عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2021, 08:25 PM
المشاركة 3
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: أفْيُوْنُ الحُبّ
عندما يُرخي الليلُ سدوله، يتوحّشُ الكونُ من حولها، تتوحّشُ الأشياءُ في حجرتها، يهوي قلبها في عمقِ الوحدة، وتشتعلُ أنفاسها بالأنينِ وبالألم. تُصادِفُهُ في أحلامها، في صحوهاوفي يقظتها، تصادفه في الروايات المتكدّسة على مكتبها، في الأوراق المتجعّدة السطوح، في كلّ قطرة حبرٍ سقطت سهواً من دواتها، في كلّ الصور المصلوبة على جدران حجرتها، في كلّ الذكريات المتشبّثة بذاكرتها الصغيرة .. لم تُكمل العشرين من عمرها .. لم يكتمل طول شَعرها ولا حتى استقرّت ملامح فمها. ذات يومٍ حين استعمرها بالحبّ، مرّر أفيون كلماته إلى روحها الغضّة وترك على جدار قلبها آثار سياط الرحيل. تساءلت: لماذا رحل ونسي نفسه فيّ ؟ في أيّامي؟ في أنفاسي ؟ في أشلاء أشلائي؟ لماذا رحل عنّي وقد كنتُ جميلته وحبيبته ومدلّلته وصديقته وسيّدة قلبه الأولى ؟ أسئلة تدورُ وتدور في رأسها .. تكاد تثقب قلبها .. لم تجد الإجابة منذ رحل، ربّما لن تجد الإجابة إلى الأبد .. لكنها تريد أن تمحوه من ذاكرتها .. تريدُ أن تزيل آثار فمه عن شفتيها وخدّيها وعنقها وأناملها وخصرها وشعرها وحروفها وأوراقها وأحبارها وأقلامها وأشعارها وقصائديها"قصائدها" وأشيائها وحجرتها.. تتمنى أن تختفي"يختفي" طيف عينيه عن سقف حجرتها .. فكلّما حاولت الخلود إلى النوم .. رمقها بنظرة اشتياقٍ ولم يحضر.. كأنه يتلذذ بدموعها .. بعذابها .. وموتها. في تلك الليلة .. أسرجت أقلامها عند أوّل صفحةٍ بيضاء ثمّ انتفضت من سريرها .. وقفت عليه .. أخذت تقفز إلى الأعلى .. تحاول ملامسة السقف .. تحاول أن تفقأ عينيه .. لعلّه يرحل عنها .. إنّها تحبّه .. إنّها تحبّهُ تعشقه .. كأنّ في عينيهِ سرّ حياتها وفي حضوره خلودها! ظلّت تحاول بالقفز حتى شارفت على الثلاثين من عمرها .. حينها فقط .. كانت قد كَبُرَت .. وازداد طولُ شعرها .. واكتملت أنوثة جسدها .. حينها فقط .. صار باستطاعتها ملامسة السقف وعينيه .. حينها خرج الليلُ من حجرتها .. واختفى خيال عينيه.. خلف عينيّ مروّجٍ آخر.
*********
*في صحوها وفي يقظتها
: باعتقادي أن الصحوة واليقظة يحملان نفس المعنى ... ويستحسن بنظري استعمال عبارة في منامها وفي يقظتها للتمييز بين الحالين، وربما هو ما كنت تقصده إن لم أكن مخطئا.
*ملامح فمها : مجرد اقتراح "ملامح وجهها " تعبير أدق بتقديري..
*تريدُ أن تزيل آثار فمه عن شفتيها وخدّيها وعنقها وأناملها وخصرها وشعرها وحروفها وأوراقها وأحبارها وأقلامها وأشعارها وقصائدها ...يستحسن من وجهة نظري أن تنتهي رغبتها في إزالة آثار فمه عند عنقها..!!
مع الإشارة إلى التكرار في العبارة "أشعارها وقصائدها" على اعتبار أن لهما معنى واحدا..
*أسرجت أقلامها : إذا كان من الممكن ايضاح معنى العبارة مع العلم أن أسرج تأتي في الغالب بمعنى أوقد.؟
وتقبلوا أستاذنا القاص المبدع خالص التحايا..
مودتي و نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة