عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2011, 10:50 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علي بن عبيدة:

يا نفس لا تسلكي سبل الاستكثار من المال فإن جمعه حسرة ووبال، واعتزي بالقناعة فإنها أشرف قدراً وأرفع ذكرا وخطراً، وأقرب إلى منزلة السعداء وأكسب للشكر وأزلف عند الخالق من الاستكثار من الفتنة الذميمة واحتمال أوزار المكاسب ولهب الحرمان وثبات حجة المقت ولزوم سمت البخل. قال الشاعر:



لطي ثلاث واصطبار على أذى .... من الدهر خير من نوال لئيم



وأحسن عندي من تعرض ذي غنى .... تجمل مجهودٍ وصبر كريم



وألزمت نفسي اليأس حتى كأنني .... عدو لمن أثرى صديق عديم



وإن من استغنى وإن كان معسراً .... على ثقة بالله غير ملوم




عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:


جر ما بدا لك أيها الدهر .... لك أن تجور وعندي الصبر



وأكسب للشكر وأزلف عند الخالق من الاستكثار من الفتنة الذميمة واحتمال أوزار المكاسب ولهب الحرمان وثبات حجة المقت ولزوم سمت البخل. قال الشاعر:



لطي ثلاث واصطبار على أذى .... من الدهر خير من نوال لئيم



وأحسن عندي من تعرض ذي غنى .... تجمل مجهودٍ وصبر كريم



وألزمت نفسي اليأس حتى كأنني .... عدو لمن أثرى صديق عديم



وإن من استغنى وإن كان معسراً .... على ثقة بالله غير ملوم



عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:



جر ما بدا لك أيها الدهر .... لك أن تجور وعندي الصبر




وهذا ضد المعاني المتقدمة، لأنه أمر بالطلب فإذا أعيت الحيلة فبالقناعة. وهذه قناعة اضطرار لا قناعة اختيار.



وسئل ابن حازم: ما مالك؟ فقال:



للناس مال ولي مالان مالهما .... إذا تحادس أهل المال حراس



مالي الرضا بالذي أصبحت أملكه .... ومالي اليأس مما يملك الناس




وقال أيضاً: الثقة بالناس من اليأس. وقال خالد بن صفوان: نظرت في أمري فوجدت الذي منعنيه القدر لا سائق له، ووجدت الذي أعطانيه لا حابس له، فعلام أعني نفسي. قال بزر جمهر: إذا كان قاسم رزقي هو الله وما قد قسمه فليس يغيره أحد فلم أتحمل منة الخلائق؟ وللحسين بن علي رضى الله عنهما:



فان تكن الدنيا تعد نفيسة .... فدار ثواب الله أعلا وأنبل




ولأبي خراش الهذلي في القناعة والإيثار على النفس:




أرد شجاع البطن قد تعلمينه .... وأوثر غيري من عيالك بالطعم



وأغتبق الماء القراح تعففا .... إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم





لعنترة بن شداد في الصبر مع القناعة:



ولقد أبيت على الطوى وأظله .... حتى أنال به كريم المأكل




عبيد الله: القناعة عز صاحبها، وميسرة فقره، ومسلاة عدوه، وتبجيل له في أعين العقلاء، وتجمل في الخاصة والعامة، وذهاب بالنفس عن مسألة البخيل، والتعريض لمعروف من جعل فقره في قلبه وغناءه في كسبه، وصيانة العرض، وإحياء السنة، والرضا باليسير، والتقليل للكثير، والرغبة عما في أيدي الناس. فان الناس أتباع بالحق ونظارون بعين الدنيا موكلون باجتناب المؤمن إذا اختل وتعظيم المنافق إذا استغنى إلا قليلاً منهم في جملتهم كالشامة في مسك البعير والقلامة في النهر الغزير، ففي الاعتزال عنهم سلامة وفي الاختلاط بهم الضر، والبلاء الذي ليس بمنقض إلا ما دفع الله. ولذلك أقول:




رضيت للعز بالقنوع .... فلست أنقاد للمنوع



لبائع حظه هلوع .... لازم دنياه ذي خضوع




كان الخليل بن أحمد قنعا ضففا، فكتب إليه سليمان بن المهلب وقد ولي السند يستزيره ليوليه أموره. فكتب إليه:




أبلغ سليمان أني عنه في دعة .... وفي غنى غير أني لست ذا مال



شح بنفسي أني لا أرى أحداً .... يموت هزلا ولا يبقى على حال



والرزق عن قدر لا العجز منقصه .... ولا يزيدن فيه حول محتال




وكان يقال: احتج إلى من شئت فأنت دونه، واستغن عن من شئت فأنت مثله، وافضل على من شئت فإنك فوقه. ولأبي دلف:




ليس الغنى في المال بل .... نفس الكريم هي الغنية





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)