عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2015, 03:21 PM
المشاركة 4
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;background-color:silver;border:5px solid firebrick;"]


الفصل الرابــــــع
_________

فتحت أمه الباب، وولجت مسرعة، وهي ممسكة بيد عبد الباسط
بقوة آلمته.. دفعته ليجلس، وطلبت منه ألا يتحرك من مكانه، حتى تسلمه أمانته، وتزيح عبء تلك الأمانة الجليلة من على كاهلها. استسلم لرغبتها دون كلمة، وهو في ترقب مذهول لتصرفاتها، وتركته هي على حالته تلك، واتجهت إلى غرفة أبيه، حيث غابت برهة من الزمن، ثم عادت وهي تحمل صندوقا عتيقا في يدها.
ناولته الصندوق، وارتمت على أقرب كرسي، وهي تأخذ نفسا عميقا،
وكأنها تخلصت من حجر ثقيل كان رابضا على قلبها.
أخذ عبد الباسط يقلب الصندوق في يده باستغراب وفضول شديدين، وهو يتفحصه سائلا أمه..
- ما هذا؟..
ردت على الفور..
- لا أعلم..
- ماذا بداخله إذًا؟..
- لا أعلم..
- وماذا أفعل به؟..
- لا أعلم يا بني أي شيء، فقد حملني أبوك تلك الأمانة، لأسلمها لك بعد الانتهاء من دفنه، دون تلكؤ أوتأجيل، وها أنا ذي قمت بتوصيل الأمانة واسترحت.
- ألم يقل لكِ أي شيءعن هذا الصندوق؟..
- لم يقل لى إلا شيء واحد عنه
تنهد قائلا..
- أريحيني يا أمي، وقولي، فالفضول يكاد يقتلني.
- هذا ميراث الهالة..هذا ما قاله أبوك.
- هذا ميراث الهالة!..أي هالة..
- هالتك يا بني..ولا تسألني المزيد، فأنا لا أعلم أي شيء أكثر مما ذكرت لك..
صرخت فجأة..
- نعم.. نعم تذكرت شيئا..
في لهفة سألها..
- قولي يا أمي..ماذا تذكرتِ؟..
- قال أبوك سيتكشف لك كل شيء عن طريق هالتك.. فسينير الله بصيرتك، وتعرف طريق ميراثك..
نظرت إليه بما يشبه العتاب..
- لا تسألني المزيد، فقد سلمتك أمانتك وانتهت مهمتي،
وبدأت مهمتك الجليلة..
[/tabletext]