الموضوع: أيها القلب .
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4378
 
أحمد فضول
من آل منابر ثقافية

أحمد فضول is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
226

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Jul 2012

الاقامة

رقم العضوية
11350
08-14-2012, 12:35 PM
المشاركة 1
08-14-2012, 12:35 PM
المشاركة 1
افتراضي أيها القلب .
أيها القلب
أيها القلب ، كم أنا خائف خفقاتك ، كل يوم ترينا خفقات ملونة من خفقاتك ، هذا كبير في نظر الآخرين تخفق به وإذا هو جثة هامدة ...جامدة لا حراك فيها ، وهذا صغير مازلت في جوفه طازجا جديدا تخفق خفقة به فإذا هو لم يعرف للحياة طعما ومذاقا .
أيها القلب ، انك مخيف تركض بنا يوما فيوما وساعة فساعة ودقة فدقة ، لاندري متى تتوقف بنا الحياة ، أنت محرك الأجساد وأنت ناطق الألسنة وأنت تنفخ الكبر في النفوس فإذا نمت أو خلدت إلى النوم وقفت هذه جميعها : الأجساد والألسنة والإطراف وعلامات العظمة والكبر .
أيها القلب ، أنت الإنسان نفسه ، أنت عاطفته نحو الأم والأب وأنت عاطفته نحو الحبيبة والزوجة وأنت علاقة الإنسان مع الإنسان ، أنت الكاره وأنت المحب وأنت المسكن وأنت المحرك فإذا ما سكنت دبت إلى الإنسان كل عوامل التعفن فيسعى من حوله إلى الخلاص منه والذهاب به إلى التراب حتى لاتزكم رائحته أنوف الآخرين ، وخلال ساعة أو ساعتين يكون تحت الثرى نام نومة أبدية إلى أن يأذن الله بأمر جديد نحوك أيها القلب .
أيها القلب ، لو نطقت لكان حديثك مواعظ تبكي صاحبك على نفسه وتضطرب جوارحه كمدا وحزنا وألما وان طرت به فرحا وسعادة في ساعات خلت ، ولكن هي صحوة الحياة ونهضتها في ساعة فرح مؤقتة لاتدوم .
فالله الله يا أصحاب القلوب القاسية أو أنت أيتها القلوب القاسية كالحجارة أو أشد قسوة ، رحمة بالآخرين الذين يسيرون وأيديهم تحتضن قلوبهم خوفا منها وعليها لان الحياة لاتساوي قطرة دم تقف فجأة في مكان حساس يدفع بها القلب نحو الحياة ولكن لا إجابة .
رحماك ربي ورضاك ، ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك حتى لا تكون عند سكونها تهوي بنا إلى حيث لا نريد ولا نحب .

أحمد 2012