عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 11:44 PM
المشاركة 35
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 64



حين رأيتُ يد الزمن الباطشة


شَوّهتْ الآثار المحتالة الباذخة للأزمنة البالية الدفينة


والأبراج التي كانت ذات يوم شاهقة منيعة تهوي إلى الحضيض


والشواهد النحاسية التي لا تبلى تسحقها الثورة الداهمة


....


عندما شاهدتُ المحيط النهم


يحتال على مملكة الشاطئ


وما تجنيه الأرض الصلدة من عرض المحيط


يزداد الرصيد بقدر الخسائر والخسائر بقدر الرصيد


....


حين رأيت هذه التحولات المتبادلة


والأمم نفسها وقد سقطت في براثن الفناء


علمني الخراب ما دفعني لهذه التأملات


سيأتي حتما الزمن الذي يأخذ حبيبي بعيداً


....


هذه الفكرة كالموت تماماً، لا تملك معها أن تختار شيئاً


سوى أن تبكي على امتلاك ما تخاف أن تفقده




ترجمة: بدر توفيق




LXIV




When I have seen by Time's fell hand defac'd


The rich proud cost of outworn buried age


When sometime lofty towers I see down-raz'd


And brass eternal slave to mortal rage


When I have seen the hungry ocean gain


Advantage on the kingdom of the shore


And the firm soil win of the watery main


Increasing store with loss, and loss with store


When I have seen such interchange of state


Or state itself confounded to decay


Ruin hath taught me thus to ruminate


That Time will come and take my love away


This thought is as a death which cannot choose


But weep to have that which it fears to lose






سونيت 65



لا النحاس ولا الأحجار ولا الأرض ولا البحار اللانهائية


إلا ويطيح الفناء الأليم بقوتها


فكيف أمام هذا الغضب الماحق يلتمس الجمال الرحمة


وهو الذي لا تزيد قوته عن قوة الزهرة


....


كيف تصمد أنفاس الصيف الممتعة


ضد الحصار المدمر للأيام الساحقة


حين تكون الصخور المنيعة أقل ثباتاً


والبوابات الصلب ليست قوية بما يكفيها لمجابهة الزمن الذي يفنيها


....


يا للتأملات المخيفة! أين؛ واأسفاه


هل تثوي لؤلؤة الزمن المثلى خبيئة عن صدر الزمن


وأيّ يد قوية يمكنها أن تمسك قدمه السريعة عن الحركة


أو من ذا يمنعه عن تخريب الجمال


....


ويلاه، لا أحد، إلا إذا أتيحت القوة لهذه المعجزة


فيبقى حبي مشعاً بالضوء وهو في الحبر الأسود




ترجمة: بدر توفيق





LXV




Since brass, nor stone, nor earth, nor boundless sea


But sad mortality o'ersways their power


How with this rage shall beauty hold a plea


Whose action is no stronger than a flower


O! how shall summer's honey breath hold out


Against the wrackful siege of battering days


When rocks impregnable are not so stout


Nor gates of steel so strong but Time decays


O fearful meditation! where, alack


Shall Time's best jewel from Time's chest lie hid


Or what strong hand can hold his swift foot back


Or who his spoil of beauty can forbid


O! none, unless this miracle have might


That in black ink my love may still shine bright

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)