عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2010, 01:04 AM
المشاركة 459
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بندلي الجوزي

ولد بندلي الجوزيفي مدينة القدس في الثاني من شهر تموز عام 1871 لأبوين من الطبقة الفلسطينيةالعاملة.
وقد توفيت والدته اثناء الوضع، وتوفي والده الذي كان يعمل نجارا هو الاخربينما كان بندلي في السادسة من عمره .. لذلك فان العائلة المؤلفة من اخواته الثلاث،وصليبا الذي يكبره سنا، قاموا بالعناية به وتنشئته .
ومما هو جدير بالذكر أن العائلات المقدسية، كانت تسكن داخل أسوار المدينة، في بيوت يجاور بعضها بعضا، اضافة الى انها كانت تتعاون فيما بينها في السراء والضراء.
تقول أخته مريم التي عاشت اكثر من مئة عام : "ان طفولة بندلي كانت هادئة على وجه العموم. ولكنه عندما اصبح قادرا على المشي، كان يحب اللعب والركض. وفي العاشرة أو أقل بقليل، كان يعتزل رفاقه، ويخرج الى سطح الدار التي تطل على أسوار القدس القديمة، وينتحي ناحية قصية او يستمتع بقراءة القصص التي كانت رائجة في تلك الايام، كما كان يحب أن يسهر ليلا ليتأمل ويفكر".
"ليس من السهل ، بعد مرور ما يزيد على مائة عام على ولادة المرحوم بندلي الجوزي الالمام بكل شاردة وواردة عن طفولته وشبابه المبكر، لا سيما أن المصادر، أو جلها، بقيت في فلسطين، ولكنني بعد اتصالاتي المتكررة بعماتي الثلاث، وبأخي صليبا - ركن العائلة- والذي يبلغ الثالثة والثمانين من عمره، ومن خلال مراسلاتي المتواصلة مع ابنة بندلي الدكتورة انستاسيا المقيمة في موسكو، والاستاذة في جامعتها، والمتخصصة في علم أحياء البحار. ومما وعته ذاكرتي اثناء زيارتي عمي بندلي للقدس عامي 1928 و 1930 أحاول تقديم ما استطيع تقديمه وأعطي صورة واضحة عن ذلك الرائد الفكري الذي نبّه الفلسطينيين الى الاخطار المحدقة بهم ، والمحاولات التي كانت تقوم بها الحكومة البريطانية من اجل تهويد فلسطين وطرد أهلها.
وقد استعنت ببعض المراجع الهامة، فيما يتعلق بالارساليات الاجنبية، خصوصا اليونانية والروسية منها، نظرا لان بندلي الجوري تلقى علومه الابتدائية والثانوية في معهدين الاول يوناني والثاني روسي .
تلقى بندلي الجوزي علومه الابتدائية وقسما من الدروس الثانوية في دير "الاشارة الصليبي" المعروف "بدير المصلبة" الواقع في القسم الشرقي من القدس، وهو يوناني أرثوذكسي، وتابع دراسته في مدرسه "قفطين" في طرابلس الشام - لبنان. وتمكن من اللغة العربية وهو في السابعة عشرة من عمره .
وكان الطلاب المتفوقون الاذكياء والنوابغ يرسلون الى روسيا لإتمام دراستهم الجامعية، تقديرا لهم على اجتهادهم وطموحهم، وهكذا أرسل بندلي الى روسيا عام 1891 لاستكمال علومه الدينية في الاكاديمية الدينية في موسكو، ولكن يبدو انه عزف عن الموضوع. فكتب الى والده يعلمه بالامر، ويطلب موافقته وموافقة من بيدهم الحل والربط، على الانتقال الى "أكاديمية قازان" عام 1895 والتي حصل منها على الماجستير في اللغة العربية والدراسات الاسلامية عام 1899. وكان موضوع أطروحته "المعتزلة".
عاد بندلي الى مسقط رأسه في فلسطين عام 1900 مصمما على البقاء فيها، وعندما رأى الحالة المتردية.السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وما وصلت اليه من فقر وحهل وضغط على الحريات، أخذ ينبه الناس ويقول لهم : "أفيقوا من هذا السبات الذي تغطون فيه، ودافعوا عن حقوقكم المهضومة وحريتكم " مما حدا بالسطلة التركية الحاكمة، أن تجبره على مغادرة القدس الشريف والعودة الى روسيا.
تزوج بندلي عام 1903 من "ليودميلا لورنيشيتفنا زويفا" الروسية المولد، فأنجبت له سبعة اولدل، ثلاثة ذكور وأربع بنات ظلوا يحتفطون بجنسيتهم الروسية، وقد اهتم بتربيتهم وتعليمهم وقد احتلوا مراكز مرموقة في الجامعات السوفياتية، .
بتصرف من مقالة بعنوان : بندلي الجوزي - بقلم نصري صليبا الجوزي فلسطين الثورة 11/2/1984 وقد أعيد نشره في جريدة الاتحاد 2/3/1984.
تلقى الجوزي تعليمه الابتدائي في دير الاشارة اليوناني الارثوذكسي، ثم تابع دراسته الثانوية في مدرسة كفتين قرب طرابلس، ثم أرسل في بعثة دراسية الى روسيا عام 1891، مثلما ارسل بعده ميخائيل نعيمة وكلثوم عودة، حيث درس في البداية علوم اللاهوت في الاكاديمية الدينية في موسكو لمدة ثلاث سنوات، انتقل بعدها الى اكاديمية قازان عام 1895، ومنها حصل على ماجستير في اللغة العربية والدراسات الاسلامية عام 1899، وكان موضوع رسالته، المعتزلة - البحث الكلامي التاريخي في الاسلام"، فعين استاذا مساعدا في كرسي اللغة العربية والدراسات الاسلامية في جامعة قازان، وبين عامي 1911 و 1917، عين استاذا مساعدا في كلية الحقوق في جامعة قازان، وبعد قيام الثورة البلشفية عام 1917، عين أستاذا للآداب واللغة العربية في جامعة باكو عام 1920، وفي عام 1921 عين أول عميد للغت الشرقية في الجامعة، ومنح لقب دكتور في الاداب واللغة العربية، حيث قام بجمع كتب ومخطوطات عربية وفارسية نادرة أثناء زيارته لايران، وفي روسيا تزوج بندلي الجوزي عام 1903 من ليود ميلالور نيشيفنا زوينا الروسية، والتي انجبت له سبعة اولاد، ثلاثة ذكور واربع بنات. (لاحظ الاختلاف في اسم الزوجة، والصواب زويفا بمعنى الذئبة . ي. ج)
كتب بندلي الجوزي، في معظم المجلات الثقافية والفكرية العربية مثل "الهلال" "المقتطف" "الآثار" "الكلية" "الرابطة الشرقية"، "النفائس العصرية"، وغيرها، حيث أدار حوارات مع الكتاب والمثقفين العرب طرحوا خلالها الكثير من القضايا الثقافية واللغوية والفكرية، واثناء اعداد الكتاب وجد جلال السيد أول مقالة لبندلي الجوزي باللغة العربية في مجلة "الهلال" في نيسان (ابريل ) 1897، ثم بعد ذلك في "الاثار" عام 1913، ثم تركّز نشاط بندلي الجوزي في المجلات العربية بين عامي 1928 و 1933 .
يذكر المؤلف أن بندلي الجوزي كان الى جانب كتاباته باللغتين العربية والروسية يترجم من الروسية والالمانية، اذ كان يجيد لغات عدة الى جانب العربية والروسية منها الالمانية، اليونانية، السريانية، العبرية، الفرنسية والانكليزية.
وضع الجوزي معظم مؤلفاته باللغة الروسية الى جانب كتاب واحد بالعربية وثلاث ترجمات من الروسية للعربية، ففي اللغة العربية ألّف وترجم الكتب التالية :
1- "من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام" - القدس - 1928 .
2- "الأمومة عند العرب" - قيللن - ترجمة عن الألمانية - قازان - 1902.
3- - "أمراء غسان من آل جفنة" - ثيودور نولدكة - ترجمة بندلي الجوزي وقسطنطين زريق - بيروت 1933.
4- " بندلي صليبا الجوزي - دراسات في اللغة العربية والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب"، جمع وتقديم جلال السيد وناجي علوش - بيروت - 1977.

أما مؤلفاته باللغة الروسية فهي :
1- "تعليم اللغة الروسية لأولاد العرب" أو "اللغة الروسية للعرب - جزءان - قازان 1903.
2- - المعتزلة - البحث الكلامي التاريخي في الاسلام - قازان 1899.
3- "محمد في مكة، ومحمد في المدينة" - قازان 1903.
4- "تاريخ كنيسة أورشليم" - قازان - 1910.
5- "جبل لبنان - تاريخه وحالته الحاضرة" - قازان - 1914.
6- "المسلمون في روسيا ومستقبلهم" - قازان - 1917 .
7- "أصل سكان سوريا وفلسطين المسيحيين" - 1917.
8- "رسالة في الطاعون - أعراضه والوقاية منه" - بلا تاريخ.
9- "رحلة البطريرك مكاريوس ابن الزعيم الى بلاد الكرج" - بلا تاريخ .
10- "علم الاصول في الاسلام" - بلا تاريخ .
11- "أصل الكتابة عند العرب" - بلا تاريخ .
12- "المطابع الاسلامية في روسيا" - بطرسبرغ (لينينغراد)- 1911.
13- "الشؤون الانكليزية المصرية" - باكو - 1930 .
وترجم من العربية الى الروسية كتابين هما "فتوح البلدان" و "تاريخ اليعقوبي".
إن كثافة الانتاج الفكري لهذا العالم البارز، تدفع الى ضرورة ترجمة أعماله الى اللغة العربية، لتعريف الاجيال الجديدة بمؤلفاته وأفكاره، خصوصا وهو الكاتب الموسوعي الذي تنوعت نشاطاته فامتدت من الادب الى التاريخ فالاقتصاد واللغة وفقه اللغة واهتم بالجوانب الاجتماعية والفلسفية .

مقالة عن كتاب بعنوان بندلي الجوزي - بقلم جلال السيد. منشورات دار المبتدأ - بيروت (الحياة في 31/5/1994) .
عمل استاذا مساعدا لمادة الشريعة الاسلامية في كلية الحقوق بجامعة قازان بين سنتي 1911 و 1917. وانتقل بعد ذلك الى كلية الآداب والتاريخ، وحاضر في تاريخ شعوب الشرق الأدنى حتى سنة 1920. وفي تلك السنة دعي الى تولي كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة باكو الدولية، كما أسند اليه كرسي تاريخ الشرق الاسلامي. وقد أصبح بين سنتي 1930 و 1933 رئيسا للقسم العربي من فرع أكاديمية العلوم في أذربيجان . وزار فلسطين وسورية والعراق ومصر وإيران ثلاث مرات لأغراض علمية.
كان بندلي الجوزي يتقن الكثير من اللغات القديمة والحديثة. وقد ألف باللغتين العربية والروسية، وترجم عنهما واليهما، كما نقل عن الألمانية بالاشتراك مع الدكتور قسطنطين زريق كتاب "أمراء غسان" تأليف المستشرق الألماني نولدكه (طبع سنة 1931). وبالاضافة الى الكثير من المقالات العلمية في المجالات العربية. طبع في القدس سنة 1928 الجزء الأول من كتابه "من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام". وقد بحث فيه الحركات الاجتماعية حسب النظريات العلمية - الماركسية فنال بذلك شهرة واسعة.
وقد جمع ناجي علوش وجلال السيد مقالات بندلي الجوزي المنشورة في الصحف والمجلات وأصدراها ببيروت في كتاب عنوانه "دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب".
(من الموسوعة الفلسطينيةبتصرف هاني )
وفي سنة 1930 زار القاهرة أيضا مع صديقيه خليل السكاكيني وعادل جبر فاحتفى بهم أهل الفكر في وادي النيل. وكتب المترجم أبحاثا ومقالات نشرها في المجلات العربية كالمقتطف والهلال والنفائس العصرية وغيرها. وكان يتقن من اللغات الى جانب اللغة العربية والروسية عدة لغات اخرى هي : الفرنسية الانجليزية والألمانية واليونانية القديمة والتركية والفارسية. ويجيد أيضا اللاتينية والعبرانية والسريانية، ويقرأ بطلاقة الايطالية والاسبانية. وتزوج بندلي عام 1903 في روسيا من "يودميلا لورنيشيتفنا زويفا" فانجبت له سبعة أولاد، ثلاثة ذكور وأربع بنات اهتم بتربيتهم وتعليمهم فاحتلوا المراكز المرموقة في الجامعات السوفيتية .
من كتاب أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني عادل مناع -
جمعيـــة الدراســـات العربيـــة - القدس ســنة 1986 ص 85 .

بندلي الجوزي وكتابه "من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام"


(بقلــم د. شوقي أبو خليــل)
(صوت العرب العددان 8/ 9
آب/ ايلول 1990 ص 48)

يتكون كتاب (من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام) من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، والمقدمة عنوانها : (وحدة النواميس الاجتماعية)، والفصل الاول عنوانه: (أسس الاسلام الاقتصادية) ، والفصل الثاني : (الامبراطورية العربية والأمم المغلوبة)، والفصل الثالث : (حركة بابك وتعاليمه الاشتراكية) والفصل الرابع: (الاسماعيلية) والفصل الخامس : (القرامطة). ثم خاتمة دون عنوان .
ولست، في هذه العجالة، في صدد ذكر ما للكتاب وما عليه، ولكنها نقطة واحدة أود عرضها، وقد جاءت في المقدمة، وهي :
المقدمة كلها تفنيد لبعض أقوال مؤرخي الغرب عن الشرق وتاريخه، وما فيها "من الغرابة والطيش" ، وخصوصا (أرنست رينان) الفرنسي الذي قال : "إن تطور الأمم السامية الديني كان يقوم دائما على نواميس أخرى"، غير نواميس الأمم الغربية.
ويقول الدكتور بندلي الجوزي : "هذه النظرية أصبحت اليوم في خبر كان .. ان الزمان تولي دحضها بنفسه"، معتبرا مثل هذه الأفكار أفكارا عقيمة فاسدة ... الى آخر هذا الدفاع المجيد، والموضوعي العلمي عن تاريخ أمتنا ، الا أن الاستاذ بندلي بدأ مقدمته بالفقرة التالية : "إذا نحن عرفنا أن أول من وضع مبادىء علم التاريخ وأساليب الانتقاد التاريخي، هم مؤرخو الغرب كينيبور (Niebhur)، ورانكه (Ranke)، وشلوتسر (Schlosser) وغيرهم ...).
ونتساءل : هل حقا ان هؤلاء المؤرخين الغربيين، هم أول من وضع مبادىء علم التاريخ، أساليب الانتقاد التاريخي ؟؟
اين هؤلاء من عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 1406م، وهؤلاء المؤرخون الغربيون، عاشوا في القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين ؟! .
لقد كانت (مقدمة ) كتاب ابن خلدون : "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، صورة حية للحياة الاجتماعية في مختلف البيئات التي تقلب فيها ابن خلدون، وللعصر الذي انقضت فيه حياته، لقد وضعها بعد ان شعر بنقص التاريخ كما يفهمه المؤرخون، اذ يقتصرون على سرد الوقائع والأسماء، (فمقدمته) : نقد تاريخي، مع تعليل وتفهم وتفسير.
ثم ان (المقدمة) عللت الظاهرات الاجتماعية، وأوضحت أثر السكن على الحياة الاجتماعية ، ودرست الظاهرات الاقتصادية، فيكون ابن خلدون بذلك قد بحث في علم الاقتصاد والسياسة والاجتماع والعمران، ويمكن القول انه ولج ميدان ما يسمى اليوم (فلسفة التاريخ).
والكتب التي تتعلق بفلسفة التاريخ مباشرة، ظهرت بعد تأليف ابن خلدون لمقدمته ، مثل
كتاب (الأمير) لميكيافيلي الايطالي .
و(الحكومة المدنية) لجون لوك الانكليزي.
و(العالم الجديد) لجا باتيستافيكو الايطالي.
و(طبائع الامم وفلسفة التاريخ) لفولتير الفرنسي.
و(آراء فلسفية في تاريخ البشرية لهردر الألماني.. وكلهم اقتبسوا من ابن خلدون في كتبهم .
وسبق ابن خلدون في مقدمته (علماء الاجتماع) بقرون، سبق غبرييلي تارد (الفيلسوف الفرنسي) بالقول بالمحاكاة والتقليد، وكان ابن خلدون أعمق، لأنه أعطى رأيا متميزا، واعتبر التقليد ظاهرة ضعف، والظاهرة الاجتماعية هي تفرض نفسها على الافراد، وأوجه الشبه بينه وبين جان جاك روسو واضحة من حيث الايمان الشديد بحياة التقشف، وبيته وبين نيتشه في نظرية الحق لقوة، وله لمحات لتفسير الظواهر السياسية بالعامل الاقتصادي، ومن الأفكار الهامة التي عرضها ابن خلدون بصريح العبارة :
" وقد يكون من الصنائع في بعضها غيرها، مثل النجارة والحياكة معهما الخشب والغزل، الا ان العمل فيهما - أي في النجارة والحياكة - أكثر، فقيمته أكثره"، وعلى هذا فان العبرة في تقويم سلم الانتاج هي بكمية العمل التي بذلت لتحصيلها، ذلك ان العمل المبذول في صناعة قطع الاثاث اكبر من العمل الذي بذل في قطع الاشجار، والعمل المبذول في النسيج اكبر منه في الغزل، ولهذا يجب ان يجري تقويم كل نوع منهما وفقا لذلك، فيكون الأول أغلى من الثاني .
ويلح ابن خلدون في توكيد معنى استمداد القيمة من العمل عدة مرات في مقدمته : "فلا بد في الرزق من سعي وعمل".
ليس ابن خلدون رائدا في علم الاجتماع السكوني، بل هو رائد في علم الاجتماع الحركي، بدليل انه لم يدرس المدن الفاضلة، بل درس المدن القائمة، ووازن بين ما كان وما صار.
لقد كان ابن خلدون شغوفا بالتاريخ، ومع معاناته للسياسة، جاءت تجربته غنية، وبعد هذا كله، هل يصح قول الاستاذ الدكتور بندلي الجوزي : "ان اول من وضع مبادىء علم التاريخ وأساليب الانتقاد التاريخي هم مؤرخو الغرب كنيبور، ورانكه، وشلوتسر؟".
وهل سبق هؤلاء العلامة ابن خلدون حقا ؟
نظرا لأهمية هذا الكتاب ، الذي ألفه الدكتور بندلي الجوزي في مدينة القدس، وطبع فيها سنة 1928م، أعادت عدة جهات طبعه، وهي :
1- منشورات صلاح الدين - القدس سنة 1977، وصفحاته 137.
2- سلسلة إحياء التراث الثقافي في الفلسطيني، الكتاب الرابع، الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين (الأمانة العامة)، الطبعة الثانية سنة 1981، وصفحاته 237 أيضا.
3- دار الجيل، سنة 1982.
4- دار الروائع، بلا تاريخ، وصفحاته 237.
5- ونشره الدكتور فواز صياغ فيدمشق ، شباط 1972، (آلة كاتبة) : 91 صفحة .