عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4442
 
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي


عبدالسلام حمزة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,945

+التقييم
0.57

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8997
10-11-2010, 06:58 PM
المشاركة 1
10-11-2010, 06:58 PM
المشاركة 1
افتراضي كيف نفهم الإسلام ؟


إخوتي في منابر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع أحببت أن أضعه بين أيديكم عسى أن يكون فيه الفائدة لي ولكم .

أما بعد : هناك أربع شعب أحب أن أنبه عليها في فهم الإسلام :

1 - شعبة تتجه إلى النفس

2 - شعبة تتجه إلى المجتمع

3 - شعبة تتجه إلى الحكم

4 - شعبة تتجه إلى الكون

أما الشعبة الأولى : شعبة تتجه إلى النفس فتصلحها بالإيمان والتزكية - البعد الإيماني - فأساس الحياة :

هو الإيمان ولن تستطيع أن نصلح مجتمعاتنا إلا إذا أصلحنا الأنفس , فصلاح المجتمعات بصلاح أفرادها وصلاح

الأفراد بصلاح أنفسها , لا يمكن أن يصلح الناس بغير هذا الأمر .

يقول الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ ) الرعد ( 11)

فهذه الآية سنة من سنن الله في المجتمع والحياة

فكيف نغير ما بالأنفس ؟

نغير ما بالأنفس عن طريق العقيدة , بأن نصب في عروق الإنسان الإيمان الصحيح

والتوحيد الصحيح بحيث لا يرضى بغير الله ربا ً , ولا يتخذ غير الله وليا ً ولا يبتغي غير الله

حَكَما ً , هذا التوحيد الذي يسقط الأرباب الزائفة كلها , ولا يعفر جبهته إلا لله تعالى

ساجدا ً , ولا يحني ظهره إلا لله تعالى راكعا ً ولا يرجوا إلا الله ولا يخاف إلا الله , هذا هو

الذي يصنع الإنسان البطل المنتج في السلم المنتصر في الحرب .

الإنسان إنما تصنعه العقيدة , يصنعه الإيمان .

ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالعرب ؟ العرب الذين فسدت عقولهم فعبدوا الحجارة ,

وفسدت قلوبهم فوأدوا البنات وقتلوا أولادهم من إملاق أو خشية إملاق , ماذا بقي من الإنسان

إذا فسد عقله وفسد قلبه ؟

النبي صلى الله عليه وسلم بنى هذا الإنسان من جديد بعقيدة التوحيد , صنع من عرب الجاهلية عرب الإسلام ,

من عرب الخمر والميسر والزنا والربا والفحشاء والمنكر والبغي , صنع منهم عرب البطولات والإيمان والأخلاق والفضائل

نظر أحد قادة الفرس إلى المسلمين في عهد عمر فوجدهم يتوضؤون ويتطهرون - وكان العرب لا يقيمون للطهارة وزنا ً-

ثم يقفون صفوفا ً منتظمة متراصين خلف إمام واحد كأن على رؤوسهم الطيرصفوفا ً كصفوف الملائكة متلاصقين , فنظر إليهم هذا القائد الفارسي

وقال : أكل كبدي عمر لقد علمهم مكارم الأخلاق !

والحقيقة أن الذي علمهم وعلم عمر معهم هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

نحن نشكو الآن من التخلف , نحن وراء الأمم , يسموننا العالم الثالث , أو العالم النامي - والبلاد النامية كلمة ملطفة للبلاد المتخلفة -

وبيننا وبين الآخرين مسافات ومسافات , هذه المسافات لا تضيق الآن بل تتسع , كيف نستطيع أن نعوض ما فاتنا وأن نلحق بالقوم ؟

وأن نسبقهم ؟ هذا لا يصنعه إلا إيمان عميق يفجر الطاقات المكنونة وينشئ الإنسان خلقا ً آخر

إنه الإيمان الذي صنع العرب من قبل , الإيمان الذي غير سحرة فرعون , فنقلهم من مجرد حواة يلعبون بالحبال والعصي

إلى أناس يتحدون فرعون المتأله الجبار ويقولون له في

إيمان : ( فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) طه (72)

الإيمان هو صانع العجائب هو مصنع الرجال ومعمل الأبطال , ولذلك البعد الإيماني , الإيمان الصحيح وليس الإيمان بالتمني ,

ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل , كما جاء عن الحسن البصري وغيره , إيمان كما عرفه السلف ,

تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان هذا الإيمان الذي يتجسد في الأخلاق , وفي أعمال صالحة :

( الإيمان بضع وسبعون شعبة .... )

الإيمان كما ذكره القرآن الكريم : ( قد ْ أَفلَح َ المؤمنون َ )

إذا البعد الإيماني الأخلاقي هذا أمر نؤكد عليه في الإسلام الذي ندعوا إليه , هذا الجانب التربوي المهم

تربية الإنسان المؤمن , الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة , هذه هي الشعبة الأولى التي نركز عليها في نظرتنا للإسلام الشامل .

وللحديث بقية إن شاء الله ..