عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2017, 11:45 AM
المشاركة 39
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قراءة في قصة " عودة متأخرة " للأساتذة صفاء الشويات :

لا شك ان في النص كافة عناصر السرد القصصي الجميل. فالزمكانية مناسبة. زمن القصة قصير ويغطي الوقت الذي وصل فيه او وصلت فيه الشخصية الرئيسية في القصة من المطار الى البيت ثم المستشفي لينتهي الحدث هناك، والمكان الذي يجري فيه الحدث أيضاً محدود ومناسب. وهناك حتما شخصية رئيسية واحدة هو المتحدث. واستخدام ضمير المتكلم العليم زاد من اثر النص على المتلقي حتما.

طبعا احداث القصة صاعدة وتساند بعضها بعضا حتى النهاية، وقد استخدمت القاصة تكنيك الفلاشباك اي الاسترجاع للعودة الى الزمن الماضي واستحضاره لإغناء النص ثم عادت الى زمن القصة بصورة مدوية ودون ان تخل بزمن القصة المحدود وذلك حينما نبهت الفوضى الشخصية الرئيسي لما يجري حولها ليستمر الحدث حتى يصل نهايته المدوية هي ايضاً كونها تعالج ثيمة الموت، رغم ان العنوان فرغها من الكثير من المحتوى حيث جاء العنوان تقليدي يشي بما ستكون عليه النهاية، ولو لم يعرف المتلقي طبيعة تلك النهاية. ومن هنا اتصور ان اختيار العنوان لم يكن موفقا في خدمة عنصر الادهاش والنهاية المدوية في القصة ولو كان شيئا اخر لاختف وقع النهاية وكان اعظم.

لكن ما يحسب لصالح النص في المقابل فهو الصراع الذي تمكنت القاصة من الاشارة والتلميح اليه حتى من مطلع القصة من خلال عبارة " ظننت ان كل شئ يسير على ما يرام" ثم يتطور الصراع ويصبح بارزا في المستشفى، وهو في الواقع عدة صراعات.

فالام تصارع من اجل الحياة، والأطباء يهرعون لإنقاذها لكن بلا جدوى رغم انهم استخدموا الكهرباء لإنعاش القلب الذي توقف عن النبض.

وموت الام قبل ان ترى ولدها الذي وصل متأخرا يتسبب في صراع نفسي داخلي لدى الولد بسبب شعوره القاتل بالذنب كونه تأخر عن رؤيتها ووصل متاخرا، وهي تلك الام التي يصفها المتحدث بعبارات تجعلها فريدة وتشي بمدى الوجع الذي لا بد ان موتها قد تسبب به رغم ان العودة كانت متاخره.

ولم تكتف القاصة بحشد كل تلك الأدوات السردية التي جعلت النص مستوفي لكل العناصر ، لكنها كانت حريصة على تسخير محسنات بديعية اخرى زادت من اثر السرد في عقل وقلب المتلقي وذلك باستخدام التضاد، مثل ، فيما ورد في وصف السماء حيث ورد انها كانت ملبدة وليست ناصعة كما خيل للمتحدث في القصة .

وتسخير الأرقام ايضا ...وقد جاء استخدامها مناسبا وغير متكلف لان العد من 1...3...يحصل فعلا عند حالات الإنعاش القلبي ...

وهناك تسخير للألوان حيث يصف المتحدث في النص السماء بالبيضاء كحجاب أمي ...كما يصف الايمان بالداكنة وهناك اشتعال ولمعان وغرها من الكلمات التي توحي بالالوان مما يجمل من المشهد وجعله وكانه رسما بالالوان .

اذا هو حتما اسلوب قصصي جميل سخر كل ادوات السرد القصصي الجميل لكن ... هناك ما اثر سلبا على النص وقلل من اثره على نفس المتلقي وهو ...

يتبع ..