عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2014, 11:52 AM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ ياسر علي

لا بد أولا أن أشكرك جزيل الشكر على إحياء الحوار على هذا الموضوع المهم جدا وغايته تحديد أسباب تخلف الشرق مقابل تقدم الغرب ثم الاجتهاد في تحديد أو اقتراح الحلول من خلال العصف الذهني الذي سيصاحب هذا الحوار.

وفي إجابتك على سؤال : هل الرأسمالية سر التقدم المهول لدى الغرب ؟

تقول " لا أعتقد أن الرأسمالية هي سر التقدم كنظام اقتصادي ،فالرأسمالية في الأصل ما هي إلا إقطاعية وتسلط رأس المال وامتلاك وسائل الإنتاج ،وتؤمن بالاستعباد الاقتصادي والتحكم في أرزاق العباد ، فهي في الأصل نظام ديكتاتوريتستبيح الشخص كفرد و تستبيح الدول الضعيفة وتؤمن بالاحتكار ، احتكار المعرفة واحتكار التكنولوجيا ، وكلها تمت صياغتها بطرق التفافية ، كحقوق الملكية وبراءةالاختراع وغيرها .

- ولماذا لا تكون الرأسمالية كنظام اقتصادي السبب وراء التقدم الجارف للغرب؟ ألا يقوم النظام الرأسمالي الاقتصادي على المنافسة الحادة؟
حيث يقوم أصحاب رأس المال وفي سعيهم لتحقيق أفضل الأرباح على الاستثمار في العمال لديهم وتسخير التكنولوجيا ليكونوا قادرين على المنافسة والاستمرار وتحقيق أعلى نسبة من الأرباح ...وبذلك فهم في الواقع يجعلون المجتمع كله عبارة عن حلقة إبداع مستمرة يتنافس فيها الجميع من اجل تحقيق أفضل وسائل الإنتاج والربح وبذلك يحصل التقدم.
صحيح أن الرأسمالية إقطاعية وتسلط بل هي وكما يقول ماركس أسوء من الإقطاعية كونها مرحلة أخرى من مراحل تطور وسائل الإنتاج تعقب موت الإقطاعية كنتيجة للمنافسة الحادة بين الإقطاعيين حيث تؤدي هذه المنافسة إلى موت الإقطاعية بسبب رغبة أصحاب رؤوس الأموال الحصول على أفضل وسائل إلا نتاج فتحدث الطفرة في المجتمع حيث يتحول إلى نظام إنتاج رأسمالي...لكن المنافسة لا تنتهي ومن هنا تظل الرأسمالية بيئة صالحة لولادة أفضل الأفكار وأفضل وسائل الإنتاج وأفضل الأساليب الإدارية والتجارية وأفضل استثمار للوقت ورأس المال الخ...لان الجميع يكون يسعى من اجل تحقيق أفضل النتائج.

أيضا في المقابل وكنتيجة لما تمارسه الرأسمالية من ظلم اجتماعي على قطاع العمال والمجتمع بشكل عام لا بل وعلى الدول الأخرى التي تنظر إليها الرأسمالية كمجرد أسواق لتسويق بضائعها من خلال آليات التعامل هذه وكما تصفها (،فالرأسمالية هي ...إقطاعية وتسلط رأس المال وامتلاك وسائل الإنتاج ،وتؤمن بالاستعباد الاقتصادي والتحكم في أرزاق العباد ، فهي في الأصل نظام ديكتاتوري،تستبيح الشخص كفرد و تستبيح الدول الضعيفة وتؤمن بالاحتكار ، احتكار المعرفة واحتكار التكنولوجيا ) فان هذا الظلم الاجتماعي يفجر طاقات العمال والمجتمع بشكل عام لان النوم والتراخي يعني الموت...وهذا الأثر يمكن أن يوصف بالعكسي حيث يتنافس الأفراد في سبيل الوصول إلى أعلى المراتب في التثقيف والتعليم والتدريب وتوليد أفكار مبدعة بهدف الحصول على ثمن هذه الأفكار التي غالبا ما تباع للرأسمالي أو محاولة البقاء في ظل الصراع الشديد الذي يخلفه النظام الرأسمالي بين الأفراد من اجل الاستمرار...او من اجل الحصلو على نصيب من الكيكة..

وهنا نصل إلى خلاصة أن الرأسمالية وبسبب مبدأ المنافسة التي تقوم عليه وبسبب طبيعة التعامل مع أفراد المجتمع تمثل ماكينة إنتاج ضخمة وهذه المكانة تؤدي إلى بروز أفكار مبدعة تكون مسئولة عن التقدم الهائل في المجتمع ولهذا السبب صار الغرب مجتمعا متقدما بينما يبقى الشرق مجتمعا متخلفا...لغياب عناصر التحفيز والمنافسة والصراع المجتمعي الحاد..بل نجد في المقابل وفي المجتمعات التي لا تتبنى الرأسمالية وكأنها تعيش حالة كآبة جماعية وحالة جمود وتنبلة وكأنها مخدرة أو كأنها تتناول القات أو الأفيون افرادا ومجتمعات...

يتبع،،،