الموضوع: الشّعر حياة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3285
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
12-25-2011, 11:18 PM
المشاركة 1
12-25-2011, 11:18 PM
المشاركة 1
Lightbulb الشّعر حياة
( الشّعر حياة )

[justify]الشّعر .. هذه الكلمات المصفوفة على الورقة البيضاء ، هذا العالم المغاير للواقع والذي يقترب من عالم الخيال ، هل ما زال له أيّ دور في حياة الإنسان ؟ إنّ الشّاعر بمثابة حكيم ونبيّ ، هكذا منذ زمن بعيد ، لو نظرنا من زاوية المجتمع والثقافة فإنّ الشّعر له دور لا يمكن أن يكون له بديل خصوصا حين يتعلق الشّعر بحياة الإنسان وموته .. بإرادة الإنسان وكرامته .. وحين يستمر في أن يكون أداة لغوية تجعل الإنسان رافعا الرّأس بشموخ ، وحين يصبح حاجة حيوية للوجود ، فإنّه وعلى الرّغم من أنّ أصواتا في الشّعر عابها عدم نقاء صوتها الشّعري ، وأنّ شعر بعض الشّعراء الشّباب ما زال مترنحا غير ثابت الخطى ن فإنّه ما زال يتمتع بترحاب غير عادي من الجمهور .
إنّ إنسان هذا العصر ينظر بعين المادة إلى الأشياء الرّوحانية ، وإلى نماذج الأدب الرّوحاني ، فكان شيئا طبيعيا أن يلاقي الشّعر برودا .. وأن يكون صوت الشّعر ضعيفا أمام جلبة السّوق ، ولكن ضعف الصّوت لا يعني بالضرورة عدم قوّته ، إنّ رأس السّيجارة المشتعل يمكنه أن يشعل غابة من الأشجار ، والعاصفة التي بلا صوت يمكنها أن تدفع الإنسان بهدوء إلى الأمام .
ما زال في العالم ما لا يمكن للمال شراؤه ، مثل الفكر .. والصّداقة .. والحبّ ، إنّ السّعادة والفرح والأسى والحزن كلّها مشاعر لإنسانية لا علاقة لها بالمال .. إنّ الشّاعر ينزل من عليائه ويبدأ من جديد في مراجعة تاريخ الشّعر ، ويمعن الفكر في الشّعر والمجتمع والعلاقات الشّخصية للفرد ليطهّر فساد العالم بطهارة قلبه ، إنّ ما يريد الشّاعر فعله هو أن ( يسبح ضدّ التيّار ) أن يبقي على قيمة وجمال الحياة الإنسانية في قصيدته ، حين تفقد القيم توازنها ويصبح الجمال متجاهلا ؛ يظلّ الشّعر كما كان أبدا هو الذي يحافظ على كرامة الإنسان ، معترفا بقيمة التّاريخ ويقتلع من الحقول المجدبة في قلب إنسان العصر الحشائش الضّارة ويزرع مكانها بذور الخير والحبّ .
في عالمنا المعاصر ، ما دامت مشاعر الإنسان لم تنطفئ وما زال فيه وجودا روحانيا ؛ فسيظلّ الشّعر حاجة ضرورية لحياته ، سيظلّ الشّعر هو النداء المنطلق من أعماق القلب ليمتلك الرّوح .. إنّ الشّعر هو أجمل زهرة على شجرة الحياة ، هو باكورة الحكمة الإنسانية ومصدر روحانيتها الذي لا يقدر بثمن .[/justify]

( خان تّزوا رونج / الصّين )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )