عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2010, 04:44 AM
المشاركة 12
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ذات عرج
في دهليز أخرس الضوء وشاحب القسمات أمشي أنا .. أتلمظ خطواتي واركلها بفتور على الأرض التي ترمقني بحيرة ..
تحاصرني أنت كظل فكتوري النبضات .. وطيفي يحمل قنديل الفأل ليتبينك وسط عتماتي ..
رويدك علي , فالأرض باتت عهد قديم .. والزمن ساخ في حفر من الماضي ..
لا زلت أنت المهيمن .. وتوهجك بين مدائني الصاخبة , وعلى أرصفتي الزاهدة للتعثر ..كنجم يغدو غربة على طرقات الكون, وعلي أن أقتنصه وأزج به في قفص العيون ..
ولازلت تائهة بين الحلم ومراسيم التمني وانتباهتي تصخب برقص مجنون وهياج لا يكف إلاعن الوفاء لك ..
سديم أنت في بقعة منحازة للسماء ولا تشرف على روابي إلا ذات حسرة .. أرى قمرك جليا وهو يمد إلي أصابع الضوء كي أكره الظلام ..
ولو زججت بدهشتي في عينيك لأشحت وعيك عني لا تريدني أن ألومك ..
وطال الأمد وانت لا ترتكب الحضور ولا تقترف غواية القرب ..
" قبلكِ لم تكن الدنيا دنيا , وبعدك لن أعتاش إلا على طيفكِ .. وأنت الحياة بينهما "
تنسل عثرة من قدمي , وتنثني قامتي . أطوي ساقي الناظرة إلي شزرا والم يجتاحني كتفشي الضباب .. ولا أطيع السقوط ,
تمتد يد الفراغ تحتضنني وتتعلق يدي في نتوء للجدار , فينسدل شعري المتطاير ويلقي القبض على خصلة منه حافة اللوحة الكبير ويشدها بقسوة .
فيندي عني صياح لشدة الألم ..
تعوم في عرقي رعشاتي وأنا أشعر بوخز أسفل ركبتي , فأحاول السير مجددآ بعد أن أطلقت سراح شعري من أصابع الإطار ..
ويحي غائمة أنا / هائمة / قائمة / دائمة الآه ..والنخزات لا تفهم وجعي فتستشيط على خطوتي وتزأر ..
أهذا ليل أم صرير لأشباح الليل المندسة في جمجمتي ..
أهذه أنا .. أم أن روحي مضت معك وتركتني جسدا هامدا ها هنا ..
وتلك الجدران , ما بالها تأزني وكأن قبضتها تتكور في مكان ما من سطحها الأملس وقد يلكمني ..
يمزقني أنني لا أستطيع أن أمسك بياضك الآن لأشعر بشئ من الأمان ..
لا أنهض مرة واحدة .. بل رويدا ..
أغمض عيني وأتمسك بحبل الله وقد أغرورق صوتي بالإختناق : ربي .. ساعدني ..
حين أرتكز بظهري على الباب أتحسس نبضي فإذا به هلعا صاخبا ويفر مذعورا من شعور متوحش ويسكن صدري ..
أنين أطرافي يكفيها أنها تتوقف مليا على صباحات وجهك وتتنفس الحنان من عينيك ..وهذا ما يجعلني أهدأ قليلا ..
تسرق أحداقي من الفوضى لمحة فتتوقف على عقارب السعة المرتخية ببرود والمشيرة إلى الثانية صباحا ..
تستيقظ نية في قلبي وتطل برأسها من تحت غطاء النبض وتتمطى لتلهمني بالصلاة ..
مازالت قدمي تعبة وتنظر إلي من وطأها وترجوني الراحة ..
لا أطيعها .. أشيح بعزيمتي عنها وأمضي بخطوات تصرخ وتدوس على عرجي .. وأتوضأ ..
في الثانية والنصف .. كنت هناك .. أسجد أمام العرش ونشيج صلاتي يدوي في الملكوت :
إلهي إغفر لي وله .. واجعل ما بيننا مباركا إلى يوم الدين ..
تحيتي