عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2012, 11:51 PM
المشاركة 17
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العروض و مسألة نحوية
جاء في قصيدة مطلعها (نحنُ الكرام فلا حيٌّ يعادلنا)
لسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه و سلم هذا البيت:
إنَّ أَبَيْنَا و لمْ يأَبَى لَنَا أحدٌ = إنَّا كذلكَ عنْدَ الفَخْرِ نَرْتفعُ
قال شارح الديوان الدكتور/ عبدالرحمن البرقوقي:
قوله (و لمْ يأبى: هي و لم يأبَ ، و لكنها ضرورة.)
قلتُ: كما قال الدكتور البرقوقي أن الفعل يأبَ مجزوم و علامة جزمه حذف حرف العلة و الفتحة دليل على المحذوف ........ و لا خلاف و إنما الخلاف هل هناك ضرورة لإبقاء حرف العلة في كتابة البيت؟
الجواب:
إثبات محقق و ضابط الديوان لحرف العلة مع دخول أداة الجزم على الفعل المعتل مرده استحسانه ورود مستفعلن الثانية سليمة _ و إن لم يذكر ذلك_ و هنا سيقف المتأمل بين النحو و العروض إمَّا أن ينتصر للعروض على حساب النحو و إمَّا العكس ....... و رأي أن النحو مقدمٌ على العروض في إنشاد و كتابة الشعر إلا في حالة واحدة و هي إختلال الوزن فيجوز للشاعر الذهاب إلي الضرورة حيث لا مندوحة......... و في بيت حسان لا توجد ضرورة قاهرة فمستفعلن في البحر البسيط يجوز خبنها (بحذف الثاني الساكن) فتصبح متفعلن و يجوز طيها (بحذف الرابع الساكن) فتصير مسْتعلن و تنقل إلي مفتعلن و هذا ما يحل مسألة بيت حسان بطي مستفعلن الثانية ليكتب البيت هكذا:
إنَّ أَبَيْنَا و لمْ يأَبَ لَنَا أحدٌ = إنَّا كذلكَ عنْدَ الفَخْرِ نَرْتفعُ
و الله أعلم.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا