عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2014, 01:27 AM
المشاركة 12
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل الرأسمالية سر التقدم المهول؟


لا أعتقد أن الرأسمالية هي سر التقدم كنظام اقتصادي ، فالرأسمالية في الأصل ما هي إلا إقطاعية وتسلط رأس المال و امتلاك وسائل الإنتاج ، وتؤمن بالاستعباد الاقتصادي والتحكم في أرزاق العباد ، فهي في الأصل نظام ديكتاتوري تستبيح الشخص كفرد و تستبيح الدول الضعيفة وتؤمن بالاحتكار ، احتكار المعرفة و احتكار التكنولوجيا ، وكلها تمت صياغتها بطرق التفافية ، كحقوق الملكية وبراءة الاختراع وغيرها . فحتى مفهوم الحرية على أساس أن حرية الفرد تنتهي عند حرية الآخر ، هي نوع من الحد من المبادرة الحرة ، فحرية الشخصية الذاتية أو المعنوية المالكة لكل شيء لا يجب أن تتطلع إلى حماها وحدودها ، فحرية الطبقة المسحوقة هامش صغير ضيق جدا لا يجب أن تتجاوزه وهو استهلاك منتجات الطبقة المهيمنة ، المالكة لوسائل تربية الذوق ، وتوجيه السلوك و التدجين و الضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه التطاول على سياساتها .
فتقدم الغرب جاء كطفرة في حياة الأمم ، و هو ظهور الآلة ، وتطورها من آلة ميكانيكية إلى إلكترونية ، وهو سبب التقدم ، فحتى الأدب والفلسفة و غيرها من الفنون فهي تكون فقط مصاحبة لتطور حركة رأس المال وامتلاك الأسواق .
أعتقد أن الرأسمالية بجشعها لولا المستعمرات والنهب و احتكار التجارة العالمية لحفرت قبرها بنفسها ، وساهمت الحركة الاشتراكية و الشيوعية بالأساس في انقاذ الرأسمالية من افتراس نفسها ، بابتكار نوع من الحلول و ظهور وسطاء بين الملاك والعمال ، كالنقابات و ممثلي الأمة ، بهؤلاء الوسطاء يتم اسكات ثورات الجياع و المقهورين ، بزرع الآمال الزائفة في الغالب مع بعض الفتات .
من الملاحظ بعد انهيار الشيوعية ، ازدياد الجشع الرأسمالي و تقهقر العديد من مكتسبات العمال ، حتى في الدول الغربية ، فالطبقة العاملة تعاني الأمرين مع كثرة الالتزامات ، واستحواذ شركات التأمين والأبناك وكبريات شركات العقار التي صادرت حياتها بالكامل . أضف إلى ذلك تمييع الذوق والزج بمختلف السلع التي تتقادم بشكل مهول في أزمنة قياسية ، كل هذا في سبيل الاغتناء . فهل الرأسمالية هنا تهتم بالرقي سواء المعرفي أو الوجداني أو التقدم ، كل ما تريده الرأسمالية هو التربع على عرش العالم .