عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2013, 10:06 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع ...أهم الأسباب لفشل الانقلاب

سلميتهم أقوى من الرصاص
أنا من الذين يؤمنون بان لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومعاكس له في الاتجاه واستبعدت ان نهج غاندي في المقاومة السلمية يمكن ان ينجح مرة اخرى في تحقيق اهداف على ارض الواقع، وكنت اظن بأن ما اخذ بالقوة لا يتسرد الا بالقوة وهو النهج الناصري المعروف.

ولا شك أن العسكر جاءوا وهم مستعدون تماما ويتحركون ضمن خطة مستقبلية، وهذه الخطة اشتملت حتما على قائمة تفصيلية للمهمات المطلوب تنفيذها ليحقق الانقلاب أهدافه check list. والمتابع للأحداث يلاحظ أن الخطة متقنة وموضوعة من قبل خبراء في علم النفس والعلاقات العامة من ناحية والخبراء الأمنيين من ناحية أخرى على ما يبدو.

فمنذ اللحظة الأولى للانقلاب عمد العسكر إلى شيطنة الأخوان وحاولوا دفعهم إلى ارتكاب ردود فعل عنيفة وحماقات تبرر للعسكر سحقهم على شاكلة السيناريو الجزائري.
وهناك من يعتقد أن الكثير من الأحداث الأمنية المؤسفة التي وقعت كانت من تنفيذ العسكر ونفذت ضمن هذا السيناريو ولهذه الغايات.

لكن المفاجأة المذهلة جاءت في إعلان الأخوان تمسكهم بالسلمية الكاملة وإصرارهم عليها وترديدهم لمقولة " سلميتنا أقوى من الرصاص" في كل وقت وفي كل مناسبة. والمذهل أن الأخوان قد نجحوا في التمسك بهذا الشعار وطبقوه عمليا على الرغم مما أصابهم وعلى الرغم من كل الاستهدافات والاستفزازات التي حاولت دفعهم للخروج عن النص.

والذي يذهل أكثر في الواقع هو نجاح التنظيم الاخواني في السيطرة على شريحة الشباب تحديدا، ولجمهم ومنعهم من ارتكاب أي أعمال عنف وردود فعل انفعالية تكون مبررا للعسكر لتنفيذ ذلك الجزء من الخطة الأمنية والمتمثل في القضاء على التنظيم قضاء مبرما بقوة السلاح على اعتبار انه تنظيم إرهابي يمارس العنف ويهدد الأمن ويشكل خطرا على احد مكونات المجتمع.

وهذا يؤشر إلى أن الأخوان تنظيم متماسك أيما تماسك! ولديه سيطرة كاملة على كوادره صغيرهم وكبيرهم، وهم يعملون ضمن رؤيا وتصورات إستراتيجية واضحة، ولديهم هم أيضا خطة مقابل خطة العسكر، كما لديهم انضباطية مذهلة فوتت على العسكر فرصة ذهبية ساهمت مساهمة قوية في زج الانقلاب في مأزق كبير، وواضح أنهم، أي العسكر، أصبحوا يتخبطون في محاولة للخروج منه.

لقد أثبتت الأحداث نجاح خطة الأخوان المعاكسة، وان سلميتهم كانت فعلا أقوى من الرصاص، فقد افشلوا مخطط العسكر الأمني واسكتوا بنادقهم بعد مذبحة رابعة، وفي المقابل استمروا هم بسلميتهم في إطلاق الرصاص، حتى وهم أموات أو خلف القضبان.
ولا شك أن رصاصهم سينخر جسد الانقلاب في نهاية المطاف وينهار الانقلاب.

يتبع،،