عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-2011, 09:13 AM
المشاركة 125
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع سر الافضلية في رواية :
18- لا أحد ينام في الإسكندريةإبراهيم عبد المجيدمصر

لا أحد ينام في الإسكندرية!!
العرب القطرية


gmt 5نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة00 2011 الإثنين 10 يناير

سعيد حارب



في روايته الرائعة «لا أحد ينام في الإسكندرية» يرسم الروائي الإسكندراني إبراهيم عبدالمجيد صورة للمجتمع المصري في نهاية الحرب العالمية الثانية، من خلال أسرتين إحداهما مسلمة هاجرت من الريف لتستقر في الإسكندرية بحثا عن الرزق وتجاور أسرة مسيحية، وتنشأ بين الأسرتين علاقات اجتماعية تتجاوز كل الاختلافات لتواجه حالة الحرب التي يعيشها العالم.
مدينة المحبة
تتلخص قصة «لا أحد ينام في الإسكندرية» حول مجدالدين الذي يغادر قريته، بعد أن حصد الثأر رؤوس إخوته، يترك أرضه وبيته، ويتجه مصطحباً زوجته وابنته الرضيعة إلى الإسكندرية، المدينة التي عشقها ويقيم فيها أخوه البهي، صاحب المغامرات، والاخ المولود بهالة نور تفتن النساء. يحط مجدالدين رحاله في غرفة البهي وسط بيت لأسرة مسيحية، يبحث عن عمل في المدينة الكبيرة التي تغص بعشرات العاطلين أمثاله والباحثين عن «يومية» بقروش زهيدة، يموت البهي في مشاجرة تزعم فيها أبناء بحري ضد الصعايدة، ديميتري صاحب المنزل ودميان الذي تصادف مروره لحظة موت البهي، يساعدان مجدالدين على دفن أخيه، تتوطد العلاقة بين مجدالدين تحديداً ودميان، يتعرفان إلى قصة بعضهما بعضاً، يبحثان سوياً عن عمل، يستشفع مجدالدين بوليه سيدي جابر والمرسي ابوالعباس، بينما يتوسل دميان بكرامات القديس ماري جرجس، حتى يعثرا على وظيفة ثابتة كعاملين في السكة الحديد. في مقابل تلك العلاقة بين الصديقين، تتوثق أخرى حميمة بين زهرة زوجة مجدالدين، وافراد عائلة دميان، تعيش بينهم كواحدة منهم، تتعلق بالفتاتين كامليا وإيفـون وأمهما مريم.
تظل العلاقة مسيجة بإطار من المحبة، حتى عندما تتأزم الأمور بسبب تعلق كامليا برشدي، ومحاولة عائلتها ردها عن ذلك، وحين طلب ديميتري من مجدالدين وزوجته مغادرة غرفتهما المجاورة لهم، والانتقال إلى مكان آخر في البيت، تغضب زهرة، وتطلب من زوجها مغادرة البيت، لكن الأخير يرفض، وقال لها إنهم في أزمة ولابد من الوقوف معهم وتحمّلهم.
تفرد الرواية صفحات طويلة لمظاهر التعايش الجميل، والاحترام المتبادل بين الجميع، تغيب إلا قليلاً نعرات التعصب والاحتقان بين شريكي الحياة في المجتمع، يصوم دميان مع مجدالدين رمضان، ويتشاركان معاً الصوم الكبير، والأربعاء والجمعة. تتداخل أعياد الفصح مع الفطر، وتعم البهجة الجميع في المناسبات. ينتقل الصديقان للعمل في العلمين غرب الإسكندرية، يعيد مجدالدين زوجته إلى القرية، تودع زهرة مريم وإيفون دامعة، وتوصيهما خيراً بكامليا التي انقطعت اخبارها بعد قصة العشق، والتي تحولت بعد ذلك إلى راهبة صاحبة كرامات.
يحيا مجدالدين ودميان في عملهما الجديد وسط حشود جنود من دول مختلفة، أتت للمشاركة في معركة العلمين الشهيرة، تشتد وطأة الحرب والقذف في المكان، يهرب الصديقان، ولكن يموت دميان في الطريق، ويصل مجدالدين إلى قريته غارقا في دمائه، ولكن تكتب له النجاة، ويقرر العودة إلى الاسكندرية، ويقول لزوجته: «لا أعرف كيف ستكون الإسكندرية دون دميان.. ومسح دمعه الذي ترقرق، لكنها (زوجته) لم تشأ أن تثنيه عن العودة إلى المدينة التي ذهبت إليها مكرهة وتركتها مكرهة، إذ خلفته وراءها، ستذهب هذه المرة راضية مسرورة حتى لو لم تجد الناس كما كانوا بالروح الصافية والمرح نفسيهما. المدينة البيضاء زرقاء البحر والسماء ستعيد الروح لأبنائها».


==

نبذة النيل والفرات:
هل كان الإسكندر يعلم أنه لا يقيم مدينة تحمل اسمه خالداً في الزمان، وإنما يقيم عالماً بأسره وتاريخاً كاملاً أغلب الظم أنه كان يعرف، هو لم يكن معنياً بالخلود فقط. وإنما بتغيير الدنيا". لا أحد ينام في الإسكندرية تدور أحداثها عشية الحرب العالمية الثانية. وهي تسرد وقائع وأحداث كانت الإسكندرية مسرحاً لها في الأربعينات، ترصد الرواية طبيعة العلاقة بين شرائح المجتمع الإسكندري الغني بألوانه المتهددة، والذي واجه تداعيات الحرب العالمية الثانية التي كانت لها انعكاسات كبيرة على المجتمع المصري.
فبطل الرواية انتزع من قريته عنوة ليستقر في الإسكندرية المدينة الغريبة بالنسبة إليه، لكنه سرعان ما أصبح جزءاً منها إذ تربطه علاقة جميمة بدميان القبطي، وهي علاقة تجسد روح التسامح والإخوة التي كانت سائدة بين الإسكندريين.
الرواية تؤرخ لأحداث سياسية كبيرة ولتحولات هامة مرت بها الإسكندرية عموماً ومصر خصوصاً أفصح فيها الكاتب عن مكنونات أبطاله وحالاتهم النفسية العميقة التي كانوا يمرون بها، باسلوب روائي حاذق، امتزجت فيه الواقعية بمسحة أسطورية تجسدها شخصية البهي، وبهية التي كانت تطارده أينما حل.


لا أحد ينام في الإسكندرية

نبذة المؤلف:
"لقد كره البهى مبكراً كل محاولة لأن يتعلم حرفاً في الكتاب أو الزاوية أو البيت. ولم يكره شيئاً مثل كرهه للفرحة والفلاحين! قالوا ذلك لوسامته، وقالوا لهيبة في قلبه، وقال الأب دائماً والحسرة في عينيه "هكذا هو خلقة". اختارت له الأم اسم "البهى" لأنها ولدته في ليلة السابع والعشرين من رمضان. لقد رأت وهو ينزلق منها طاقة نور يخرج معه تضئ الحجرة وتمشى على الجدران.
وبكت القابلة وهي تلفه في القماط، وتقول لأمه أن تخفيه عن العيون، فهو فضلاً عن طاقة النور التي خرجت معه، ولد مختوناً، إنه ولد طاهر من البداية منذور لخير عميم.
وهكذا لم ير الناس البهى إلا حين استطاع المشي، فتسلل من كوة الباب الخشبي الكبير، وتدحرج في الزقاق الضيق يحيط بوجهه الضوء العجيب, ولم ينته جزع الأم إلا بعد أن أنجبت بعده ثلاث بنات ثم مجد الدين. لم تعد أم الذكور فقط. جزع الأب هو الذي لم ينته. لقد فطن بكراً إلى أن في عيني البهي نزفاً غير مألوف في العائلة، مع أن للعيون في العائلة اللون الأخضر نفسه الذي أخذه الجميع من الأم، في عيني البهي وحده اللون الأزرق! وهذا أيضاً عجيب.
ما كاد البهي يبلغ مرحلة الصبا، حتى راح يخرج من الدار مع الصباح، ولا يعود إلا في المساء، لينام دون حديث مع أحد. لم يسأله أحد أين يمضي يومه. الأم ممتلئة بالحنان، والأب لا يستطيع أن يفسر لنفسه، هذا الضعف الذي قذف به الله إلى قلبه تجاه الغلام. شيئاً فشيئاً صار البهي وسط العائلة مثل خيال، يخرج الإخوة في الصباح الباكر إلى الحقول، ويخرج هو بعدهم لكن لا يعرف أحد إلى أين، يعودون في المساء متعبين ليتناولوا عشاءهم ويناموا مبكراً، وتظل الأم لا تنام، إلا بعد أن تسمع صرير كوة الباب، وخفقات قلب البهي المتسلل عائداً. ثم راح يغيب لأكثر من يوم وليلة ويعود ينام في أقرب مكان يقابله، مع البهائم، مع الدجاج، فوق الفرن، في الباحة بين الحجرات. المهم أنه لم يعد ينام في حجرة بها أحد من إخوته، ولا يزال الأب لا يدري سر هذا الضعف الذي يتملكه أمام ابنه العجيب، والابن المسالم لا تأتي من جرائه أي شرور حتى الآن، ثم انكشف سر البهي وملأ فضاء القرية...".