الموضوع
:
الأدب الإيطالــي
عرض مشاركة واحدة
02-24-2011, 11:42 PM
المشاركة
5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8808
المشاركات:
2,577
القرن العشرون
يأتي القرن العشرون
بأخيب فتحات الأدب الإيطالي إذ بحلوله تنتهي جميع القيم الأخلاقية وأفكار الإنسانية التي سادت القرن السابق, فامتداد الإستعمار الإيطالي لليبيا في الشمال الأفريقي ودول إفريقية أخرى قد وسّع من أزمات المجتمع الإيطالي يتصدى لهذا الانهيار الأدبي شاعر إيطاليا الشهير
جيوفاني باسكولي
Gidvanni Pascoli 31/12
1855 - 6/4/1912
م
في قصيدته الشعرية بعنوان الأشعار الأولى
Primi Poemetti
ويحمّلها الموضوعات اليومية للناس وأمل العيش في مجتمع جديد آخر, ويضطر بأشعاره أن يقف في مواجهة إيطاليا التي كانت تتجه بسياستها سريعاً إلى الرأسمالية، لاجئاً في دراساته الأدبية إلى التأكيد على قيم الشعر التاريخي، كما في دراسته المعنونة تاريخ الشعر الغنائي اللاتيني الروماني حتى موت
هوراتيوس
.
Storia Della Poesia Lirica In Roma Find Alla Morte D. Orazio
إلا
أن فيليبو
توماسو مارينيتي
F. T. Marinetti
يفجر مذهب المستقبلية
Futurism
، وهي حركة أدبية وفنية ظهرت في بدايات سنوات القرن العشرين تُمثل فن المواطنين الطبقة الوسطى انطلقت عام
1909 م
في مجلة الحلاق
Figaro
الفرنسية، ممتدة بعد ذلك إلى فرنساعلى يد
جيليوم
أبولينير
G. Apollinaire
،
ثم في انجلترا بجهود
بيرسي
وندهام لويس
P.W. Lewis
، وفي أمريكا حقق مبادئها
عزرا
بوند
E. Bound
، وفي ألمانيا جماعة المستقبليين
.
Werkleute Auf Hans Nyland
بقيادة
فرشوفن، فينكلر، كنايب
W.Vershofen, J. Winkler, J.
Kneip
تدخل الحركة إلى روسيا عام
1912 م
على يد
فلاجيمير ماياكوفسكي
V.V. Mayakovski
إلا أنها لم تحافظ على وحدة فنية تجمع خيوطها أو عناصرها في البلاد الأوروبية، بل هي سرعان ما تفصح عن تعارض آراء المستقبليين الإيطاليين أنفسهم إضافة إلى طريق
غوغائي دهمائي
Demagogic
سار فيه
مارينيتي
باعث الحركة ومصدرها حين أعلن عن النعرة القومية وهو ما اعتبر عصبية في فن المستقبلية وتيارها مؤيداً
لموسوليني والفاشية
، وهو ما سجله كتابه في دراسة بعنوان المستقبلية والفاشية.
يتغير مسار الشعر الإيطالي بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، لشطب النموذج الأصلي للفاشية بجهود شعراء السّحر غير المتأثرين بالنفوذ الخارجي القادم من ألمانيا الهتلرية
Hermitism
يقف الشاعر
جوزيبي أونجاريتي
G. Ungaretti
على رأس الحركة وهو الدارس على يد الفيلسوف
هنري برجسون
H. Bergson
في جامعة السوربون، وصديق شعراء فرنسا من معاصريه
أبولينير
،
أندريا جيد، بول فاليري،
والفنانين التشكيليين
بيكاسو وبراك
يقف في مواجهة النازية بقصائده الميناء المنهار
Il Portd Sepoltol
، فرح غرق سفينة
L. Allegria DI
Naufragi
، عِشق الزمن .
Sentimento Del Tempo
، أرض الوعد
Terra Promessa.
أما مجلة
سولاريا
Solaria
التي تصدر في
فيرنزا
فلم تكتف بهذه المواجهة، فاتخذت طريق الأدب الأمريكي منهجاً لأدبائها نثراً وشعراً بما حقق وجهاً جديداً وعصرياً لصورة الأدب الإيطالي، ومهّد الطريق إلى الواقعية الجديدة
Neorealism
التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية في أشعار وقصص ودرامات وأفلام إيطاليا الجديدة, فبعد تحرر إيطاليا انفجرت إبداعات ونشاطات فكرية في كل مجالات الأدب والفن بما مثّل حرية واسعة للفكر الإنساني عامة
.
لويجي
بيراند يللو
Luigi Pirandell
1867 1936 م
الحائز على جائزة نوبل
Nobel
عام
1934 م
يكتب القصص والروايات والدرامات والشعر, قصائده الشعرية الحُزن الضاحك
Mal Gicondo
حياتان
لماتيا باسكال
IL
Fu Mattia Pascal
دراسته الفلسفية الفُكاهة
Umorismo
تبحث في الأحاسيس المتناقضة عند البشر
Sentimento Del Contrario
والتي يصل في نتائجها إلى أن الحقيقة نسبية, إذ من المستحيل على الإنسان مهما بلغت قدرة معرفته ووعيه أن يعرف سر الحياة, فكل ما يصل إليه ما هو إلا تغييرات في الأحاسيس أو تكوينات طارئة لها، بحكم أن الوجود هو في كل ما نفعله ونتصرف به
.
وفي الروايات يبدو إنتاجه منها ما بين سنوات
1922 ، 1927 م
رائعاً, يتبع فيها مفاهيم الروسي
أنطون تشيكوف
والفرنسي جي دي موباسان
Chekov, Maupassant
, فروايته روايات لسنة واحدة
Novelle Per Un
Anno
تدور أحداثها في بلده موطن رأسه صقلية، وسط حياة بسيطة ضامرة، وبين مواطنين جنوبيين تُعساء وفلاحين جَوعى، يخلطون في عبقرية من الكتابة بين الألم والفكاهة, وما كان يعني
بيرانديللو
بهذا الخليط الإنساني واللا إنساني أيضاً إلا التعبير بالروايات عن حالة السقوط العميق في المجتمع الصقلي الأوروبي في تلك الفترة, قصته شيوخ وشباب
I Vecchi E I GIOVANI
تعالج مُقدمات ونهايات هبة فلاحي صقلية سنتي
1893، 1894 م
من أجل الحصول على لقمة العيش, صقلية هذه الجزيرة التي كان يُنظر إلى مواطنيها على اعتبارهم من جنس البربر، رغم أنهم إيطاليون أوروبيون, إلا أن إنتاجه القصصي في آخر العُمر ينتمي إلى الوجه الأخلاقي والشرف الرجل ذو الألف وجه
Und, Nessund, Cento Mila.
ثم القصصي والروائي
ألبرتو مورافيا
A. Moravia
المحرر في المجلة المعارضة
Gazetta Del Popolo
تُصادر قصته الحفلة التنكرية عام
1941م
فيُنشئ مجلة النقد الأدبي
Nuovi Argomenti
عام
1953م
وينشر قصص الرغبة الخاطئة،
La Ambizioni
، العاشق الحزين
L, Amante Infelice
، الملل
Lanoiaia
, وكلها قصص نفسية تضع الحقيقة الموضوعية في مواجهة الواقع المؤلم الحي.
ومع ظهور الأدب الواقعي الجديد في ستينيات القرن العشرين، وتكوين جماعة الرُّواد الطليعيين
Neoavant Garde
مجموعة
63 Gruppo 63
الذين كونوا بإنتاجهم الأدبي موقفاً دفاعياً واقياً لآداب إيطاليا وثقافتها وفنونها، ظهر جلياً في الدرامات وأفلام السينما والدوريات والمجلات الأدبية والثقافية وعدّل من كفّة الميزان مُنحازاً لصالح ثقافة الجماهير المعاصرة، استطاع الأدب الإيطالي العودة مرة ثانية إلى حضن الأدب العالمي.
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟
- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
رد مع الإقتباس