عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 12:35 AM
المشاركة 452
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أبوعبد الله سيدي محمد الرقيق ابو عكازين

مدفون بالمسعودة شمالي بلدة نقطة، مقامه مزار ومتبرك به ويعتبر من اعيان الجهة الغربية لولاية صفاقس (المحرس ونقطة وقرقور...) شريف النسب >
مات ابوه وتركه صغيرا فسمته امه محمد اليتيم واسلمته للمعلم فلما شب صار يذهب الى قرقور ليتعلم على يدي الشيخ العارف بالله سيدي ابي يحي القرقوري وكان الفتى جميل الصوت رقيقه فسماه شيخه بالرقيق فاشتهر هذا اللقب.
ظهرت كراماته مبكرا وهو لا زال يتلقى العلم من شيخه اذ كان شيخ من مشايخ العرب يتعرض له في غدوه ورواحه طالبا منه ان يقول لامه بان تتزوجه فانكر ذلك ولم يخبر امه فجعل شيخ العرب يؤكد عليه ذلك كل يوم حتى ضاق صدره وتغيرت حاله فساله معلمه عما يعانيه فقص عليه قصته وما يقاسيه من مدافعة شيخ العرب فاعطاه قضيبا وقال له: خذ هذا القضيب واصحبه معك فاذا لقيك استعذ بالله منه واساله ان يعافيك من هذا القول فان رجع عن حاله فذاك المطلوب وان ابى اضرب الأرض بهذا القضيب وقل:«خذيه يا ارض» فان اخذته كله والا اعد عليها قولك حتى تاخذه اجمع ففعل ما امره به الشيخ فاخذته الارض فعرف الشيخ بذلك فقال له اذهب الان الى قريتك فقد بلغت مبلغ الرجال فقام بقرية أومة
.
ومن الحكايات التي تروى عنه انه لما جاء العيد ساله اهل المحرس ان يخطب لهم ويصلي بهم العيد فابى اهل قريته (أومة) وتشاجروا فاعطى اهل المحرس عكازا وهو القضيب الذي يعتمد عليه الخطيب واخذ اهل قريته العكاز عندهم فلما حضرت صلاة العيد هيا اهل كل قرية عكازهم على منبرهم فاذا بالشيخ داخل عليهم فصلى بهم وخطب لهم فلما التقى اهل القريتين افتخر كل على الآخر بصلاة الشيخ عندهم فكذب كل منهم الاخر فرجعوا الىالشيخ فقال:«والله ما صليت الا بالحرم الشريف ولكن الله كشف عن ابصاركم فرايتموني فكل فريق في بلاده يحسبني بازائه كالشمس في فلكها وكل احد يحسبها في داره» زمن هنا جاءت تسميته بابي عكازين الرقيق ونسي الناس اسمه الاصلي «محمد
».
وتواصلت كرامات الشيخ الى احفاده اذ شاع عند اهل قرية نقطة ان احفاد الشيخ لما نزلوا نقطة على شاطئ البحر وسكنوا بها رآهم النصارى فهجموا عليهم ليلا وقاتلوهم قتالا شديدا حتى مات رجالهم الستون وسبي الحريم ومن بينهم امراة من احفاد الشيخ اوثقوها مع عبدها كتافا فلما اراد الكفار ادخالهم الى المركب صاحت بعبدها فقال لها أنا موثوق بالقياد فلا حيلة عندي فقالت اجذب يديك ينقطع القياد ففعل فانقطع القياد ثم تقدم لاول كافر فاحتمله وضرب به الارض وضربت البنت طبلا سمعه الناس واتوا لنجدتهم ومن بينهم رجل صالح من ارض السواسي مات وهو يدافع عنهم ودفن مع قتلاهم
.
ومن خاصية تربة هذا الشيخ انها لا تقبل الا من كان من نسله حتى قيل ان بعض الصالحين جاء زائرا فمات ولده فدفنه معهم فرأى في النوم قائلا:«انقله» فابى فاعيد عليه فابى فاصبح مطروحا بارض قابس فبعدها لم يتجاسر احد على الدفن من غير نسل الشيخ
.
ولم نقف للشيخ على تاريخ وفاة الا انه وجد على قبر من قبور احفاده هذا ضريخ يعقوب بن عبد الله بن أبي عكازين الرقيق توفي عام 867 للهجرة
.
عن نزهة الانظار في عجائب التواريخ والاخبار لمحمود مقديش


أحمد أمين