عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2012, 04:52 PM
المشاركة 18
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ب- ظروف الدراسة وأهم الأحداث حتى الانتهاء من الدراسة المدرسية: - الروضة؟-المدرسة؟ الابتدائي الثانوي؟ التدريس الخصوصي؟ القراءة والمطالعة؟ - كيف كانت العلاقة مع المدرسة: هل كنت تحبين الدارسة والمدرسة أم كنت تتفلتين منها؟
-هل حدث أي تغير في الظروف المعيشية خلال هذه الفترة (من 3 - 18 سنة) هل تعرض الوالد لظروف اقتصادية صعبة أو خسائر مالية صادمة أثناء فترة الطفولة؟



ههه عُدت .................... أعتذر
بدأت مرحلة الدراسة الإبتدائية ، والمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية ، والمرحلة الثانوية في فلسطين ....
كنتُ احب المرحلة هذهِ جداً ..لم أكن من المتفوقات ..ولكني كنتُ أحبُ المدرسة بشكل ٍ رهيب ، وكنتُ أحبُ صديقاتي في المملكة العربية السعودية جداً ,وأحبُ معلمات المدرسة والجميع كان هناك يحبني ، حتى أنني إلى هذه ِ اللحظات أتذكرهن ّ بشدة ، وحروفهم الجميلة المكتوبة لي قبل سفري ومغادرتي من المملكة في دفتري الصغير الذي أحتفظ ُ به حتى يومي هذا .... وأتذكر كلّ الأسماء التي حفرت بصمة رائعة لا تُمحى بسهولة ، مرحلة الدراسة مرحلة مرحة جداً ، وكنتُ بارزة في المدرسة بالرسم والفن التشكيلي ، حيث كنتُ اشارك في المعرض السنوي للفنون في المدرسة ، وكنت أتعاون مع كل الطالبات في الصف وإنجاز المهام الفنية ، ليحصلنّ على العلامات من معلمتي الرقيقة (( منى )) أتمنى أن ألتقي بها مجدداً ، وكان لي دائماً بصمة في حفلات المدرسة خصوصاً حفلة مجلس الأمهات ...
أتفاعلُ مع الجميع ، وكانت حصص ((التدبير المنزلي )) ، جميلة بالإضافة لكل ما كنا نتعلمهُ فيها ، كنت اضحك بها كثيراً وكانت معلمة التدبير المنزلي تمازحني وتقول (( لن تصلحي ربة بيت ولن تكوني طباخة ماهرة )) ليتها تراني الآن ...إني ربة بيت ممتازة يامعلمتي الغالية كانت تُلقبني بــِ (( ديانا سبنسر )) ، أما الحصص الأخرى كنتُ أحب مادة (( التاريخ )) ، ومواد التربية الإسلامية كافة (( التوحيد والفقه والحديث الشريف والتفسير )) ، وكنتُ أغلب الأحيان في حصص الجغرافيا أرسم فيها على كتابي أو أتجهُ للقيلولة وأنا مستيقظة هههههه لأني لا أحب هذه المادة ، أما مادتي (( المطالعة والنصوص )) فلا خلاف عليهما فكنتُ أبدع في تلك الحصص ولكني كنت أمقتُ الإعراب في القواعد ودائماً دائماً في كل الإمتحانات لا أذكر أنني قمت بحلِّ سؤال من أسئلة القواعد ، حيثُ أنني كنت ُ أكتب لمعلمتي في نهاية ورقة الإجابة (( عليكِ بها )) ، ومادة (( الإنجليزي )) لا تسألوني لأني لا أطيقها أبداً .

تدمعُ عيناني كثيراً على تلك الأيام التي أتوق للعودة لها ولو لساعة واحدة لا أكثر ،
والمرحلة الثانوية كانت سيئة جداً ، رغم أنني كنتُ سعيدة بالعودة لفلسطين الحبيبة إلا أنني عانيت كثيراً مع كل الأشخاص الذين تعاملتُ معهم في الفترة الأولى في المدرسة لأنه كان عالماً مختلفاً على العالم الذي إعتدتُ عليه ِ تجاوزت وقتاً لا بأس بهِ حتى إعتدتُ على هذا العالم ، كان الهدوء الذي غلبني في الصف ليس طبيعاً أبداً ، ومعلماتي كانت ملاحظاتهن ّ في شهادتي أنني هادئة أكثر من اللازم ، (( إعتقدتُ نفسي مريضة )) ههههه ، إلتحقتُ في لجنة نظام المدرسة وبدأتُ في الإعتياد المطلوب من اي شخص إنتقل من مكان إلى آخر بسهولة ، ولكني كنتُ أخاف الطالبات كثيراً ، وظروف الإحتلال كانت تخفيني أكثر ، ذلك لأنني كنتُ أشاهد ما يحصل في وطني الغالي فقط على التلفاز وأنا في السعودية ، أما أن تتعايش مع تلك الأحداث على أرض الواقع شيء صعب كان بالنسبة لي في البداية ، بعد أن إلتحقت بمدرستي قامت مديرة المدرسة بالإلتحاق بمسيرة كان من نظمها طلاب مدارس الثانوية في المدينة ، لا أذكر بالضبط مالسبب ولكني ذهبت مع الطالبات ، وبدأ جيش الإحتلال الإسرائيلي بتفرقة الطلاب والطالبات بالإعتقال وضرب قنابل (( المسيله للدموع )) والرصاص الحي ، خفتُ جداً في تلك المسيرة كانت أول تجربة لي ، ولكني تعلمت منها الكثير ، أنهيتُ الصف العاشر (( الصف الأول ثانوي)) وإنتقلتُ لمدرسة أخرى وتركتُ معلمات أحببتهن ّ جداً وخصوصاً مديرة المدرسة ومعلمة اللغة العربية ، رحلتُ على مدرسة أخرى وعالم آخر بالفعل ، وبدأتُ في الصف الحادي عشر ، وكنت سعيدة جداً بهِ ، وكونتُ بهِ صداقات جميلة ، والأساتذة والمعلمات أحبوني جداً ، وكنتُ أيضاً بارزة في مجال الفن ، وقمت بمشاركة لوحة قد رسمتها في معرض للمدارس للطلاب والطالبات في المحافظة وحصلت على المركز الثاني في المعرض ، في نهاية الصف الحادي عشر ثام أحد الشبان بملاحقتي لمدة سبعة أشهر وتقدم لخطبتي من أهلي وتم النصيب ، وبعدها أكملتُ الصف الثاني عشر (( التوجيهي )) وأنا في بيت زوجي ،ولكن للأسف لم يحالفني الحظ ، فقد كان زوجي في فترة الإختبارات أسيراً في السجون الإسرائيلية ، فقد كان لهُ نشاطات وطنية واسعة ، وقد تم إعتقالهُ أكثر من مرة على فترات ، وكان يمكث في السجن لفترات طويلة ، وعايشت فترتها الألم والوجع بشتى الأشكال ، والرعب أيضاً ، حين تكون أنت مع زوجتك وأطفالك في بيتك ، ويتم إقتحام البيت من قبل جنود الإحتلال ، ويعبثون في محتويات البيت بأكملها للتفتيش ، ووضع العصبة على عينيك والأسلحة فوق راسك حيث لا تهمس حتى ، ولا يسمح لك بأن تشرب الماء او تذهب لقضاء الحاجة ويتم إعتقالك لسنه وأكثر ، هذا الشيء جربتهُ أكثر من مرة وهو مؤلم جداً ولهذا ، فقد إقتحم جنود الإحتلال بيتنا اكثر من مرة ، وقاموا بإعتقال زوجي وضربهِ أمامي ،
بصراحة لم أكن أتوقع أن هوازن المدللــــة تجرب كل هذه الأمور ، لذا تعلمت من حياتي الكثير ، وتعلمتُ من زوجي أشياء كثيرة لهُ الفضل فيها والحمدلله على شيء ، فكلنا شهداء مع وقف التنفيذ واسرى في سجنِ واسع ،.

بالنسبة للخسائر المادية ، والدي الغالي برغم كل ّ شيء كان يوفر لي كل ما أطلبهُ منه دون تردد .
وتبقى الشمس تدمع .............................
ولي عودة ......

لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..