عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2014, 02:40 AM
المشاركة 14
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل فصل الدين عن الدولة هو سر التقدم ؟
- الم تكن اوروبا في ظلام العصور الوسطى حينما كانت الكنيسة هي المسيطرة؟
- الم تحكم الكنيسة على المفكرين والمبدعين امثال كوبرنيكس وجاليلو بالاعدام؟



لا أعتقد أن الدين معطل للعلم والتقدم ، فالحضارة الاسلامية تأسست تحت مظلة الدين . فالدين في الأصل ليس ضد العلوم ، كيفما كان نوعها . لكن عندما يسيطر رجال الدين و تكون لهم حظوة في المجتمع ، ويرتقون اجتماعيا ، ينسون وظيفتهم التربوية بالأساس و يسنون بعض القوانين المتحجرة وفق ما وصل إليه العلم في فترة معينة ، كلما جاءت فكرة ما لا توافق تلك القوانين ، اتهم صاحبها بالانحراف و ينفدون فيه حد الخيانة .
لا أعتقد أن رجال الدين بمعنى رجل متفقه في الدين لوحده جدير بوضع القوانين في كل المجالات الأخرى ، وإلا كشف عن ضعفه و قصوره الفكري قبل كل شيء ، فمثلا حينما تم تجريم الاستنساخ كبحث علمي وفق القواعد الأخلاقية ، فهو نوع من الاغتيال الفكري ، لأن البحث في الخريطة الجينية و التعديلات الوراثية ربما كان لها الأثر البالغ مستقبلا في الحد من الكثير الأمراض ، أضف إلى ذلك إن استطاعت العلوم الوصول إلى استنساخ الأعضاء ، فهو مكسب كبير للإنسانية .
فالمشكلة هنا ليست في الدين ، بقدرما هي استيلاء طبقة معينة على الفكر الديني و احتكار المعرفة ، و عدم الرغبة في التنازل عن المكانة المرتفعة التي تموضع فيها نفسها .
لا أعتقد أن العلمانية نتاج الفكر الغربي ، فربما أن مجمل أسسها جاءت من الفكر الإسلامي عند ابن رشد ، الذي حاول التأسيس ، لفكرة أن الدين فيه ثوابت و فيه متغيرات تتجدد لا يفقهها إلا أهل البرهان . فحتى أمريكا إلى اليوم رغم "علمانيتها "، لا يزال دستورها ينص أن الحاكم يجب أن يكون مسيحيا ، لكن بطبيعة الحال مع نوع من المرونة في الأصول .
وهناك الكثير من الأحزاب في أوروبا لا تزال تحتفظ بصفة المسيحي و تتقلد الحكومات . و لا تزال الكنيسة لها موقعها الهام حتى سياسيا
.