الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2012, 10:31 PM
المشاركة 1309
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
فلسطين
بقلم المهندس محمد أبو جزر

هي البلد الخالد في الوجدان كيف لا وقد سبح بعظمته رب الاكوان في محكم ايات القران فقال عز من قائل : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "

بعد هم وحزن اعترى حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم , اراد الله ان يريه مقامه في وسط صفوة خلقه من الانبياء والمرسلين ومقامه عنده سبحانه , فكان الاعلان الرسمي عن امامة محمد صلى الله عليه وسلم للانبياء جميعا على ارض بيت المقدس , ومن مسجدها الاقصى المبارك يفتح الله ابواب السماء لحبيبه ليرتقي اكثر واكثر في درجات العظمة حتى ارتقى الى سدرة المنتهى حيث رب العزة والجلالة , بل وجعل بيت المقدس اية جديدة لصدق نبوته فما ان عاد الى مكة واخبرهم قالوا له اوصف لنا بيت المقدس فرفع الله له بيت المقدس امام ناظريه ليصفها لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل , فجمعت فلسطين في ليلة واحدة شرف امامة النبي صلى الله عليه وسلم للانبياء , ونافذة الله من الارض الى السماء , واية لصدق خاتم الرسل والأنبياء , لعل ذلك فقط يكفي ان تفخر به ارض فلسطين فان كان جبل احد اهتز عشقا لرسول الله , وان كان جذع نخلة بكى شوقا لرسول الله , وان كان الحجر يسلم عليه فكيف سيكون تراب القدس واشجار القدس و احجارها وهم قد شهدوا ذلك الموقف الرباني العظيم ؟

فلسطين فجر الأمل الذي يحيي قلوب اليائسين القانطين , فبذكرها نحشد الهمم ونشد العزائم , فعندما اشتدت الأزمة بغزوة الخندق وقد اعترى المؤمنين خوف وجوع وهم , وبينما الصحابة يحفرون الخندق فاذا بهم قد استعصى عليهم شق صخرة فقام سيد الشجعان وقائد الأبطال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضرب الصخرة ضربة ويكبر وما ادراك ما تكبيرة رسول الله :" الله أكبر لقد اوتيت مفاتيح بيت المقدس" , تخيل كيف تشتد عزيمة الصحابة وهم في ذلك الموقف الحرج والحصار الخانق ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرهم بفتح بيت المقدس , نعم لقد ضاعت امتنا بين ازمات خانقة وصراعات مهلكة , ولكن ذلك كله لا يثني من عزيمتنا في ان نشد الهمم على ان فجر الاسلام سيشرق باذن الله في القدس عن قريب

لك ان تتخيل ان فلسطين قد ضاعت تسعين سنة في يد الاحتلال الصليبي وقتل في يوم واحد 90 ألف مسلم ومن شدة حقد الصليبيين كانوا يأكلون لحوم اطفال المسلمين , وعلقت الصلبان على المسجد الأقصى وقبة الصخرة وتوقفت الصلاة فيه لمدة تسعين سنة , وبعد ذلك تتفجر الصحوة الاسلامية المباركة ويخرج من اصلاب الأمة القائد صلاح الدين الأيوبي ليقود الامة في 52 معركة كانت واحدة منها فقط حطين وتزدهر القدس من جديد بعلم لا اله الا الله محمد رسول الله وترتفع تكبيرات الانتصار المبارك في باحات المسجد الأقصى , وها نحن اليوم نرى ان الحال افضل بكثير من تلك الحال فالمسجد الأقصى لازالت فيه الصلاة قائمة بفضل الله وبمجهود جنده من أهل القدس الذين صبروا وثبتوا وجاهدوا حتى تبقى ايات القران تتلى في سماء الأقصى رغم كل محاولات الاحتلال لطمس هويته وتدمير أساساته

إن هذا الدين لن يموت فلقد مر بلحظات اصعب مما نعيشه الان , وما قضية فلسطين الا ترمومتر لقياس درجة تمسك الأمة بدينها , ففلسطين دوما هي اروع الافراح , فبها اكتملت انجازات عمر بن الخطاب , وبها مجد التاريخ صلاح الدين الايوبي , ان بلدا صلى فيها انبياء الله خلف سيد الخلق بلد غالي الثمن , ان بلدا كبر لاجلها النبي مستبشرا واخبر بأن الفئة المنصورة المجاهدة باقية في ثناياها هي بلد يستحق الكثير من التضحيات , ان بلدا حركت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما تحرك قبل ذلك لاي بلد فتحت سواها هي بلد تستحق بذل الغالي والرخيص لاجل تحريرها ان بلدا منعت صلاح الدين من التمتع بحياته لبلذد تستحق ان نعيد النظر في سير حياتنا وان نكون في مستواه مضحين مجاهدين عل الله يشرفنا بمرتبة الفاتحين ونفوز بصحبة الصحابة الصادقين في جنة النعيم حيث يتنعمون ليل نهار برؤية رب العالمين .