عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2010, 06:38 PM
المشاركة 6
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الشعبة الأخيرة :


التي تتجه إلى الكون لتعمر الأرض , لتقيم حضارة , فالإسلام جاء ليقيم

حضارة متميزة تصل الأرض بالسماء , وتربط الدنيا بالآخرة , والعقل بالقلب , وتوفق بين

مصالح الفرد ومصالح المجموع , حضارة تقيم علما ً , تقيم إبداعا ً ماديا ً بجانب السمو

الروحي والرقي الأخلاقي , لا كالحضارات التي تصلح الأرض وتفسد الإنسان , وتعمر الدنيا

وتخرب الآخرة , بل تقيم التوازن والتكامل في الحياة .

جاء الإسلام ليقيم حضارة , ومن هنا كان إهتمام الإسلام بالجانب العلمي , والجانب

الإقتصادي , والعسكري , والصحي , وكل جوانب الحياة التي تقيم حياة طيبة , بعض

الناس يظن أنه حين يقام الإسلام وتقام حياة إسلامية , فإن هذه الحياة ليس فيها مجال

لترويح أو ترفيه , وهذا خطأ , فلا بد من ترويح وترفيه , ولكن أي نوع من الترويح

وأي نوع من الترفيه ؟ ليس الترويح الذي يُجرّئ الناس على الحرام , ويشيع الفاحشة

ويدغدغ الغرائز , ويثير الشباب , ويهيج الشهوات , ليس هذا هو الترفيه , إنما هو

الترويح المعقول والمقبول , فإن القلوب إذا أُكرهت ْ عميت , وإن القلوب لتمَل كما تمل

الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة كما قال علي رضي الله عنه .

جاء الإسلام بالحياة الطيبة , طيبات المأكل المشرب والملبس والمسكن والزينة والتجمل

واللهو والترفيه , كل هذا جاء به الإسلام .

الإسلام الذي يتجه إلى النفس فيصلحها بالإيمان والتزكية , ويتجه إلى المجتمع فيصلحه

بالأخلاق والتكامل , ويتجه إلى الحكم فيصلحه بالعدل والشورى , ويتجه إلى الكون فيصلحه

بالعمارة وإقامة الحضارة .

إن الغد لهذا الإسلام , وإن المستقبل لهذا الإسلام , وإن كل الدعوات الدخيلة المستوردة

من الشرق أو المستوردة من الغرب سترحل خائبة مدحورة بإذن الله , وسينتصر دين الله

وسينجز الله وعده : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ

كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ

أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

النور (55) . كل ما نريده أن يكون هناك الذين آمنوا وعملوا الصالحات الموعودون

في هذه الآية أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ً وينتظروا البشائر وينتظروا بعد ذلك

نصر الله : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)

الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ

الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ( الحج ) (41)

هذا والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته