عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2010, 02:15 PM
المشاركة 92
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (28)



موسم العمر




حطَّمتُ في قسوةِ الأقدار قيثاري
من بعد ما قطعتْ باليأسِ أوتاري


ورحتُ أعزف ألحان الشقاء على
أعصاب قلبي وإحساسي وأفكاري


كأنني لم أكنْ بالأمسِ عن ثقةٍ
أغزو الحياةَ بإيمانٍ وإصرارِ


ولم تكنْ جذوة الآمال تُلهبني
فأقطع اليأس مجتاحاً كإعصارِ


حتى وصلتُ إلى صحراءَ قاحلةٍ
إلا من الوهمِ ينمو بين أخطارِ


أعيشُ فيها وحيداً لا أنيس معي
يرمي بيَ الخوف في دَيْجور أغواري


ضاعتْ معالم دربي في عواصفها
فأينما سرتُ يمحو الشكُّ آثاري


زرعتُ في رملها الآمالَ فاحترقتْ
وأينع اليأس في أعماق أسراري


وعشتُ عمريَ أشقى في مجاهلها
أحيا على برقِ أحلامي وأوطاري


أفنيتُ فيها شباباً زاخراً أَلِقاً
ولاح زحفُ مشيبي دون إنذارِ


حتى طلعتِ وفي عينيكِ نبعُ هوىً
فاعسَوْشَبَ الرمل من سحبي وأمطاري


وغرَّدتْ في ضميري كلُّ ساجعةٍ
من الأماني على ألحان مزماري


يا مرحباً بالهوى العذريِّ يحملني
على جناحيْ خفوقٍ حالمٍ ساري


أحنو عليكِ .. ودنيا السعد تُغرقني
من وهجِ عينيكِ في أمواج أنوارِ


وأنتشي بالشفاه البكرِ تسكبُ لب
خمرَ الوصال وتغفو عنكِ أقداري


فأُسكرُ الكون تغريداً ويُسكرني
منكِ الحديثُ .. ويروي الليلُ أخباري


* * *

يا غادةً في رياض الحبِّ لاهيةً
أخشى عليكِ - وقد أسرفتُ - من ناري


أخشى عليكِ ضياعي بعدما نبتتْ
أشواكُ حبِّكِ في بستان أزهاري


وغاضَ كوثرُ إلهامي وما رويتْ
أحلامكُ الخضرُ من ينبوع أشعاري


ومرَّ موسمُ عمري كالسراب زما
جنيتُ منكِ سوى همِّي وأوزاري


كأنَّني ما سكبتُ القلبَ أُغنيةً
عذراءَ في نغمٍ كالسحر معطارِ


رفَّتْ على شفتيْ قيثار عازفها
ألحانُها البِكرُ تُحيي ليلَ سمَّارِ


وأنتِ في عبثِ الأطفالِ لاهيةً
عني .. وحسبكِ أنْ حطَّمت قيثاري




حماة 23-4-1973