الموضوع: صرخة العيد ..ا
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1463
 
محمود العالم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


محمود العالم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
82

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2012

الاقامة

رقم العضوية
10952
08-03-2019, 04:19 PM
المشاركة 1
08-03-2019, 04:19 PM
المشاركة 1
افتراضي صرخة العيد ..ا
صرخة العيد
من باب الانتظار
-----------------------
عندما ينتهي عشقك للدنيا وتصير أيامك مثل الليل ، وتصير الأمنيات وردا ذابلا ، وتصير الكلمات خرافة ، وتصير الحياة مجرد شهيق بلا زفير ، وتصير الأفكار بحجم الأفكار ، أكثر أو أقل
وتعرف ولو بالمضمون ، لـِمَ ومن أنت على هذا الكوكب ؟ وتعرف جيدا أنك ابن يومك ، أو ليلتك وتعرف جيدا ، أنك ستحمل على خشبة خرساء ، وأنك بعظمتك وقوتك وجبروتك ، لو عشتها
وطيبة قلبك ، لو عاشرتها ، وعملك الصالح لو ناسبته ، ودعاؤك الصادق لو تمنّيت استجابته، وفرحتك بالصدقة ، لو خرجت من ملكيـّتك ، وبسمة ودعاء المساكين لو عشت سعادتها،
ستعرف من كل هذا وذاك ، الكثير ، وكم أن العطاء جميل ومحسود من يدك الأخرى.
وتعرف الكثير والكثير ، فاتركه لك أيها الجميل المبجل..ا لتبحر في جماله ، وسعادتك من ورائه،
وتختار الصمت ، في نفسك ، وجنباتك ، وتختار مما تحت مائه ، وترى بل تحس حلاوته ، وقسوته ، لو كانت ../ بعدها أسألك أيها الآدمي مهما عشت حياتك ، وكيف ..؟ ماذا تقول يا من في مثل عمري وعمرك ـ وسنّي وسنـّك ؟وميلادي وميلادك ؟ وقضائي وقضائك ؟ وقدري وقدرك ؟ ماذا تقول في مثل هذه الأيام المباركات ؟ وكيف تعيش يومها وليلها ؟ وكيف تتصور بل كيف ترى حياة المعذبين والمضطهدين ؟، والمسحوقين ،والمحرومين في هذه الحياة الدنيا، وكيف يعيش الغريب غربته ،وفرحته ،والضال بضلالته ، فهل تشاطرني كلماتي والمعاني ، عندما أصف العيد بما هو آت ؟ وإن كان العيد في معنى الجميع / كل عام وأنتم بخير. بالكلمات والجملة الفصحى ، قوية ، ورصينة ،ورزينة ،وتعني، تحية، كلماتها قليلة ، معانيها غزيرة . فكل واحد ينقلها أو يترجمها كما يفهمها ، إن أراد/ فهي كلمات العيد القليلة ، بمعانيها وما لها وما عليها ، في قلمي . /ومن تحت الريشة تخبـّر بعضها البعض ، لتخرج من كل مرادف ومعنى ، معاني وأضداد ، في يوم كهذا الذي سيأتي ، يوم أن يهـّل علينا هلال العيد ، فماذا يقول إنسان مثلي ؟ وفي مثل عمري ، وزماني ومكاني ، من هذا الكوكب ؟ تحمله قدماه ، في ليلة كهذه ، وماذا يكون كلامه في العيد ان حضر ؟ غير الذي حضر ذاكرته ، رياح عصفتْ ، فجلبت معها الحصى والحجارة ، فما هي الأحاسيس والمشاعر ، في تركيبة الجنس البشري ، في قرننا المعقوف والمقوس هذا ؟ / فالعيد فرحة الصغار ، وآلام الكبار ، ومفتاح الهموم والأحزان ، والعيد صفحات إخبارية ، لما بعد العيد ، على شاشات التلفاز ، تتناقلها الصحافة ، والصحفيون في أول سبق صحفي ، مدفوع الأجر لمن يغطي أفضل ، والعيد وردة مفرعنة خضراء ، تذبل وترمى إذا العيد أدبر وغادر ، والعيد ذكريات من كانوا ، فرحلوا ، والعيد نماء وألم مدفون ، تنبت جذوره وتنمو في ليله ، بعدها تصفرّ وتموت والعيد ليله طويل ، أنينه شجن ، ودموع ، وهموم كثيره ، لا يغمض له جفن شيخ ، أو عجوز على من رحل ، والعيد ليل المساكين ، وعذاب الحيارى ، ونهار المحرومين ، وسياط المعذبين بلا خطايا والعيد كتاب مفتوح ، تقرأ من صفحاته بكل لغات العالم أفراحهم ..وآلامهم ../بقليل وتنسى منه كثير، والعيد يوم لا يعرف منه البشر سوى الاسم والهيأة ، وحسن الهندام ، مع غياب الضمير والعيد صفة مميزة ، يعيشها الصنف البشري بتناقضات الزمان والمكان ، فماذا يعني العيد لمثل حالنا غير العدم ، والانقراض ، والانجراف ، واللاوجود ،والانتقام ، واليأس ، والطوفان ، والبركان ، والاعصار بلا نهايات ، والعيد جرح ينزف مع أول خيط للغروب الجديد .. وأول تكبيرات الصباح ، والعيد جديد لكل ألم سابق مغلفّ بعواطف مؤقتة ، وذكريات متجدّدة لمن أراد ، وساقية تصبّ في واد الواقع الحاضر الأخرس/ جاف ، بلا قطرة غيث ، والعيد فرحة أولي الأمر ، وسباق المسافر ، وجبل الرحمات ، وساقية الفقراء والمساكين ، والعيد واحد في كل أسمائه ، لغاته متعددة في معنى واحد ( الخير في كل عام ) والعيد آثاره فضاء ، وبقاياه قضا ، وناره تحرق القلوب ، وكوكبة تضيئ ليل الحيارى والمحرومين ، وأمل في لقاء الأحبة الغائبين ، والعاشقين .
هذا هو العيد * في بعض من حضوره / بل جزؤه في يومه، وصباحه ، فكيف هو يا ترى في ليله ومسائه ان أقبل ..؟ ليله يا أحبتي هكذا بالدموع : مـدٌّ بحري مدمـّر ، يغرقني أنا في دوامة الآلام والفراق الأبدي – ومن هو بحالي لو كان –حاضرا في واقع بلا خيال ، يشكيه لحاله مع الحاضر ، دون صحافة ودون قارئة الفنجان ، ليله نار تحرقني وتؤرقني …وبحر يغرقني في الأحلام الحقيقيه ، بلا خيال ، والمستباحه في كل زمان ومكان ، وليله وشاحي الأسود طوله ألف سنة أو يزيد ، وليله عذاباتي على مذبح الغربة ، والحرية التي لم تولد بعد ، بالموت البطيء ، وليله رداء أسود حداد على ما بقي من حياة الحاضر على العمل الماضي البغيض ، ليله سواد سرمدي وحداد أبدي ، ليله ندم وألم ، عذابٌ واغتراب ، هموم بعدد السنين ، تمـّرٌد في صمت المقهورين والمسحوقين في ليل يـبـيـته بشرٌ مخمورين / وبشر في سعاده ، والباقي بلا عباده وان دعوا الله /فلا حظٌّ..ولا استجابه ، ليله نداء من مجهول معلوم ، صمّتْ أذنيه / واستغاثة بالله فقط ، مع أمل بالقبول ./ عيدٌ / ليله دعوات المظلومين بلا حواجز ، تترجم الأسى والمرارة في النفس المقهورة ، في صمت الحكماء ، والجهلة، والمجانين ، العيد بكل مقوماته ومعالمه ، طلقات ناريـّة ، تدخل مركز وجودي المقهور ، الأسير ،المقيد ،. طالما العيد بقي ، جزء بسيط من رداء ، ألوانه وشاح ذهبي مزخرف أتـزنّـر بزنـّاره ليلة عيدي وأيامه المعدوده ، بكل لون لغة ، وبكل طعم نكهةٌ ولّذّه ، وكل حرف بمعنى */ فكل عام وأنتم بخير /أقول ما تقوله نفسي أنا / عدتَ يا عيد ومعك الجديد ، لا بالماضي البعيد، جديد الحسرات ، والحظ السعيد ، لبعض أمّتي أو كلّها ، وان لا بدّ يكفي انا العبد الوحيد ، لا أعرف ، ولكلّ شعبي ،أو بعضه لا أعرف / ربما لنفسي فقط أعرف ، ربيع قادم في يوم كهذا /بيوم العيد ، الذي يفرد جناحيه على أمّة ، فيها الميـّت كثير ، ومنها الحي بل ميـّت أكثر / فيها المنتصر على نفسه بالغرور ، ومنها المنتظر / فيها السعيد ومنها التعيس / فيها كل ضد يظنـّه الحاضر طريقه المستقيم ، لا أحد ينكر العيد الذي يوزّع أفراحه ، على كل من هو ، على هذه الارض ، يتنفس هواء الخالق لا المخلوق ، وان كانت هناك دموع تـُذرف ..وألـم وحسرة تلـفّ الكثير – لهم الله - بقليل أو بكثير /هذا هو العيد ، وهذه الفرحة .../ فكل عام والعالم أجمع بألف ألف خير من الله .
كل عام والجميع بخير / مع تحيـّات العيد، وتهنئة العيد، لكل من يشم له رائحة، ومن تطيّب بريحه المسك في ليله ، وصباحه ، ان أقبل .
كل واحد أو عيدو على قدّو
أو كل بلد أو عيدها لحالها
تعدّدت المناسبات
والعيد واحد
كل عام
وأنتم بخير من الله .
----------------------
قلم/محمود العالم
مع تحيات العيد
المباركات الطيبات