عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2017, 12:35 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا بك استاذ ياسر وشكرا لتفاعلك مع الموضوع

أين كان عقلي، هذا السؤال على الأقل يبين لنا أن العقل لا يحضر دائما بشكل فعال من جهة أو تتغير نظرة عقلنا للأمور بين لحظة وأخرى.

- لا بد اننا سنستفيد منك كثيرا في هذا الموضوع فانت تميل الى الفلسفة وتستطيع تقديم اضاءات جميلة حول موضوعة العقل وهو حتما موضوع شائك وما يزال فهمه وفهم عملياته يحتاج الى الكثير.

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " لا يستطيع الوعي أن يشتغل بدون إدارة عقلية، لكن في الوقت ذاته لا يستطيع الموقف المتخذ أن يكون عقليا صرفا، إذن هناك فرق بين إعداد مجموعة من الاحتملات التي يقوم بها العقل بواسطة التفكير وبين اختيار واحد منها وتحويله إلى موقف. هذا في الحالات العادية، أما في الحالة التي نتساءل فيها هل لنا عقل فعلا حين قررنا هذا القرار أو خضعنا لإملاء معين خارجي جرفنا بشعور أو بدونه حتى وصل بنا الأمر إلى استغراب النتيجة التي أفضى إليها الاختيار، نعم هنا لم يعمل العقل إلا متأخرا فهو يحاول التقليل من الأضرار و ابتكار مجموعة من الحلول التي يمكن أن تحفظ ماء الوجه و في نفس الوقت تعمل على استعادة التوازن للشخصية."

سؤالي ايهما الذي يتحكم في الاخر : الوعي ام الادارة العقلية؟ ثم ما هو الوعي؟ اليس الوعي حسن استثمار العقل بحيث تكون القرارات التي نتخذها واعية الى حد اننا نكون مرتاحين مما اتخذناه من قرارات ومواقف في وقت لاحق ولا نصل الى حالة نقول فيها " اين كان عقلي؟" وهي حتما حالة يكون الانسان قد ادرك مدى مأساوية مواقفه العقلية وقراراته وكان الوعي غاب عنها الى حد اصبح حاله حال النادم على ما مضى.

اقتباس اخر من مداخلة الاستاذ ياسر
" لا يستطيع الموقف المتخذ أن يكون عقليا صرفا".
- ربما هنا يكمن مربط الفرس. لماذا لا نتمكن من ان نجعل مواقفنا عقلانية على الرغم من توفر المعلومات احيانا وهي وقود الوعي؟ خاصة حينما نكون قد تجاوزنا مراحل الطفولة والمراهقة وتأثيرها على عقلنا والمفروض اننا اصبحنا عقلاء اي ان العقل هو محرك تصرفاتنا؟ اهي النفس الامارة بالسوء؟ ام هي الغرائز؟ ام هي المعلومات المنقوصة؟ ام هي البرمجة العقلية؟ وربما احيانا يكون العبور الى عالم الادمان عبر بوابة المرح واللذة الزائفة... وكما يقال في تدخين السجاير مثلا" اوله دلع واخره ولع". لماذا لا ندرك بأن عقولنا تخدعنا احيانا وربما احيانا كثيرة فينتهي بنا المطاف لجلد انفسنا بعد فوات الاوان ونحن نقول بحسرة والم وندم اين كان عقلي؟
والمهم هو كيف ندفع عقلنا لاتخاذ قرارات تقود الى مواقف لا نندم عليها لاحقا عندما نجد انفسنا امام وضع مؤلم ونجد لسان حالنا يقول " اين كان عقلي ؟
كيف نستطيع ان نستبق الاحداث ونصل الى مرحلة من الوعي تجعل قراراتنا العقلية مناسبة ولما هو في مصلحتنا؟ ولماذا يصل البعض الى الحكمة في التصرف بينما يكون تصرفات البعض الاخر بعيد عن الحكمة وربما تكون مدمرة للذات ...وفي الغالب هم الذين يجدون انفسهم تردد " اين كان عقلي؟