الموضوع
:
لاميــّـــــــة العــــــــرب *****
عرض مشاركة واحدة
01-05-2018, 03:19 PM
المشاركة
14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6405
المشاركات:
25,777
ومن التعبيرات الفنية الظاهرة في لامية الشنفرى "المفارقات"، وهي وسائل فنية يحاول بها إظهار محاسنه وتميزه عن غيره..
وَكُلٌّ أَبِيٌّ بَاسِلٌ غَيْرَ أنَّنِي
إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِدِ أبْسَلُ
وَإنْ مُدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُنْ
بَأَعْجَلِهِمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
فهو سريع في ملاحقة الفريسة.. بطيء في مد الأيدي إليها!
والشعور بالغربة يدفعه لسرد محاسنه ليثبت استغناءه عن الناس:
ولا جُبَّأٍ أكْهَى مُرِبٍّ بعِرْسِهِ
يُطَالِعُها في شَأْنِهِ كَيْفَ يَفْعَلُ
وَلاَ خَرِقٍ هَيْقٍ كَأَنَّ فؤادَهُ
يَظَلُّ به المُكَّاءُ يَعْلُو وَيَسْفُلُ
وهو في الصحاري ليس بأحمق تخادعه الصحراء فلا يهتدي لطريقه..
وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّلاَمِ إذا انْتَحَتْ
هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ
ونلاحظ في أبيات القصيدة ما يمكن تسميته بـ "بعثرة الأبيات"، إذ نجد عدم تنظيم وتناسق في سرد ما يتحدث عنه الشاعر، فهو يصف عفته وترفعه عن إظهار الشره في الأكل:
وَإنْ مُدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُنْ
بَأَعْجَلِهِمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
وبعده بخمسة أبيات يقول:
وَأغْدو خَمِيصَ البَطْن لا يَسْتَفِزُّنيِ
إلى الزَادِ حِرْصٌ أو فُؤادٌ مُوَكَّلُ
وكان الأجدى أن تتلوا الأبيات بعضها لتصبح متناسقة، غير أن الطبيعة الفطرية لشعر الصعاليك وبعدهم عن الكتابة التي هي مما يساعد على إعادة النظر والتنظيم أدى إلى هذه الظاهرة!
رد مع الإقتباس