عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2019, 06:35 PM
المشاركة 7
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل الثالث عشر+الرابع عشر

13-ليف

هذا اليوم لم يسير وفقا للخطة.
الخطه كانت أن يهرب ما أن يصلو للحضارة!. ليف كان بإمكانه أن يهرب فى
اللحظه التى خرجو منها من الغابة,كان بإمكانه, لكن لم يفعل.. سيكون هناك
وقت أفضل, هكذا فكر, وقت مثالى سيُقدم نفسه لو التزم الصبر و ظل منتبه.

ادعائه بأنه واحد منهم, ادعائه بأنه مثلهم, قد أخذ كل جزء من إراده ليف,
الشئ الوحيد الذى جعله مستمرا كان معرفته بأن قريبا جدا, كل شئ سيكون
كما ينبغى.
حينما التفت سياره الشرطه فى الشارع, ليف كان جاهزا تماما لأن يلقى بنفسه على العربة و يسلم نفسه, كان بإمكانه فعلها لولا شئ واحد.
صورتهم لم تكن فى الجريدة..!
هذا أزعج ليف أكثر حتى من الآخرين.. عائلته كانت ذا تأثير, لن يكونو ليتم
العبث معهم ! كان متأكدا أن وجهه سيكون أكبر شئ فى الصفحه الأولى, عندما لم تكن .. لم يعرف فيماذا يفكر؟, حتى نظريه ريسا أن والديه أراداها و كونر قتلى.. بدت كاحتمالية.
لو سلم نفسه للشرطه, ماذا لو التفتوا و أطلقوا رصاصات حقيقه على ريسا و
كونر؟.. هل ستفعل الشرطه ذلك؟, هو يريدهم أن يمثلوا للعدالة, لكن لا يمكنه
تحمل فكره أن يكون مقتلهم فى مقابل رأسه .. لذا وجب عليه أن يترك سيارة
الدورية تمر.
و الآن, فالأشياء أسوأ.. الآن يوجد هذا الطفل, سرقه طفل ستورك !, هذان
المتفككان خارجان عن السيطره ,هو لم يعد خائف من أنهم سيقتلوه, لكن هذا لا يجعلهم أقل خطوره.. يجب أن يتم حمايتهم من أنفسهم ... يجب أن .. يجب
أن ,يجب أن يتم تفكيكهم.
أجل, هذا هو الحل الأمثل لهؤلاء الاثنان, هم دون أى فائده لأى شخص فى حالتهم تلك.. أقل ما يقال, دون فائده لأنفسهم.

فعلى الأرجح سيكون ارتياح لهم .. فالآن, هم مُفتتون من الداخل, الأفضل عوضا عن ذلك أن يكونو مفتتون من الخارج .. بتلك الطريقه, أرواحهم المجزأه تستطيع الراحه, مدركه أن لحمهم الحى قد تم توزيعه حول العالم .. منقذا حيوات ,جاعلا أناس آخرين مكتملين ,تماما كما سترتاح روحه قريبا.

يفكر ملياً بينما يجلس فى الحافله, محاولاً إنكار مدى اختلاط مشاعره بخصوص هذا الأمر.
بينما يتكلم كونر و ريسا مع فتاه مرحه بصوره مؤلمه و طفلها. يتحرك ليف الى الكرسى الذى أمامه, جاعلا مسافه أكبر بينهم. و يصعد فتى و يجلس بجواره .. يلبس سماعات أذن, و يغنى مع موسيقى لا يسمعها ليف.. يضع الفتى حقيبه ظهره بينهم, و يحشر ليف حرفيا ! و يُرجع انتباهه الكامل لنغماته.

حينها, يأتى لليف فكره, ينظر ورائه ليرى كونر و ريسا مازالا منهمكان مع الفتاه و طفلها ,بحذر, يمد ليف يده فى حقيبه الفتى و يُخرج دفتراً على شكل أذن كلب, مكتوب عليه بأحرف سوداء كبيره (الموت بيد الجبر), بجماجم صغيره و عظام متقاطعة.. بداخلها معادلات رياضيه عشوائيه و واجب منزلى مُصحح بإهمال.
بهدوء .. يقلب ليف حتى يصل لورقه بيضاء, ثم يمد يده مجددا فى حقيبه الفتى مخرجا قلما, كل هذا بينما الفتى غارقا فى موسيقاه لدرجه أنه لا يلاحظ .. يبدأ ليف فى الكتابه..:

(ساعدنى ! أنا محتجز رهينه من قِبل اثنان آوول, اومئ إن كنت تفهم)

عندما ينتهى, يهز كتف الفتى , يتطلبه الأمر هزتين ليحظى بانتباهه .
“ ماذا؟” ..
يخرج ليف الدفتر, مراعياً أن يفعل ذلك بطريقه غير واضحه.. ينظر الفتى إليه و يقول :” يااه, هذا دفترى”..
يأخذ ليف نفس عميق, كونر الآن ينظر إليه, عليه أن يحترس,” أنا أعلم أنه دفترك” يقول ليف, محاولا قول ما يستطيع بنظرات عينيه.” أنا فقط ,احتجت .. صفحه واحدة.”
و يرفع الدفتر قليلا ليقرأ الفتى, لكن الفتى لا ينظر حتى للدفتر:“لا!, كان عليك أن تطلب أولا.” ثم يمزق الورقه ..دون حتى النظر إليها.. و يكرمش الورقه, و لرعب ليف, يقذفها فى اتجاه مقدمه الحافله.

الورقه ترتد من على رأس فتى آخر, الذى بدوره يتجاهلها,ثم تقع على الأرض.
تتوقف الحافلة..
و يشعر ليف بآماله تُسحق تحت ثلاثين زوج من الأحذيه الباليه..! 

14- كونر

عشرات الحافلات تتوقف فى المدرسه, و الأطفال تحتشد فى كل المداخل, بينما يترجل كونر من الحافله مع ريسا و ليف..يتفحص المكان لطريقه للهرب. لكن لا يوجد..
يوجد رجال أمن الحرم المدرسى, و مدرسين فى دوريات.. أى أحد يُشاهد يسير مبتعداً عن المدرسه , سيجذب انتباه كل من يراقب.
“لا يمكننا أن ندخل فعلا !” تقول ريسا..
“رأيي أن نفعل,” يقول ليف.. متصرفا بغرابه أكثر من المعتاد.

لقد لاحظهم بالفعل أحد المعلمون.
فبالرغم من احتواء المدرسه على مركز للرعايه للطالبات الأمهات, فالرضيع .. بارز للغاية!
“سندخل,” يقول كونر.” سنختبئ فى مكان لا يوجد به كاميرات مراقبة, حمام
الأولاد”
“البنات,”تقول ريسا..” سيكون أنظف, و سيتواجد أبواب أكثر للاختباء فيها “
يفكر كونر فى الأمر, و يكتشف أنها على حق فى كلا الأمرين, “حسنا, سنختبئ حتى فتره الغذاء, ثم نتسلل خارجا مع بقيه الأطفال الخارجين من المدرسه”..
“ أنت تفترض أن هذا الطفل يريد التعاون معنا !” تقول ريسا,”فى النهايه
سيريد الطعام, و أنا لا أملك المواد اللازمه لذلك, إن كنت تفهم قصدى !, لو بدأ فى البكاء فعلى الأرجح سيصدى خلال المدرسه بأسرها “.

إنه اتهام آخر, كونر يستطيع سماعه فى صوتها.. اتهام يقول :هل لديك أدنى
فكره كم صعبت علينا الأمور؟
“لنأمل فقط أنه لن يبكى “,يقول كونر ,” و إن فعل, فبإمكانك لومى طوال
الطريق حتى مخيم الحصاد”.

كونر ليس غريبا عن الاختباء فى حمامات المدرسه. بالتأكيد قبل اليوم, كان السبب ببساطه أن يهرب من الفصل, مع ذلك, فاليوم..فلا يوجد فصل يتوقع
حضوره ! و إن تم إمساكه, فالعقبات ستكون أشد قليلا من المدرسه !.

يتسللا بعد سماع جرس الحصه الأولى ,و يدربهم كونر على أفضل نقاط الاختباء فى الحمام, كيف يعرفو الفرق بين خطوات الأطفال و البالغين, متى يرفعوا أقدامهم حتى لا يراهم أحد, و متى يعلنو عن انشغال الحمام ! النقطه الأخيره قد تنفع مع كلا من ريسا و ليف, حيث صوته مازال نوعا ما ذو نبره عاليه, لكن كونر, هو لا يجرؤ على الادعاء أنه فتاة.

يبقو مع بعضهم .. مع ذلك على حده, كل واحد فى حمامه الخاص, و رحمه بهم أن باب الحمام يصنع أزيزا كالخنازير حينما يُفتح, لذا ,لديهم تحذيرات اذا جاء أحدهم.
يوجد فتيات قله فى بدايه الحصه الأولى, لكن بعد ذلك يهدئ الأمر, و يبقوا بدون أى صوت سوى صدى تسريب مقبض مياة !.

“ لن نظل هنا حتى فتره الغذاء” تُعلن ريسا من الحمام على يسار كونر,” حتى لو ظل الطفل نائم”
“ستكونى متفاجئه الى متى يمكنك الاختباء فى الحمام !”
“انت تقصد أنك فعلت ذلك من قبل؟” يسأل ليف, من الحمام على يمين كونر.

كونر يعلم أن هذا يتماشى مع صورته لدى ليف, كنبت سئ ! لا بأس, اجعله
يعتقد كذلك, هو على الأرجح محق !
صر باب الحمام, يصمتوا,خطوات سريعه و باهته, انها طالبه فى حذاء رياضى, ليف و كونر يرفعو أقدامهم و تُبقى ريسا أقدامها على الأرض, كما هو مخطط, الرضيع غرغر, و ريسا تخرج ما فى حلقها, خافيه الضوضاء ببراعه, الفتاة
دخلت و خرجت فى أقل من دقيقة.

بعدما صر الباب منغلقا, يسعل الرضيع, يلاحظ كونر أنه صوت سريع و نقى,
ليس لزج على الإطلاق. جيد.
“بالمناسبه..” تقول ريسا,” انها فتاة.”

يُفكر كونر فى أن يعرض أن يحملها مجددا, لكن يكتشف أن هذا سيكون فقط
عناء لا يرجى ! هو لا يعرف كيف يحمل رضيع ليمنعه من البكاء..
يُقرر كونر أنه يجب أن يخبرهم لماذا جُن مؤقتا و أخذ الطفل, هو يدين لهم بذلك على الأقل,:” إنه بسبب ما قاله هذا الفتى,” يقول كونر بنبره رقيقه.
“ ماذا؟”
“هناك فى المنزل, ذاك الفتى السمين الذى كان بالباب, لقد قال, إنه ستورك مجددا.”
“ ماذا اذا !” تقول ريسا,” العديد من الناس يتم وضع أكثر من طفل أمام بابهم”

ثم من ناحيته الأخرى, يسمع كونر ,” لقد حدث هذا لعائلتى, لدى أخين و أخت أحضرهم اللقلق أمام الباب قبل أن أولد, لم يكن الأمر مشكله قط !”
يتسائل كونر ما ان كان ليف يعتقد حقا أن اللقالق أحضرتهم *, أو أنه فقط يستخدم القول كتعبير !
ثم يفكر أنه من الأفضل ألا يعلم.” يالها من عائله رائعه ,يأخذو الأطفال على
بابهم و يرسلو لحمهم و دمائهم ليتم تفكيكهم .أوه .. آسف, كعشر !”

مهان بوضوح, يقول ليف,” العشور مذكور فى الانجيل, أنت من المفترض أن
تعطى عشره بالمائه من كل شئ, و الستورك مذكور أيضا !”
“لا ,غير صحيح”
“موسى,” يقول ليف,” موسى تم وضعه فى سله فى النيل, و تم إيجاده من
قبل ابنه الفرعون, لقد كان أول طفل ستورك, و انظر ما حدث له !”
“أجل” يقول كونر,” لكن ماذا حدث للطفل الثانى الذى وجدته فى النيل ؟”
“هلا خفضتما صوتكما!” تقول ريسا.” الناس يمكن أن يسمعوكم فى الممر, و على أيه حال, قد توقظو ديدي.”
يأخذ كونر دقيقه ليجمع أفكاره, حين يتحدث مجددا, يتكلم همسا, لكن فى غرفه مبلطه , لا يوجد همسات !..” وجدنا طفل أمام منزلنا حين كنت فى السابعه”
“ياله من أمر كبير ,” تقول ريسا,
“لا, لقد كان أمر كبير, لأسباب كثيره , كما ترى, كان بالفعل يوجد طفلان
طبيعيان فى العائله, عائلتى لم تكن تخطط لأحد آخر, على أيه حال.. يظهر ذاك
الفتى أمام بابنا, ثم يبدأ والداى فى الهلع, .. ثم تأتيهم فكره.”
“هل أريد أن أسمع ذلك؟” تسأل ريسا,
“غالبا لا,”, لكن كونر ليس على وشك التوقف, هو يعلم أنه إن لم يقول هذا الآن فلن يفعل , أبدا.:“لقد كان باكرا فى الصباح, و اعتقد والداى أنه لم يرى أحد الرضيع يُترك على الباب, صحيح؟, لذا فى الصباح التالى, قبل أن يستيقظ أحد منا, يضع والدى الطفل أمام الباب المقابل لنا عبر الشارع”.
“هذا غير قانونى,” يقول ليف,” ما أن تم ترك طفل على بابك, فالطفل ملكك”
“أجل, لكن والداى افترضا, من الذى سيعرف؟, والدايا جعلانا نقسم على السريه, و انتظرنا أن نسمع الأخبار من مقابل الشارع عن الوصول الجديد الغير متوقع.. لكنه, لم يأتى أبدا. هم لم يتكلمو أنه تم ترك طفل ستورك, و لم نستطع سؤالهم عن الأمر, لأنه سيكون بمثابه اعتراف صريح أننا من رمى الطفل عليهم”.

بينما يتحدث كونر,الحمام, مع صغره, يبدو أنه ينكمش حوله, هو يعلم أن الآخرين على جانبيه, لكن لا يسعه إلا أن يشعر بالوحده الشديده.
“ تستمر الحياه كما لم يحدث شئ, كل شئ كان هادئ لفتره, ثم بعد اسبوعين.. فتحت الباب, و هناك, على تلك المساحه الغبيه, فتى آخر فى سله, و أنا اتذكر, أتذكر أنى بالكاد ضحكت, هل يمكنك تصديق ذلك؟, لقد اعتبرته مضحك, والتفت لأمى و قلت “أمى إنه ستورك مجددا”, تماما كما قال ذاك الفتى هذا الصباح.

أمى , بمنتهى الإحباط, تُدخل الطفل... و حينها تدرك ...”
“أوه .. لا” تقول ريسا, مكتشفه الأمر قبل حتى أن يقول كونر:” انه نفس الطفل” يحاول كونر أن يتذكر وجه الطفل لكن لا يقدر, كل ما يرى فى عين عقله هو وجه الرضيعه التى تحملها ريسا.
“اتضح أن الطفل كان يتم تمريره خلال الحى طوال اسبوعين كاملين, كل صباح, يُترك أمام باب شخص آخر.. لكن الآن, لا يبدو على ما يرام”

الباب يصدر أزيزا, و يصمت كونر, خطوات مضطربه, فتاتان, يدردشا قليلا
حول الفتيان و المواعيد و الحفلات بدون وجود الأهل, لا يستخدمو حتى الحمام, ثم خطوات أقدام مضطربه تتجه خارجا, ثم أزيز الباب..
هم وحدهم مجددا.

“اذا, ماذا حدث للطفل؟” تسأل ريسا,
“فى الوقت الذى وصل فيه على عتبه بابنا مجددا, كان مريضا, كان يسعل
كالفقمه, و جلده و عيناه كانتا صفراء”.
“اليرقان”, تقول ريسا, بلطافه..” العديد من الأطفال يظهرو فى منازل الولايه كذلك”.
“أوصلاه للمستشفى , لكن لم يوجد ما يمكنهم فعله, كنت هناك.. حين مات..
لقد رأيته , يموت” ,يُغلق كونر عينه و يصر على أسنانه, ليحبس الدموع مكانها, يعلم أن الأخرون لا يستطيعون رؤيتها ,لكن لا يريدهم أن يخرجو على أيه حال.

“أذكر تفكيرى, لو كان طفل سيكون غير محبوب لهذه الدرجه, لماذا الرب يريده أن يكون فى هذا العالم؟”,يتسائل إن كان ليف لديه إعلان فى هذا الموضوع, فبعد كل شئ, فحين يأتى الأمر للرب, يدعى ليف أنه يملك كل الأجوبه ,لكن كل ما يقوله ليف:” لم أعلم أنك تؤمن بالرب”

يأخذ كونر دقيقه ليدفع مشاعره بعيدا, ثم يُكمل:“على أيه حال,بما أنه كان قانونيا ملكنا, دفعنا لثمن الجنازه, لم يملك حتى اسم !, و لم يجرؤ والداى على إعطائه اسم.. لقد كان فقط “الطفل لاستر”, و بالرغم من أن أحد لم يرغب به, الحى بأكمله حضر الجنازه, الناس كانت تبكى كما لو كان ابنهم الذى مات! .. و هنا أدركت أن الذين بكو, هم من مررو الطفل , لقد كان هم, تماما كوالداى..
من كان لهم يد فى قتله”

يوجد صمت الآن, و مقبض المياة مازال يسرب, تتدفق المياه من أحد المراحيض فى حمام الفتيان المجاور لهم, و يصدى الصوت فى الفراغ من حولهم..
“الناس لا يجب أن يتخلو عن الأطفال الذين يُتركو على ابوابهم”, يقول ليف
أخيرا..
“الناس لا يجب عليهم أن يرمو أطفالهم أمام الأبواب”, ترد ريسا.
“الناس لا يجب عليهم فعل العديد من الأشياء” ,يقول كونر..
هو يعلم أن كلاهما محق, لكن هذا لا يصنع أى اختلاف !.

ففى العالم المثالى جميع الأمهات ستريد أطفالها, و الغرباء سيفتحو بيوتهم
للمنبوذين, فى العالم المثالى كل شئ سيكون إما أبيض أو أسود, صحيح أو خاطئ , و الجميع سيعلم الفرق بينهم..
لكن, هذا ليس عالم مثالى, المشكلة فى الناس التى تعتقد أنه كذلك.

“على أيه حال, أردت إعلامكم”.
بعد عده دقائق, يرن الجرس,و يوجد فوضى فى الممر, يُفتح باب الحمام, فتيات تضحك, يتحدثون عن كل شئ و لا شئ!
“المره القادمه ارتدى فستان”
“هل لى أن استعير كتاب التاريخ.”
“هذا الاختبار كان فظيع”
أزيز غير منتهى من الباب, و خبطات مستمره على باب كونر المغلق, لا يوجد
أحد طويل بما يكفى ليرى من فوق الباب, و ليس لاى أحد الرغبه لينظر أسفل !

الجرس الثانى يرن, الفتاه الأخيره تُسرع للفصل.. لقد نجو حتى الحصه الثانيه, لو كانو محظوظين, فتلك المدرسه ستحظى بفتره راحه نصف صباحيه, ربما
بإمكانهم التسلل حينها, فى حجيره ريسا الرضيعه تصنع أصوات يقظه, لا تبكى لكن نوع من الطقطقه !, على شفا دموع الجوع ..
“هل علينا تغيير الحجيرات؟” تسأل ريسا, الزائرون المستمرون قد يرتابو إن رأو قدمى فى نفس الحجيره.
“فكره جيده” يستمع بحرص ليتأكد أنه لا يسمع وقع أقدام فى الممر, يفتح
كونر الباب و يبدل مكانه مع ريسا, باب ليف مفتوح أيضا, لكنه لا يخرج !,
يسحب كونر باب ليف ليفتحه على مصرعيه, هو ليس موجود..
“ليف؟” و ينظر لريسا, التى فقط تهز رأسها.. يتفقدو كل الأبواب, ثم يتفقدو
الباب الذى كان به ليف مجددا, كما لو أنه سيعاود الظهور فيه ! لكنه لا يفعل ..

لقد اختفى ليف, و الرضيعه تبدأ فى النواح بكل قوتها .
_____________________________________________
اللقلق stork : طائر, يقول الأهالى لأطفالهم الصغار حين يسألو من أين أتينا, أن اللقالق رمتهم أمام الباب.