الموضوع: شرارة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2325
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
08-12-2017, 06:02 PM
المشاركة 1
08-12-2017, 06:02 PM
المشاركة 1
افتراضي شرارة
أنا اعمل في إحدى الكسارات من شروق الشمس إلى مغيبها براتب بالكاد يكفيني
اقضي يوم إجازتي الأسبوعية نائماً من شدة الإرهاق وقلت المال
لم يكن هذا حالي قبل عام من الآن
فقد كنت نديم لأحد الوجهاء لم يكن هذا الرجل غريب علي بل كان صديقي وزميل من أيام الدراسة فجأة فتح الله عليه أبواب الإبتلاء
و رغم المكاسب التي جنيتها والتي لا تُعد ولا تُحصى من هذه الوصافة إلا انه في بعض الأحيان بل أكثر الأحيان أشعر أنها لقمة صعبة تتصلب في الفم تحتاج لمجهود عظيم لدفعها
فصديقي إن جاز لي تسميته بذلك يحقق رغباتي ، لكن متى ما شاء وبطريقة التي يشاء وهذا الأمر يغيظني و أحياناً يُشعل شرارة الكرامة التي يُخمدها بسرعة الواقع فالكرامة هي بضاعتي الوحيدة التي يشتريها
على كل حال في أحد الأيام اتصل بي منتصف الليل وكالعادة
"حظر نفسك بعد ساعة سوف أمر عليك "
جهزت نفسي سريعا قبل انتهاء الساعة وانتظرته لساعات أقف انظر من النافذة أتجول في الصالة استلقي على الفراش وكل ذلك بكامل لباسي فأنا احد حقائبه يجب أن تكون جاهزة واقفة بجانب الباب
سمعت بوق مركبته المميز هرولت و صعدت السيارة
لم اسأله أو حتى أُلقي عليه التحية فالكلام بأنواعه المدح، الثناء التهريج والنصيحة حتى الضحكة ،الإبتسامة ،التحية والسلام لها مناسبتها
إن علاقتي بصديقي لها معاير دقيقه مثل مُركب كيمائي أي خلل في المقادير نتائجه عكسية وهنا لا اقصد الخطأ فالخطأ أساساً مستبعد بل محرم ما اقصده هو ما دون اللمم
نعم ما أقوله حقيقة يجهلها الكثير فعملي يحتاج الكثير من الخبث والحنكة ،الحكمة ،الجهل و الحماقة إنه مزيج يصنع منك خادم ومستشار
المهم لم تمضي إلا ساعات وإذا بي أتجول

مثل جرو صغير خلفه في احد المنتجعات خٌصص لأصحاب السلطة والمال
وقف ووقفت أمامه على بُعد خطوات حام بنظره واختار كرسياً واستدعاني بإشارة من إصبعه
ضايقني هذا الأمر وأنا في طريقي لإجابته كنت استمع لساكنان بداخلي احدهم يقول لي
" الخلائق مسخرين لبعضهم فهنالك من خُلق ليأمر وأخر ليُطيع "
وآخر رغم انشغالي عنه لا يتوقف عن الثرثرة كم أكرهه واكره صوته
فبسببه ارتفعت يدي عالياً وانبسط كفي بدون إذن أو علم مني وهوت بحقد على خد صديقي لأخرج من جنة الدنيا إلى جحيمها