عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 11:55 PM
المشاركة 37
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سونيت 68




هكذا تبدو وجنته مثل خريطة من سالف الزمان


حين كان الجمال يحيا ويموت كما تفعل الزهور الآن


قبل ميلاد هذه السمات الزنيمة للحسن


أو الجفاف الذي صار مقيماً في الجبين الحيّ


....


قبل أن تصبح ضفائر الميت الذهبية


حقاً للمقبرة، تم قصها


لتعيش حياة ثانية على رأس أخرى


في العصر القديم لم يُستخدم أبداً شعر جميل


لأحد الموتى في صناعة جمال آخر


....


تلك الأيام القديمة المباركة يمكن رؤيتها فيه


بذاتها وصدقها، بلا زينة من أي نوع


فهو لا يصنع صيفاً من خضرة الغير


ولا يسرق شيئاً قديماً ليلبس جماله شيئاً جديداً


....


لهذا تختزنه الطبيعة كالخريطة المرسومة


حتى يرى الفن المزيف كيف كان الجمال في العصور القديمة




ترجمة: بدر توفيق





LXVIII





Thus is his cheek the map of days outworn


When beauty lived and died as flowers do now


Before these bastard signs of fair were born


Or durst inhabit on a living brow


Before the golden tresses of the dead


The right of sepulchres, were shorn away


To live a second life on second head


Ere beauty's dead fleece made another gay


In him those holy antique hours are seen


Without all ornament, itself and true


Making no summer of another's green


Robbing no old to dress his beauty new


And him as for a map doth Nature store


To show false Art what beauty was of yore





سونيت 69




تلك الأجزاء التي تراها عين العالم منك


لا ينقصها في خواطر القلوب شيء يمكن تقويمه


جميع الألسنة التي تعبر عما في الروح توفيك في ذلك ما يجدر بك


تنطق بالحقيقة العارية، التي يعترف بها الأعداء كذلك


....


هكذا يُتوج المديح الخارجي هيئتك الخارجية


لكن نفس هذه الألسنة التي تعطيك ما هو حق لك


تُفسد هذا المديح نفسه بمقولات أخرى


حين ترى أبعد مما يبدو للعين


....


إنهم ينظرون إلى جمال عقلك


ويقيسون من خلال أعمالك ما كانوا يقدرونه بالحدس


ورغم نظرتهم الطيبة، فإن أفكار هؤلاء السوقة


تربط ما بين زهرتك البديعة والرائحة الكريهة للأعشاب الضارة


....


أما سبب التناقض بين جوهرك ومظهرك


فإنه يكمن في هبوطك إلى مستوى عامة الناس




ترجمة: بدر توفيق





LXIX





Those parts of thee that the world's eye doth view


Want nothing that the thought of hearts can mend


All tongues, the voice of souls, give thee that due


Uttering bare truth, even so as foes commend


Thy outward thus with outward praise is crown'd


But those same tongues, that give thee so thine own


In other accents do this praise confound


By seeing farther than the eye hath shown


They look into the beauty of thy mind


And that in guess they measure by thy deeds


Then, churls, their thoughts, although their eyes were kind


To thy fair flower add the rank smell of weeds


But why thy odour matcheth not thy show


The soil is this, that thou dost common grow

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)