عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2014, 02:02 AM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
النهضة بين الموجود والمنشود 4 يناير 2013

النهضة ذلك الحلم الذي نؤجله منذ أن اخترنا التموقع على هامش التاريخ ، واستلطفت ذواتنا الركون الى الراحة المخزية التي تملأنا جبنا و كسلا ، حتى أحببنا العجز وصرنا على أسرته المذلة نمارس شهواتنا البليدة ، نطأطئ رؤوسنا مختبئين عن العالم ومرحه و مجون المعرفة يفتك ببقايا السذاجة والأمية في البلاد الأخرى ، إننا مع الأسف الشديد قوم ذاكرته قصيرة وقد تكون في أحيان كثيرة قاصرة بل مفقودة .

جاءنا الاستعمار ونحن في غيبة ساهون ساعة النهضة الأوربية ، فأسسوا لنظام حياة جديد ودفع مفكروهم حياتهم وزهرة أعمارهم من أجل نهضة قوية أسسوا لها فلسفة وسياسة وأسلوب حياة و جددوا تعرف الإنسان الى ذاته والى عقله و مجتمعه ورسالته . فجاء وا بحثا عن مستوطنات جديدة فوجدوا تخلفنا أكبر من نتعافى منه لأننا رفضنا أن نكون غير ما نحن عليه .

حرر أجدادنا الأوطان من الاستعمار واستغلال الثروات ، لكن فضلنا الوقوف هناك ، لم نستفد من الذين قاموا بغزونا ولم نلحظ الوجه الآخر لهم ، لم نسأل أنفسنا لماذا تقدموا وتخلفنا بل ما يزال البعض فينا يؤمن الى اليوم أننا المتقدون وهم المتأخرون ، فنضخم أنانيتنا و نحتفل بتخلفنا احتفاء اليائسين من كل تغيير .


أسياب التخلف :

العزوف السياسي 20 12 2012

المجتمعات المتحضرة يشارك افرادها في صياغة حاضرها ومستقبلها ولعل نظرة بسيطة الى واقع الدول المتخلفة تفيد بما لايدع مجالا للشك انتشار ثقافة السلبية السياسية بشكل رهيب مما ينتج عنه غياب ثقافة المسؤولية والمحاسبة .

ان التربية السياسية في هذه البلدان تكاد تكون غائبة ان على مستوى الاسرة والمدرسة اللتان تفضلان التغريد خارج السياسة ، بل اكثر من ذلك تعلمان العزوف السياسي وعدم الانخراط في الهيئات المجتمعية التي هي حلبة الفعل السياسي مما يتيح الفرصة للمنتفعين والمستغلين لتوضيف السياسة لمصالحهم الشخصية .

انتشار السلبية السياسية في هذه البلدان أدي الى شيخوخة الأحزاب السياسية ان على مستوى مواردها البشرية أو أطروحاتها وبرامجها مما يوغل هذه البلدان في غياهب الأزمات لعدم احترافية أفرادها في الفعل السياسي وضعف تجاربهم على مستوى تدبير الأزمات و المصاعب وخير دليل على هذا بعض الدول التي انتفضت فيها الشعوب باحثة عن الديمقراطية بلا ديموقاطيين يستطيعون نقل بلدانهم الى سكة الحداثة .


الفساد 20 12 2012

كل الدول المتخلفة عن ركب الحضارة تحتل الصدارة في انتشار الفساد ، اذ تتعتر الرشوة والزبونية من أهم مظاهر الفساد في هذه الدول .

الزبونية تؤدي الى افساد سلم الترقي واعتبار التملق واحدا من معايير التوظيف و الترقي ، وأ قصد هنا كل أنوع الزبونية سواء أكانت ناتجة عن قرابة دموية ، او قبلية أو حزبية أو مصالحية . فالزبونية بشكل عام تؤدي الى انهيار تكافؤ الفرص والتنافسية في هذه الدول وهما مؤشران قويان للتقدم .

الرشوة مثلها مثل الزبونية اذ تموقع الشخص مكانا لا يستحقه ، وتنشر الظلم والجورمما يجعل البلد غير آمن وتنتشر فيه كل أنواع السلوكات المشينة والتجاوزات لأن آلية المحاسبة نخرها الفساد ولعل الرشوة في البلدان المتخلفة تكاد تكون طبيعية ويصطلح عليها بمسميات مختلفة ، هبة ، اكرامية ، الحلاوة ،القهوة ....

ان مؤشر الشفافية واحد من المؤشرات التي يمكن العمل عليها لمن يرد السير الى رحاب التقدم ويجب القطع مع ثقافة المحسوبية والرشوة.

القراءة 20 12 2012

القراءة واحدة من صفات المثقف ، والعألم المتحضر تكاد تكون فيه القراءة المتعددة المجالات صفة عامة ، الشعوب التي تروض عقولها على المعرفة وحدها تستطيع البقاء .

أفواج السياح الذين يزورون بلداننا لا تكاد أياديهم تخلو من كتاب ومذكرة و قلم ، هم يقرأون ويوثقون ، أما حالنا نحن الشعوب المتخلفة ، فلا نقرأ و لا نوثق وكل حياتنا مجرد خبط عشواء ، القراءة تعلمنا الصبر والمواظبة و الفعل ، القراءة تغذى نفوسنا وتنتشلها من الكسل والعجز ، وأنت تسير في شوارعنا تتراءى كل أصناف المحلات التجارية بكل سلعها المتنوعة الاستعمالات ، لكن ان بحثت عن المكتبة فقد عز وجودها و ضعف محتواها .

الأمية واحدة من أسباب غياب ثقافة القراءة في مجتمعاتنا ، أما الغربيون فهم يقرأون لأولادهم كل يوم على الأقل قبل النوم ، فهم يعلمونهم حميمية وأنس الكتاب . أما نحن فأطفالنا ينامون في أحضان أمهاتهم اللائي حرمهن التخلف من ارتياد المدارس و تعلم أبجديات القراءة .

الجيل الجديد عليه مسؤوليات جسام إن فكر في الرقي بمجتمعه الى صف متقدم ، ويبقى الأمل معلقا الى حين الاعتراف بفضل الكتاب .

التواكلية 21 12 2012


قدم المجتمعات رهين بإنتاجية أفرادها ، فلا يمكن تصور مجتمع متقدم بأفراد انتاجيتهم هزيلة ، ولا يمكن بناء ازدهار بلد لايزل أفراده يؤمنون بدونية الطبقة العاملة المنتجة ، واحتقار المهن .

عالمنا المتخلف لا تزال تنتشر فيه البطالة ليس لكون سياسات الحكومات المتعاقبة غير مجدية و حسب بل لأن أفراده ، ينقصهم الإيمان بالعمل كسبب من أسباب تحقيق الكرامة الإنسانية ، بل معظم شباب الدول المتخلفة يفضل اللعب والترفيه و الفراغ على ممارسة عمل منتج، فنجد هؤلاء الشباب كثيري السهر مما يقلل قدراتهم الإنتاجية و يزيد من مخزون العجز عن الإبداع والإبتكار .

أضف الى هذا كله انتشار ثقافة التواكلية وخاصة في البنية الأسرية ، فنجد أسرة يشتغل فيها فرد واحد يعتمد عليه باقي أفراد الأسرة في توفير الضروريات ، وكثيرون يفتخرون بهذه الثقافة التضامنية دون الغوص في كونها واحدا من أسباب انتشار التقاعس و غياب روح المسؤولية و ضعف الإنتاجية .

حتى أن هذه الظاهرة ليست خاصة بالعاطلين فقط بل تتجاوزهم الى العاملين أنفسهم فالكثير منهم لا يحب عمله بل أكثر من ذلك نجده يعتمد على زملائه في انهاء أعماله أما ان كان رئيسا فحدث بدون حرج فالمرؤوس هومن ينجز عمل الرئيس .


ربما هذه بعض مقالات في هذا الموضوع و لم أنس يوما أني وعدتك بالمشاركة في أحد المواضيع له نفس الهدف .