريف و إكبار لمجهوداته للرقي بمبدعيه و إنتاجاتهم الأدبية . أستاذي الفاضل تقبل تقديري .

من العنوان صنع لنا أستاذنا الحياة من الموت ، صحوة ضمير و استفاقته في لحظة جموح الدمار و انتشار الخراب و طغيان الثأر والجشع .
كارمن نموذج إنساني لمن غرر به و وتم حشره في لعبة قذرة ما إن تجلت خيوطها حتى انتفض وجدانه و استرجع ذاكرته ، وموضع نفسه في الحدث ليجد نفسه رهينة كيد و خداع جرفته خيوطه المنسوجة بدقة مستغلة سذاجة الشباب والجهل بألعاب الكبار .
كارمن هو تلك الروح الإنسانية التي تسائل صناع الموت والغزاة و أهل الطغيان ، وتعري تلك الذرائع الواهية التي يبررون بها عدوانهم ، روح محبة للسلام و الأمن ، هل يحتاج إلى تدمير المباني و حرق الزرع والنسل و و تشريد الأسر لكي يحضر الدواء لأمه العليلة و يؤمن حياة كريمة لاخته اليافعة و لنفسه . هذه المفارقة ليست عادلة حسب ميزان إنسانيته ، صدمه واقع الحرب المخالف لتلك الوعود الجوفاء ، استقبال بالورود واحتفالات بمقدم الحرية ، ليجد صدورا عارية تستقبل الرصاص بفخر و تموت من أجل الوطن ، وجد من يفتدي عرضه بنفسه و ماله و حياته ، وجد أناسا تملؤهم العزة صنعوا ويصنعون الحضارة الإنسانية ، وجد واقعا مخالفا لما شحن به ذهنه من لقطات هليودية ، وجد ثقافة و عمارة و تاريخا و إنسانية ، عندها قرر الاصطفاف إلى جانب المظلوم محاولا إحياء إنسانيته المفقودة .

نطالي نموذج لانسان تملكه جنون القوة ، إنسان مستعد لمحق كل المبادئ من أجل ثقافة عدوانية (مادية) مفادها أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنسان يفكر في الترقية على حساب آهات الضعفاء ، و الإغتناء على حساب قوت الفقراء آدمي في صورة وحش فتاك ، مستعد لتصديق الوهم على حساب المنطق ، كل همه شهوة بطن وفرج و جنون عظمة وقوة . إنسان دجنته الدعاية فأضحى عبدا لمقولاتها ، إنسان عطل الفكر و التدبر و القراءة السليمة للواقع . إنسان فقد إنسانيته .

النص يحيي تلك الآمال الجميلة ، أنه يوما تعود فيه الإنسانية إلى رشدها وتقفز على تلك الحواجز الوهمية التي صنعتها قلوب مريضة مهووسة بالاستبداد والعدوان و تصدح دعايتها بالعدل والتسامح والحرية نفاقا .
النص يفتح نافذة في الجرح العربي الذي يزداد عمقا يوما بعد يوم .
النص قوي في أفكاره ولغته و حبكته ونهايته المفتوحة .

شكرا لك سيدي .





أكرر التحية للأستاذ القدير محمد غالمي ، فوجوده بيننا كنز ثمين ..
أحسنت أستاذ ياسر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قراءة رائعة للنص وأظنك كنت موفقا جدا في تحليل الأحداث و الشخصيات ..

ولي عودة لقراءة النص ..

مودتي .



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!