عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:08 AM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




3



أيها الظلام الظلام الظلام


كلهم يروحون في الظلام


في الفضاء الخالي ما بين النجوم


الفراغ في الفراغ


القباطنة ورجال البنوك ورجال الكلمة المرموقين


ورعاة الفن الكرماء ورجال الدولة والحكام


وكبار رجال الحكومة ورؤساء عديد من اللجان


وسادة الصناعة وصغار المقاولين


كلهم يروحون في الظلام


وظلام هي الشمس والقمر والتقويم


وجريدة البورصة ودليل المديرين


وتبرد الحواس ويضيع الدافع إلى الحركة


ونذهب جميعاً معهم في الجناز الصامت


جنازة لا أحد؛ فليس هناك من يدفن


وقلت لروحى اسكني ودعي الظلام يحل عليك


والذى سوف يكون ظلام الله


كما في مسرح عندما تخفت الأضواء بحفيف أجنحة جوفاء


وحركة الظلام على الظلام


ونعلم أن التلال والاشجار والخلفية البعيدة


والواجهة الجريئة المؤثرة تلتف جميعاً ليتغير المشهد


أو كما في قطار حينما يتوقف طويلاً في النفق بين محطتين


ويرتفع الحوار؛ وبطيئاً يتلاشى إلى السكون


وخلف كل وجه يتزايد عمق الفراغ الفكري


لايترك سوى الرعب النامي من عدم التفكير في شيء


وقلت لروحي اسكني وانتظري بلا رجاء


فالرجاء قد يكون رجاء أمر خطأ


وانتظري بلا حب


فالحب قد يكون حب شئ خطأ


لكن؛ مازال هناك الإيمان


إلا أن الإيمان والحب والرجاء جميعاً في الإنتظار


انتظري بلا فكر، فلست على استعداد للفكر


وهكذا يتحول الظلام ضوءاً والسكون رقصاً


همسات الغدير الجاري وبروق الشتاء


التوت البري مختفياً والفراولة البرية


والضحكة في الحديقة متعة تتردد


ليست ضائعة ولكن متطلبة


تشير الى ألم الولادة والموت


تقولون أنني أكرر أمراً قلته من قبل


سوف أقوله ثانية


هل أقوله ثانية؟


حتى تصل إلى هناك


حتى تصل إلى حيث أنت وتأخذ من حيث لا تكون


يجب أن تذهب في طريق لامتعة فيه


حتى تصل إلى ما لا تعرف


عليك أن تذهب في طريق الجهل


حتى تمتلك ما لا تحوز


عليك أن تذهب في طريق التخلي


حتى تصل إلى ما ليس بذاتك


عليك أن تذهب في طريق لست فيه ذاتك


وكونك لا تعرف هو الشئ الوحيد الذي تعرف


وما تملك هو ما لا تملك


وحيث تكون هو حيث لا تكون




يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)