عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2010, 01:01 AM
المشاركة 456
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مشاري عبدالله محمد الروضان

ولد مشاري عبدالله محمد الروضان – رحمه الله - عام 1294م الموافق لعام 1877م، في حي الشرق بمدينة الكويت ، وكان وحيد أبيه الذي توفي في سن مبكرة من عمره.
تحمل المسؤولية بعد وفاة والده – رحمه الله – على خير وجه، وكان له مجموعة كبيرة من العمات (أخوات أبيه)، وكن متزوجات ولهن أسر، فنشأ مرتبطاً بمجموعة كبيرة من الأسر الكويتية في ذلك الوقت، مما انعكس إيجابياً على شخصيته كما سيتضح لنا بعد قليل.

تلقى المحسن مشاري الروضان – رحمه الله - تعليمه الأولي بالكُتّاب، شأنه شأن أقرانه آنذاك، ولكنه أتم – بفضل الله تعالى - حفظ القرآن الكريم، ودرس النحو والصرف، وتعلم الخط والقراءة والكتابة، وشيئاً من الحساب.

ينتمي المحسن مشاري عبد الله الروضان - رحمه الله - إلى عائلة الروضان، وهي من أولى العوائل التي نزحت إلى الكويت، ومن ثم كان لها شرف المساهمة في تأسيس دولة الكويت، وكان له هو شخصياً شرف المساهمة في وضع لبنات الكويت الحديثة.
وكان لهم – بالتالي - دور بارز في جميع المواقف التاريخية المهمة التي ساهمت في صنع الكويت وبلورة شخصيتها وهويتها، كما كان لهم دور كبير في جميع المواقع والمعارك التي خاضها أبناء الكويت للذود عن حياضها وحماية بيضتها.
وكان من الطبيعي أن يسقط لهم شهداء - وهذا شرف لا يدانيه شرف - ومنهم على سبيل المثال – لا الحصر - الشهيد حمود الروضان، والشهيد محمد الروضان، الذين استشهدوا في معركة الصريف، وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يَقُولُ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدُ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدُ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدُ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ" رواه الترمذي.

لما أراد مشاري الروضان - الشاب الناضج الذي خبر الحياة مبكراً وتعلم منها - أن يمارس مهنة أو حرفة يتكسب منها، ليعف نفسه وأهل بيته، لاسيما أن الإسلام حث على العمل وأعلى مكانته في أكثر من موضع من الكتاب والسنة، منها قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" رواه البخاري.
ولم يجد – رحمه الله - خيرا من مهنة التجارة، فعمل فيها وتنوعت نشاطاته وشملت العديد من المواد والسلع، وكانت أهم أعماله التجارية التي زاولها تجارة اللؤلؤ التي كانت مزدهرة في ذلك الوقت، وقد نجح فيها – بفضل الله تعالى – وحقق من خلالها أرباحاً كبيرة، إذ تعددت رحلاته التي كان يقوم برحلات عديدة إلى الهند لترويج تجارته.
وقد ورث عنه أحد أبنائه - وهو عبدالله - حبه لهذه المهنة، وتميز فيها بالخبرة العالية الواسعة، بينما تفرغ ولداه خالد ويوسف لمزاولة أنواع أخرى من التجارة، وقاموا أيضاً برحلات عدة موفقة إلى الهند وسواحل إفريقيا واليمن.
وقد امتلكت أسرة الروضان عدداً من السفن الشراعية ومنها "البدري" وعددا من نوع الشوعي ومنها "الزاهي"، وقد صنعت خصيصا للأسرة في الهند، ومنها ما تم شراؤه من تجار الكويت.
كما كان للأسرة نقعة معروفة في منطقة الشرق،() تسمى نقعة الروضان، وهي مرسى للسفن الشراعية، كانت ترابط فيه سفن الروضان وغيرها من سفن السفر. وكانت تقع مقابل ديوان وعمارة الروضان، وبجانب نقعة هلال المطيري.

تميز المحسن مشاري الروضان – رحمه الله - بالعديد من الصفات الحميدة والخصال الكريمة، التي دلت على حسن فهمه للإسلام واستفادته من حفظه لكتاب الله الخالد، الذي حض في أكثر من موضع على التحلي بالأخلاق الحسنة.
ومن الصفات هدوء الطبع وقلة الكلام وصواب الرأي، مما أهله لأن يكون عضواً في العديد من المجالس التي أنشئت في الفترة الأولى والحقبة المبكرة من تاريخ الكويت الحديثة، كما أشرنا من قبل.. والتي كانت تتعاون وتسهم في تقدم الدولة واستقرارها من خلال المشاركة في بذل المشورة للحكومة آنذاك.