الموضوع: ذات مساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2012, 09:31 PM
المشاركة 7
محمد الصاوى السيد
عضو النادي الأدبي بسوهاج
  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

كمتلق أجدنى هنا فى هذا النص الجميل أمام طاقة السرد وتوظيفه فى التجربة الشعرية ، والسرد هنا يجىء سلسا متدفقا بلا تعقيد ولا التواء ويتكىء على لحظة حرجة هى لحظة استيقاظ الطفل للشهادة وهى بذرة ثرية بالصراع والدراما وهو ما يناسب فى رأيى طبيعة التجربة الشعرية التى تقوم على معالجة فكرة الصمود الفلسطينى عبر مشهدية الأم والابن الذى تقدمه الأم مشروع شهيد آملة أن تزهر جنة الشهداء وتفتح ورودها وطنا بهيا حرا

- ربما هناك سمة أيضا مازت السرد هى أننا أمام صوت واحد هو صوت الأم وحدها ، أى أننا لا نسمع إلا صوتها هى وحدها ، وكان من الممكن أن نسمع صوت هذا الولد الذى ينهض للموت النبيل ، وبالطبع سيكون هذا الصوت الثانى رافدا قويا فى تكثيف مشهدية السرد

- هناك بالطبع ملمح آخر هام هو صوت الشاعر الذى نراه جليا فى السرد خاصة مع سياق الختام


قالتها و عيون الدنيا
ترقب منها أي بكاء
لا لن تبكي
هي من خط طريق النصر
من كانت تسبق أشبالا
تدفعهم نحو العلياء
هي أم الشهداء
و مازالت تنجب شهداء
هي من في وصف شجاعتها
تتسابق كل الأسماء
هي من أفنت كل العمر
و لايفنى فيها الإقدام
ماساورها الشك بأن
النصر قريبا
تهتف يملؤها إيمان
قم يا ولدي
ها قد جاء

- حيث نحن هنا أمام صوت الشاعر بينما يتوارى السرد ومشهديته ليفسح المجال للقصيدة الشعرية الغنائية التى أراها هنا تحوز على بنية السياق الختامى للنص ، وهذا له ملمح إيجابى وآخر سلبى ، الإيجابى أننا نتلقى دفقة حماسية تقوم على رسالة التطهير التى يتلقاها الوجدان مباشرة وعبر صوت جلى شفيف ، بينما الملمح السلبى أن السرد الذى قام عليه النص يتوارى تماما ونخرج من مشهدية اللحظة الحرجة التى توقظ فيها الأم ابنها للشهادة وهى مشهدية كان من الممكن تطويرها لتقدم لنا رسالة النص حتى ختامه بفنية أخرى غير مباشرة

- ويظل النص تجربة ثرية بحق مؤثرة ومعبرة عن الوجدان العربى القابض على جمرة الأمل فى وطن فلسطينى حر أبى لا بخبو فى العيون مهما التمعت بالدمع ومهما اتشحت بالأسى