عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2014, 12:22 AM
المشاركة 82
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الهادي آدم

هو الهادي آدم الهادي، ولد بقرية الهلالية عام 1927 م ، ثم التحق بمعهد أم درمان العلمي. وبعد تخرجه عمل في الصحافة السودانية.. ثم أرسل في بعثة دراسية إلى مصر حصل فيها على الليسانس من كلية دار العلوم.. كما حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس. وعمل كذلك مدرساً بوزارة المعارف السودانية.. وله عدة مؤلفات في مجال المسرح والشعروكانت وفاته سنة 1427 هـ/ 2006م

**
استهل الهادي آدم ما كتبه هو نفسه في مقدمة ديوانه. "كوخ الأشواق" بقوله: "لعل من أصعب الأشياء أن يقدم المرء نفسه بنفسه.. ولكن لا يقل عن ذلك حرجاً أن يدع غيره يحدثه عن خلجات نفسه، وقد اخترت الأولى على الثانية، ولي من الأصدقاء الأجلاء من يشرفني أن يقدموا شعري للناس فما عساي أن أقول.."

***

( لن أموت)

ماذا يكون إذا انقضى أجلي
وتوقّف الخفّـاقُ فـي صـدري
وتطلّـعتْ روحي محلّقـةً
عبر الفضاءِ تطـوف كالنسـرِ
أترى الحياةَ تظلّ صـاخبةً
وكما عهدتُ نظامَها يجـري
أم سوف تغشى الكونَ واجـفةً
تجتاحه حيناً مـن الدهـر ؟
****
لا شيءَ بل ستظـلّ حافلةً
بالمبهجات وكلّ مـا يُغـري
سيسير أقـوامٌ للهـوهمُ
يترقّبـون مطالـعَ الفجـر
ويردّدون اللحنَ منطلـقاً
ويفضّضـون الصبحَ للزهـر
ويظلّ يذكـرني أخـو ثقةٍ
يـرعى ودادَ الحـرِّ للحـرّ
****
إني لأَعرف ما يُقال غداً
ولسوف أسخـر منه في قبري
سيقال حين أموت مات وقد
أرضى (الرئيـسَ) وجاد بالعمـر
***

العروس

أتاني صاحبي يبغي عروسا
وكنت مشيره في كل أمر
فقمت مهللا وطفقت أتلو
عليه كل عالقة بفكري
فقلت له سعاد فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري
سهرت الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدي وحصري
ولكن يا لحظي قيل لما
ذهبت أريدها خطبت لغيري
فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق
وتهذيب وتربية لعمري
ولكن ما لها في الحسن حظ
فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟
فقلت إذن فزينب ذات حسن
يقلب عاشقيها فوق جمر
فقال ومايفيد الحسن ما لم
تزنه خلائق كالماءتسري
فقلت أرى لزهراء التفاتا
كظبية بانة لاحت بغفر
وأخلاقا من الانسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري
فقال نعم ولكن بيت سوء
وبيت السوء بالحسناء يزري
ألم تسمع حديث الناس عنه
وعن ماضيه من قبر لقبر
فقلت وما حديث الناس إني
رأيت الحب لا يرضى بأسر
فثار مغاضبا وسكت لما
قرأت بوجهه آيات زجري
فقال أراك تعلم بالغواني
كأنك درة في كل نحر
فقلت إذن حليمة. قال قبحا
لرأيك اشتري جهلا بمهر
فما ذهبت إلى الكتاب يوما
وما قرأت ولو مقدار سطر
فقلت إذن حياة..بها بثور
وسلوى تلك قال بغير شعر
فقلت اختر إذن عشرا حسانا
وخذ من كل واحدة بقدر
وصغ منهن واحدة وخذها
إليك قرينة ما دمت تدري.


قصيدة " تـــــوريـــــت"

قصيدة هامة إذ انها تحدثت عن توقعاته بتقسيم السودان بسبب مجزرة توريت التى حدثت
في تأريخ 18 أغسطس 1955 ميلادي ،وراح ضحيتها الكثير من أبناء السودان الشماليين والجنوبيين بسبب دسائس الانجليز
ولقد صدقت نظراته و توقعاته يتقسيم ذلك الوطن منذ 1955م ، و قد قسم السودان إلي قسمين شمال السودان و جنوب السودان في يوليو من عام 2011م أي بعد أكثر من ستة و ستين عاماً و منها:



من سد أبواب الجنــــــــوب بكل قفل محكم؟


من قسم الســــــــودان بين بنيه شر مقســم؟


أهم الشماليون؟ هل كانوا هناك ؟,,،، تكلمي


ردي فإن العـــــار كل العــــار أن تتــجهمي


توريـــــت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي


توريــــت إن غدا لناظره قريــــــــب المقدم


فستــعرفين وتـــــــندمين ولات ساعة مندم


قصيدة ( أغدا ألقاك):
و لهذ القصيدة قصة مفادها:
في عام 1970نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته الأسبوعية يقول: إنه بعد أن غنت أم كلثوم حفلتيها في السودان في العام الأسبق عادت من هناك تحمل في صدرها شحنة دافئة من الحب للسودانيين وقالت لي يومئذ: إن البلاد العربية جميعاً تعيش مع مصر في محنة النكسة، ولكن أعمقهم شعوراً بها هم أهل السودان.
إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية، لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أنني في بيتي وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي وعشيرتي".
ثم أضاف في حديثه ما يتعلق بشأن ما غنته أم كلثوم قائلاً: وسألتني أم كلثوم كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان، وقبل أن أجيبها قالت: بأن أغني قصيدة لشاعر من السودان.
وكانت تلك الرغبة وفق ما رواه الشاعر صالح جودت هي الدافع الأساسي لدى أم كلثوم لكي تغني فعلاً كلمات من إحدى قصائد أحد شعراء السودان المعاصرين.
ومن أجل ذلك فقد كلفت صالح جودت نفسه بالبحث عن هذه القصيدة.
وعن هذا قال: اتفقنا على أن نبحث عن القصيدة المنشودة، وطفت بمكتبات القاهرة واستعنت بالأصدقاء فتجمعت لدي سبعة دواوين لسبعة شعراء، ومضيت أدرسها ثم اخترت من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية، وأرسلت القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها.
وبعد أيام سألتني أم كلثوم أيهم أفضل قلت: لقد تركت لك مهمة المفاضلة، حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر، قالت لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك.. قلت: إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهي أصلحها للغناء.. قالت لخفة ظلها المعهود: برافو عليّ أنا فهذه هي القصيدة التي اخترتها بالفعل!
ومن بعد هذا الاختيار شدت أم كلثوم فعلاً بكلمات هذه القصيدة بعد أن وضع لها الألحان المتميزة محمد عبد الوهاب. وهي التي تقول فيها كوكب الشرق:
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبت لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً من الشوق فذابا

***********
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين او دعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنت لولا أنت أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا في غد الآن بأحلام اللقاء
فأت أولا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
**********
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصفو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تتألق الجنة أنهاراً وظلاً
وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى
وغداً نسمو فلا نعرف للغيب محلاً
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً
إنما الحاضر أحلى .

***********************
ولقد شدت أم كلثوم نبرة القصيدة يوم الخميس 6مايو عام , 1971.كما سجلتها على اسطوانة لصوت القاهرة في العام نفسه.
قال بعض المهتمين بشعر الهادي آدم:
(وكالعادة حين رجعنا إلى ديوان الشاعر السوداني الهادي آدم الذي نشرت به هذه القصيدة، وجدنا أن ما نشر بالديوان شيء وما غنته أم كلثوم شئ مختلف تماماً!!، حتى أنه قد خيل إليّ من أن الشاعر السوداني قد اضطر لإعادة صياغة كلمات هذه القصيدة من جديد!، وذلك إرضاءً لأم كلثوم وشهرتها العريضة.
ففي الديوان المنوه عنه والذي صدر في عام 1962تحت عنوان "كوخ الأشواق" عن إحدى دور النشر السودانية بالقاهرة وجدنا أن قصيدة "أغداً القاك" عنوانها الأساسي هو "الغد"!، وأن مطلها هو:
أغداً ألقاك يا لهف فؤادي من غد وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
عندئذ أدركت وعلى الفور أن هناك العشرات من التعديلات التي طلبتها أم كلثوم من هذا الشاعر الرقيق الأحاسيس.. وقد أشار صالح جودت نفسه وهو الذي يعود إليه الفضل في اختيارها إلى وجود هذه التعديلات، حيث قال": "وجاء الهادي أدم إلى القاهرة والتقى بأم كلثوم وكان معها محمد عبد الوهاب وقرأوا القصيدة مرة واثنين وثلاثاً وعشراً وعدلوا وبدلوا وقدموا وأخروا، إلى أن استقروا على الصورة النهائية لهذه القصيدة.
ولقد بقيت في أدراج أم كلثوم حوالي عام دون أن تشدو بها..!
ومما يجدر الإشارة إلى أن كم التعديلات التي إجريت على كلمات هذه القصيدة كبير لدرجة لم نعهدها في غيرها من القصائد التي تغنت بها أم كلثوم..
وأولى هذه التعديلات كما سبق وذكرنا كان في عنوان القصيدة نفسها ثم شمل بعد ذلك الأبيات والكثير من كلمات هذه الأبيات.
ففي البيت الأول استبدلت أم كلثوم كلمة "يا خوف".. بدلاً من "يا لهف"!، كما غيرت الشطر الثاني من البيت نفسه بحيث أصبح يقول:
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد..
بدلاً من: وأحييك ولكن بفؤادي أم يدي!
كما أهملت أم كلثوم ثلاثة أبيات آخرى من هذه القصيدة وقد نُشرت بالديوان على هيئة شطرات منفصلة.. وهي التي يقول فيها الشاعر السوداني:
أم بطرف خاشع اللمح كليل مجهد
لست أدري كيف ألقاك ولكن صدى
ظامئ أرهقه البين وطول الأمد
ووفقاً للترتيب العام للأبيات في هذه القصيدة المنشورة بالديوان. فقد بدلت أم كلثوم في مواقع بعض هذه الأبيات، مثال ذلك أنها قدمت الأبيات التي تقول مطلعها: آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقتراباً
على الأبيات التي في مطلعها: "أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني"!.
وتزامن ذلك مع التعديل الذي أدخلته أم كلثوم على بعض كلمات هذه الأبيات.. فنراها قد اختارت كلمات: "آه كم أخشى".. بدلاً من "أنا أخشى" وكذلك: "أهلت فرحة القرب به" بدلاً من "وتوالت الدهشة القرب" وكلمة احتمل بدلا من "استبطن"!.
كما شهد الجزء الأخير من هذه القصيدة تغييرات كثيرة أيضاً سواء في الكلمات أو في إضافة أبيات جديدة كتبها الهادي أدم وهي ليست موجودة أصلاً في قصيدته المنشورة بالديوان المنوه عنه!.
ففي الأبيات التي تقول فيها: "هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر،، كانت في الأصل: "هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر"!. كما غيرت في البيت الثاني كلمات "عيون أنت فيها البصر"!
والملاحظة الواجب الإشارة إليها هي أن الشاعر السوداني.. قد اضطر بالنسبة للجزء الأخير من هذه القصيدة إلى إعادة صياغته بالكامل.. حتى تقبل أم كلثوم أن تشدو بها، ولك عزيزي القارئ أن تقارن بين ما كتبه هذا الشاعر وبين ما غنته أم كلثوم إذا ما رجعت لما نشير إليه حالاً بشأن ما كتبه وما نشره في ديوانه "كوخ الأشواق" والكلمات التي كتبها الهادي آدم في هذا الديوان تقول:
أتغاباك ولكن ظن كيف تشاء
وأناديك ولكن نداءاتي دعاء
يا رجائي أنا وحدي أدنى منك الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
فغداً لا نعرف الغيب ولا ماض تولى
وغداً لا يعرف القلب لهذين محلا
وغداً تصطخب الجنة أنهاراً وظلاً
وأحييك ولكن بفؤادي ليس.. إلا! ...)*

جمعت أعماله الكاملة و تم طباعتها، توفي عن ثمانين عاما.
_____________
*مقالة بعنوان (
شاعر المبدع السوداني " الهادي آدم ") كتبها سليمان عبد الله حمد، بموقع رابطة أدباء الشام.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا