الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2019, 02:37 AM
المشاركة 474
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
تحياتى البيضاء
بقلم : محمد الصاوى السيد


أُسامِرُ أطيافَ الكلامِ ،
وفي يدي دخانٌ ؛
هناك الدّمْعُ هلَّتْ سحائبُه

عندما أتأمل لوحة هذا البيت عبر العلاقة النحوية أجدنى حقا أمام صياغة فنية ثرية بحق

- حيث نتلقى عبر الشطرة الأولى علاقة المضارعة " أسامر أطياف الكلام " وهى العلاقة التى تقوم على زمنية آنية ومستقبلية آتية بما يجعلنا أمام التعبير الكنائى بحالة التكلس الزمنى ، فالمضارعة هنا ليست هى التجدد بل هى دلالة على حالة الحيرة ودوامة الحدث التى تبدأ لتنتهى ثم تنتهى لتبدأ هكذا هى تلك المسامرة الأليمة كما تتجلى فى لوحة النص

- ثم ولنتأمل علاقة المفعول به " أسامر أطياف الكلام " وهى العلاقة التى تقوم على تخييل فذ ، حيث نحن أمام الاستعارة المكنية التى تبدأ دفقتها الجمالية مع تلقى علاقة المضاف إليه " الكلام " حيث نبدأ حينها فى اكتشاف هذى المشهدية الأليمة من الحيرة وعدم الفعل

- إن بطل النص لا يسامر أحياءً يبثهم وجيعته وأساه ، بل إنه لا يجد كيانا حيا يلوذ به فى مصابه إلا أن يجسِّد لنا ليس الكلام ولكن أطيافه التى تتشكل أمام بصائرنا كيانا حيا قد صار واعيا بعدما انسرب إليه وجدان بطل النص

- ثم ولنتأمل الحقل الدلالى الذى تستدعيه مشهدية الجملة الفعلية " أسامر أطياف الكلام " وهى المشهدية التى ترتكز على التراث الفلسطينى وأسمار ليله البهيجة وأهازيجها الشجية الحانية

- لكن هذى المشهدية هنا فى لوحة النص ترسم لنا مسامرة أليمة تنزف وجعا ومرارة فلا أنس فيها ولا صحبة إلا أطيافا هاربة لكلام لا يسمن ولا يغنى من جوع

- إننا حين نتخيل مشهدية الكلام الذى يتشكل أمام بصائرنا أطيافا شتى ، ثم مع ذكاء علاقة المضارع التى تقدم لنا بطل النص فى مشهدية المسامر الذى ربما لا يجد صدى لهذى المسامرة ولا ردا إلى الصمت والخرس من تلك الأطياف

- إننا حين نتخيل هذا المشهد فإننا نتقى تعبيرا كنائيا عن الوجدان الذى يكنزه لنا بطل النص وجدان الحسرة والحيرة ومحاولة الفهم وجلاء البصيرة

- ثم تنداح اللوحة لنتلقى علاقة الجملة الاسمية الحالية " وفى يدى دخان " وهى علاقة تقوم على الخبرية التى تحمل للمتلقى أثرا عميقا من الرسوخ والتحقق فى بصيرة بطل النص

- ثم ولنتأمل كيف تُسيِّج علاقة الجملة الحالية مشهدية المسامرة بهذى الصورة الفنية الدالة الموحية ، والتى تتناغم مع سراب الكلام حيث الدُّخان لا يطال فى اليد لكنه هنا هو كل ما يملكه بطل النص

- ثم ولنتأمل علاقة التقديم والتأخير التى تصوغ جملة الحال " وفى يدى دخان " حيث نتلقى علاقة شبه جملة الخبر كتمهيد يوحى بان هنالك حقا شيئا فى يد بطل النص ، ثم مع تلقى علاقة المبتدأ النكرة " دخان " تتجلى لنا المشهدية عن صدمة وخيبة أمل مريرة

- ونحن حين نتأمل علاقة المبتدأ نجد أننا أمام مدى وسيع من التأويل حيث يمكن أن تكون علاقة المبتدأ " دخان " هى علاقة تخييل عبر الاستعارة التصريحية فيمكن أن يكون التأويل " وفى يدى وعود وأحلام كأنها دخان "

- كما أن علاقة المبتدأ يمكن أن تكون تخييلا عبر المجاز المرسل فيكون تأويل السياق وفى يدى حريق يصاعد دخانه ، ويكون التعبير بالدخان هنا دلالة على خفاء هذا الحريق الغاضب المكتوم الذى ما عاد يطيق ان يظل لاعقا جرحه المفتوح على الأعوام

- ثم ولنتأمل مشهدية الجملة الاسمية التى تبدأ بعلاقة الظرفيه " هناك الدمع هلت سحائبه " وهى العلاقة التى تحمل غموضها الفنى الشفيف فهناك تحتمل أن تكون دلالة على القلب او الأرض أو كليهما معا

- ثم ولنتأمل جمالية الفعل " هلت " حيث نتلقى زمنية الماضى الذى يجىء بالدمع كأنه بشرى وكأنه حياة حيث نتلقى التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الدمع وقد صار سماء تهمى سحائبها الشجية الورافة بالأمل الندى



منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread....555#post110555

وحيدة كالقمر