عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2330
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
06-22-2011, 03:43 PM
المشاركة 1
06-22-2011, 03:43 PM
المشاركة 1
افتراضي استغراق و استجواب ( بقلم - محمد فتحي المقداد)*
استغراق واستجواب
بقلم( محمد فتحي المقداد)*

في ذهابي وإيابي للبيت, لفت انتباهي حمار في الحارة, بهيّ الطلعة أبيض اللون, وقفت أمامه وكُلّي شوق لو أني استطعت أن أكلّمه أو يكلمني مسحت على وجهه الصبوح وهو واقف لا يتحرك فقط يتأملني بعينيه السوداوين النجلاوين, ورفع رأسه وأظنه يشكرني على تلك اللمسة الإنسانية التي أشعرته بحماريته المحترمة من غير بني جنسه, وللحسد الذي يصاب به من عيون الحمير الحاسدة, كذلك هزّ بذيله القصير, كما يهز بني عمّنا البرانيط , تلويحاً بها مما نستدل بها على أنهم يحيوننا بالخيط الأخير الذي يربطنا بهم من قرابة و نسب, أو كما يقولون شعرة معاوية.
ودعت ذلك الصديق الجديد, وتابعت سيري باتجاه مكان عملي, وأنا مستغرق بمنظره وصورته التي سيطرت على مخيلتي, دخلتُ المكتب ألقيت تحية الصباح على زملائي ورائحة القهوة تسابق بالترحيب قبل الوصول للمكتب لعدة أمتار, جلست خلف طاولتي وهم قد استغربوا حالتي اليوم على غير العادة التي أكون بها كل يوم, حاولوا الإستفسار تكتمت على ما أفكر به, لأنهم لو علموا بما أنا فيه لكانت فضيحة الموسم على الإطلاق.
عدت للبيت بعد انتهاء الدوام, سلمت الأغراض التي أوصتني عليها الزوجة قبل ذهابي في الصباح, ناولتها الأكياس التي تحتوي على الخضار والفواكه, وأنا على غير عادتي من الابتسامة التي تسبقني قبل استقبال زوجتي والسلام عليها, و تستغرب مني عدم الاكتراث لما تبديه من ترحيب ولباس جميل ملفت للنظر, راودَتْها الأفكار الشيطانية وراحت تستجوبني عمّا يشغل بالي, وهل هي جميلة؟ وهل هي بالمكتب معي؟ أو هل رأيتها في الطريق؟ أخيراً أصابها الضجر من صمتي المطبق, ولم أستطع أن أنطق بكلمة واحدة, حملتْ الأغراض للمطبخ وهي تبرم شفيتها و تبربر بكلام غير واضح, ولكنه يبدو من تأثرها وخوفها من صمتي, وانتبهت متسائلاً في نفسي, ألهذا صمتي مروّع ومخيف؟ فكيف بي لو تكلّمْتُ؟ ولكني تأكدت لو أني تكلمت لضاعت هيبتي أمام ما يمكن أن أنتظر من انفجارها بالضحك على الفكرة السخيفة التي تشغلني, هكذا توقعت وكان إصراري على صمتي, عملاً بالمثل الذي يقول:" إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".
------------------------------------ انتهى