عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2012, 12:13 AM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكان من الممكن التماس العذر والمخرج لنظام مبارك لو أنه ورث القوانين الوضعية عن غيره من الحكام وسعي جهده حثيثا إلى تغييرها بالتدرج وفق حاجات المجتمع ,
لكنه بالعكس من ذلك سعى عامدا إلى زيادة تغييب الشريعة وتفعيل القوانين الوضعية المماثلة لأحكام الشريعة فى الموضوع التطبيقي فضلا على اعتماده القوانين المصادمة بشكل صريح لما شرع الله ورسوله , حتى أنه تتبع القوانين والمجالات النادرة التى تم اعتماد الشريعة الإسلامية حكما فيها وسعي حثيثا إلى نزع يد الشريعة عنها وإحلال القانون الوضعى مكانها مع التسفيه المستمر لأحكام الشريعة والترويج لأنها أحكام فقه البداوة كما كان يطنطن إعلامه المغرق فى العلمانية !
كما لا يشفع له بأى حال من الأحوال أنه بعض أحكام الشريعة الإسلامية مطبقة فى مصر فى بعض القوانين مثل الأحوال الشخصية لأنه أولا لم يتركها فى حالها بل تدخل عمليا لإفراغها من مضمونها ولولا خشيته ردة عل الشعب لأتى عليها جميعا بالتغيير الكامل كما فعل نظام بن على فى تونس حتى غيّر أحكام المواريث وأحكام المرأة والزواج والطلاق والعياذ بالله ..
كما أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يجوز فيه الإنتقاء بل لو أنكر المسلم حكما واحدا من أحكامها القطعية فحاله كمن أنكر سائر الأحكام , يقول الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم عليه السلام ومحذرا إياه :
[وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ] {المائدة:49}
وتأملوا نص الآية الذى يحذر من الفتنة ولو فى بعض ما أنزله الله تعالى وليس كله ..
وقد وصف الله عز وجل من يأخذ أحكام القرآن بعضها دون بعض بأنه اتخذ القرآن عضين أى آمن ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر وذلك فى قوله تعالى ..
[الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآَنَ عِضِينَ] {الحجر:91}
وقال تعالى :
[ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] {البقرة:85}
وللعلم فنظام مبارك نحى الشريعة ليس فقط فى أحكام الجنايات والحدود كما يظن البعض بل فعلها فى كافة القوانين كالأحوال الشخصية بقانون محكمة الأسرة فضلا على أحكام المرافعات والإقتصاد وغيرها

والآيات السابقة كلها هى موطن الدلالة والإستدلال على كفر مانع تطبيق الشريعة عمدا واعتبار كفره كفرا بواحا , ولا يشترط ذلك الإستحلال ولا يحتج أيضا فيها ــ كما يحتج البعض ــ بقول بن عباس رضي الله عنه وهو القول المشهور عنه فى تفسير آية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )
حيث قال بن عباس فيها أنه كفر دون كفر وفسق دون فسق ..
حيث أن بن عباس هنا لم يعن معطل الشريعة بالكلية وإنما عنى الحاكم المسلم المطبق لأحكام الشريعة كلية , والذى غير حكم الشريعة فى أمر ما أو حكم ما فحكم به بهواه بما يخالف حكم الله فهذا لا يكفر بذلك إلا إذا استحله "[1]"
ويقول الشيخ المحدّث العلامة أحمد شاكر عن هذه النقطة ..
( إن كلام بن عباس وبن ملجز حق لا مراء فيه ولكنه لا ينطبق على واقعنا , وهما لم يريدا أبدا من رد الأمر إلى شريعة غير شريعة الله عند التنازع ) "[2]"
نقول ذلك ونوضحه جليا لأن البعض تحت تأثير الهوى يستخدم هذا القول الذى يعالج مسألة خاصة فى تعميم الحكم على اعتبار أن آية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله .... الآية ) هى موطن الإستدلال الوحيد على كفر من نحى شريعة الله , وهو تلبيس متعمد أو عن جهل لأن مواطن الدلالة لهذه القضية إنما تشمل الآيات السابق عرضها بينما الآية المعنية بقول بن عباس نزلت فى حكم خاص وحادثة خاصة روتها كتب السنة وكانت تخص أحكام اليهود وفق الواقعة المشهورة التى رواها الإمام مسلم , وهى تنطبق على المسلمين بحكمها الخاص والذى لا يتعلق بقضيتنا وهى قضية تنحية كافة أحكام الشريعة وإنما تتعلق بمن نحى حكم الله بقضية واحدة مع إقراره وتنفيذه لأحكام الشريعة فى كافة أحكامه وقوانينه , وهو الأمر البعيد تماما عن نظام مبارك وأشباهه
ويراجع أيضا كلام الشيخ أحمد شاكر فى كتابه ( كلمة الحق ) وكتابه ( حكم الجاهلية ) حول تطبيق الشريعة وتحكيم الطاغوت , وقد كان رحمه الله صوتا من أصوات السلف فى زمانه فضلا على أنه محدث عصره
ويقول الشيخ محمد رشيد رضا فى هذا الشأن ردا على من يحتجون بشرط الإستحلال للحكم بكفر من يعطل الشريعة :
( إنه لمن المتعذر عقلا أن يتصور مسلما يفرض عليه كتاب الله حكما ثم هو يغيره ويستبدله بغيره مختارا ويعتد مع ذلك بإيمانه وإسلامه , والظاهر الواجب أنه فى هذه الحالة على المسلمين أن يلزموا هذا الحاكم بتغيير ما حكم به مخالفا لشرع الله تعالى ولا يكتفوا بعدم مساندته ومشايعته فيه ,
فإن لم يقدروا فإن تلك الدار لا تصبح دار إسلام فيما يظهر ) "[3]"
وكلام الشيخ واضح أن الواجب على المسلمين ــ ودعاتهم من باب أولى ــ ألا يكتفوا فقط بعدم مساندة ومشايعة الحاكم المعطل لشرع الله , بل ألزمتهم الشريعة بإجبار الحاكم على تغيير هذا المنكر طالما قدروا وإن لم يقدروا فالدار لا تعتبر دار إسلام !!
ولعمرى ماذا يكون موقف وحال الدعاة المشايعين لهذه الأنظمة وهؤلاء الحكام المعطلين لشرع الله ما دام الإكتفاء بالإنكار فقط محرم فى الشريعة !!

ويضاف إلى جرائم نظام مبارك تسلطه على المتدينين واضطهادهم فى كل موطن ومحاولته فتنتهم عن دينهم حتى كاد يقارب منع الصلاة فى بعض المساجد , وهو الحكم الذى أعلنه النبي عليه الصلاة والسلام بأن فاعله كفر كفرا بواحا فى قوله ألا ننابذ الحكام ما أقاموا فينا الصلاة ..
وتمتلئ ملفات أجهزة القمع الأمنى بآلاف المعتقلين ممن ليس لهم ذنب عند النظام إلا أنهم من ذوى الإنتظام فى صلاة الفجر , أو من المترددين على المساجد المستقلة الغير تابعة للأوقاف , فضلا على غلقه للمساجد ومنع الدروس والخطب للأئمة الغير المرضي عنهم من وزارة الداخلية ومنعه التجمعات الدينية بشتى أشكالها واعتبار هذا الفعل مبررا للقبض والإستيقاف والإضطهاد فى الرزق ,
هذا بخلاف تبعية أئمة الأوقاف لجهاز أمن الدولة فلم يوجد فى عصر مبارك خطيب واحد من خريجى الأوقاف استطاع أن يتلفظ بخطبة أو يعالج مسألة من الشئون العامة أو السياسية التى تهم الناس إلا بعد الحصول على موافقة أمنية مسبقة لخطبته وإلا كان جزاؤه الإعتقال الفورى ..

وعندما نضع هذا الأمر جنبا إلى جنب مع ترويج النظام للفساد والإنحلال الأخلاقي على اتساع يده ونشره للمنكر ونهيه عن الأمر بالمعروف تحت مسمى الإبداع الفنى والأدبي , وكلنا يتذكر حال وزارة الثقافة المصرية فى عهد مبارك تحت قيادة فاروق حسنى الذى أخرج عشرات الروايات الفاسدة أخلاقيا الداعية للشذوذ والروايات والأعمال الأدبية التى تعتدى على ثوابت القرآن والسنة وتسخر من الأنبياء وتتهم النبي عليه الصلاة والسلام بالكذب والدجل من أمثال كتابات حسن طلب الذى حاول أن يحاكى القرآن فى ديوان شعر بعنوان ( الآية جيم ) , ورواية ( وليمة لأعشاب البحر ) لحيدر حيدر التى أصدرتها وزارة الثقافة بأموال المصريين لتسب القرآن الكريم وتصفه بالفضلات والعياذ بالله , وكان آخر المطاف أنه أفسح مطبوعات وزارة الثقافة للزنديق سيد القمنى الذى اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنه مؤلف القرآن وأن الإسلام اختراع قرشي من أبي طالب عم النبي عليه السلام لبسط نفوذ بنى هاشم فى الجزيرة العربية ,
وبدلا من محاكمة هذا الكافر كفرا بواحا منحه فاروق حسنى جائزة الدولة التقديرية أعلى الجوائز الثقافية فى الدولة المصرية وطُبعت أعمال على حساب وزارة الثقافة !
فهذه هى أفعال وزارة الثقافة فى دعمها للكفر والإلحاد بنظام مبارك وفى غيها وجبروتها تجاه أى دور للمؤسسات الدينية للحفاظ على ثوابت الأمة !
فنريد أن نعرف من دعاة تيار المهادنة ما حكم هذا كله وتوصيفه فى الشريعة الإسلامية ..
فإذا كان من المتفق عليه أن من رضي بالكفر كافر , فما بالنا بداعم الكفر وراعيه ؟!

وأمر آخر لا يقل أهمية ..
وهو تورط مبارك ونظامه ومن شاكله من الحكام العرب فى إثم موالاة الكافرين وإعانتهم على المسلمين , وهذا حكمه الكفر بلا خلاف ..
ألم يعتبر العز بن عبد السلام رحمه الله أن معاونة الكفار وتوليهم هى كفر صريح وكفر بواح موجب للخروج على الحاكم ؟!
فما الذى كان يفعله مبارك وغيره من الأشكال الضالة التى تولت أمر المسلمين فى هذا العصر غير التولى التام لأعداء الإسلام وإمدادهم بكل المدد ضد ضحايانا من مسلمى أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان والبوسنة وغيرها ؟!
ألا ينطبق عليهم قوله تعالى :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {المائدة:51}
وهل هناك تولى أوجع وأوضح من هذا التولى الذى جعل مبارك وغيره من الحكام العرب هم اللبنة الرئيسية التى وصل بها الغرب بقواته وناقلاته إلى بلاد المسلمين وكانوا لهم خير عون وأقاموا معهم علاقات إقتصادية وسياسية ترقي إلى درجة التطابق فى المواقف والسياسات ..
وهذه موالاة كاملة للكفار على المسلمين تفضي بصاحبها إلى الكفر الأكبر بلا خلاف بين علماء المسلمين ..
يقول الشيخ عبد المنعم حليمة ناقلا هذا الحكم فى كتابه ( قواعد فى التكفير ) ما نصه :
{ الموالاة الكبري :
تفضي بصاحبها إلى الكفر الأكبر وتخرجه من الملة , وصفة هذا النوع من الموالاة يكون بنصرة الكفار والتحالف معهم على المسلمين , أو بمعاونتهم على إنزال العذاب والفتنة بالمسلمين , فينعقد عندهم الولاء والبراء على أساس موالاة معاداتهم فمن والى الكفار والوه وأحبوه ومن عاداهم أبغضوه ( ويلاحظ القارئ الكريم أن هذه الكلمات وصف مطابق تماما لحال نظام مبارك حيث كان حليفا وكنزا إستراتيجيا لإسرائيل والغرب وفى نفس الوقت داعما لهم بالطاقة والجهد والمحالفة على الفلسطينيين فى حرب غزة وما قبلها فضلا على معاونته اللوجستية للقوات الأمريكية بالمرور لضرب العراق عبر الأجواء المصرية وقناة السويس , فضلا على كراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين وبغض التيار الإسلامى المعادى للغرب والمتبنى لقضية المقاومة ضده حتى وصل به العداء لكافة أشكال المقاومة فى الأرض المحتلة واعتبارهم أعداء لمصر والسياسة المصرية )
وهذا النوع من الموالاة أشد النواقض للإيمان ودليل ذلك :
قوله تعالى :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {المائدة:51}
وعن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة :
ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وتلا هذه الآية ..
وقوله تعالى :
[وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ] {المائدة:81}
قال بن تيمية : فدل ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء فى القلب ومثله قوله تعالى ( لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء .... الآية ) فإنه أخبر فى تلك الآية أن متوليهم لا يكون مؤمنا وأخبر هنا أن متوليهم إنما هو منهم فالقرآن يصدق بعضه بعضا
وقوله تعالى :
[لَا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ] {آل عمران:28}
وقوله تعالى ( فليس من الله فى شيئ ) أى من ولايته فى شيئ من الأشياء بل هو منسلخ عنه بكل حال ,
ولا تنسلخ ولاية الله مطلقا إلا عن الكافرين كما قال تعالى ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون )
وفى صحيح البخارى ...
أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله عليه السلام فيأتى السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم )
فمقتضي الآيات ــ كما قرر أهل العلم والتفسير ــ أن هؤلاء الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قد ماتوا على الكفر والشرك بسبب مظاهرتهم للمشركين على المسلمين ومما يقوى ذلك واقعة معاملة العباس عم النبي عليه السلام معاملة المشركين لمظاهرته المشركين رغم قوله أنه مسلم } ( انتهى ) "[4]"

وباعتراف الشيخ محمد عبد المقصود فى خطبة علنية له , أوضح الرجل كيف أن التيار الإسلامى كان يستخدم لصالح النظام فى تفريق المجتمع والتحريش بين طوائفه وضرب مثالا على ذلك قضية كامليا شحاته وكيف أن أمن الدولة كان يتحكم فى تلك المظاهرات ليستغلها لتخويف القيادات الكنسية من جانب وتكريس الخوف لدى نظام مبارك والغرب من الإسلاميين وتقديمهم على أنهم بذرة الإرهاب فى المجتمع ..
ويضيف الدكتور عبد المقصود ..
( مبارك كان يقول علنا لآخر لحظة إما نحن أو الإسلام فالرجل كان يعترف بنفسه على نفسه أنه ليس مسلما , وأنه لن يسمح بقيام دولة إسلامية فى الشرق ــ يقصد دولة حماس ــ ولهذا شارك إسرائيل مشاركة فعلية فى التسبب بكارثة إنسانية فى قطاع غزة فى حرب إسرائيل عليها عندما بادر بإغلاق المعابر فى وجه الضحايا , وفى نفس الوقت بادر إلى تصدير الغاز إلى إسرائيل بأبخس الأثمان فى وقت يتقاتل المصريون على ثمن أنبوبة البوتاجاز .. ) "[5] "
هذا كلام الدكتور عبد المقصود ــ وهو من أكبر دعاة السلفية فى مصر ــ وهذا حكمه على مبارك ونظام مبارك ..
ولهذا وجد من دعاة السلفية المهادنة من يهاجمه ويسفه آرائه ويعتبره من شيوخ الضلالة رغم أن عبد المقصود فى الأصل كان من معارضي مبارك وحده وأيد المجلس العسكري ودعمه حتى ضد الثوار !



الهوامش :
[1] ــ أصول التكفير عند أهل السنة والجماعة ــ عبد الله القرنى ـ ص 164
[2] ــ عمدة التفسير ــ للشيخ أحمد شاكر ( تعليق على آية ومن لم يحكم بما أنزل الله )
[3] ــ أصول التكفير عند أهل السنة والجماعة ــ مصدر سابق
[4]ــ قواعد فى التكفير ـــ عبد المنعم مصطفي تليمة ــ ص 30 وما بعدها بتصرف يسير
[5] ـــ كلام الشيخ على هذا الرابط